عرفات: الاستحقاق أمامنا اليوم يشبه استحقاق الجلاء ولكنه أعلى وأكثر تطوراً
بمناسبة عيد الجلاء المجيد أجرت إذاعة ميلودي اف ام بعد ظهر اليوم 17/4/2015 اتصالاً هاتفياً بالرفيق علاء عرفات أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير لاستطلاع رأيه حول معاني عيد الجلاء اليوم، حيث كان التصريح التالي:
تحياتي إلى كل مستمعي «ميلودي»، وكل عام، وهم، والشعب السوري، بخير بمناسبة عيد الجلاء العظيم.
تتزامن المناسبة، الذكرى التاسعة والستين للجلاء، مع الوضع المؤسف في بلادنا، حيث تمرُّ سورية بأزمة كبيرة وشاملة، في ظل العنف والدماء.. هذه الأزمة التي نأمل أن تنتهي بحلٍّ سياسي يخرج السوريين من إطار الكارثة الإنسانية التي يعيشونها، ويذهبون إلى نوعٍ من التفاهم قادر على أن يعيد السلام والأمن للبلاد، ويأتي بالتغييراتالعميقة التي يحتاجها ويستحقها الشعب السوري، هذا الشعب الذي ناضل من أجل الاستقلال، سواء عبر ثورته السورية الكبرى، أو ما سبق ذلك في معركة ميسلون، عندما دخل الفرنسيون إلى سورية، حيث رفض السوريون دخول أي مستعمر إلى سورية دون معركة، ودون محاولة لمنع العدو.
اليوم لدينا استحقاق يشبه هذا الاستحقاق ولكنه أعلى وأكثر تطوراً. فالاستحقاق أمام السوريين هو إنهاء أزمتهم، وإنهاء كارثتهم الإنسانية، وتحقيق نصر كبير، بمعنى الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، والذهاب إلى عملية تغيير شاملة، ودفع سورية إلى الأمام بإعادة الإعمار بالمعنى الحديث للكلمة، وأقصد بالمعنى الحديث: أن تكون عملية إعادة الإعمار لمصلحة أكثرية السوريين، الفقراء السوريين بالدرجة الأولى، ودفع البلاد باتجاه نظام سياسي ديمقراطي تعددي سياسياً، وفي الوقت نفسه يحقق أعلى مستوى من العدالة الاجتماعية لجميع السوريين، ويعيد لسورية دورها الإقليمي في المنطقة، لأن أمام سورية استحقاق تحرير الأرض ودعم الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه واستعادة بلده، وإعادة المهجرين واللاجئين الفلسطينيين إلى أرض فلسطين.
كل هذا يقف أمام السوريين ونستذكره في عيد الجلاء، ولا ننسى الأزمة التي نعيشها، ولكننا نعرف أن أزمتنا لها علاقة بالدور الإقليمي، وبدور سورية في المنطقة، وبدور سورية في الدفاع عن مصالح البلاد، وعن مصالح الشعوب العربية، فلدينا قضايا عربية كبرى ينبغي العمل من أجلها، وأيضاً هناك دور سورية الذي كان له نوع من النظرة العالمية، ولا أقول إطلالة، فنحن لم نصل إلى مستوى الإطلالة بعد... سورية مفتاح مهم في العالم وفي المنطقة. هذا المفتاح ينبغي أن يبقى محافظاً على دوره. كل ذلك أمامنا، سورية في 17 نيسان، ورغم أنها تنزف دماً، لكن عيونها على المستقبل، بأملٍ أن تسير إلى الأمام.
وأعتقد أن سورية ذاهبة إلى حل. وآمل وأعتقد أن 2015 سيكون عام الحل في سورية. فالحراك السياسي الذي نراه، سواء في موسكو أو غيرها، المقصود منه عملياً دفع البلاد باتجاه الحل، وأعتقد أننا في العالم المقبل على الأرجح سنكون نناقش أين وصلنا في هذه العملية، وربما نكون قد قطعنا فيها أشواطاً كبيرة. آمل ذلك، ولست آمل فقط، وإنما أعتقد ذلك، ومثلي مثل آخرين نعمل من أجله.
أقول: رغم كل هذا الوضع المأساوي، تفاءلوا فنحن ذاهبون إلى الأمام، نحن ذاهبون إلى حل، نحن ذاهبون عملياً للتخلص من هذه المشكلة والكارثة. نحن ذاهبون إلى آفاق جديدة تحتاج، قبل كل شيء، وحدة جميع الوطنيين السوريين، سواء كانوا في هذا الطرف أو ذاك، فهؤلاء يجب أن يتكاتفوا من أجل العمل على إنهاء هذه الأزمة، وأعتقد أنه لدينا كل المبررات للسير إلى الأمام، وتوحيد جميع السوريين للخروج من هذا المأزق، وبناء حالة جديدة كانت مطلوبة في سورية منذ أمد بعيد، ونحن نستحقها كسوريين، بمعنى الحلول والتطور وإيجاد نظام سياسي جديد وإيجاد حالة حقوقية بالنسبة لكل السوريين، وإيجاد مستوى من الحياة الاجتماعية اللائقة بالسوريين. كل هذا أمامنا، وأعتقد أننا قادرون على إنجازه.