لقاء موسكو التشاوري ينهي أعماله
انتهت قرابة الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس 29/1/2015 بالوقيت المحلي للعاصمة الروسية جلسات اللقاء التشاوري للحوار السوري – السوري التي استضافتها موسكو في الفترة بين 26-29/1/2015 بدعوة من وزارة الخارجية الروسية وبتنسيق من معهد الاستشراق الروسي.
واتفق الحضور من شخصيات المعارضة السورية ووفد الحكومة السورية على اقتراح تكليف المنسقين الروس بتشكيل لجنة من بينهم للتحضير للقاء الثاني في موسكو في مدة شهر تقريباَ.
كما تلا منسق الحوار خلال جلسات اليوم ورقة تحت عنوان "مبادئ موسكو" وافق عليها الوفد الحكومي السوري وطالب بإضافة بندين عليها، في حين تحفظ أو لم يوافق عليها عدد من الشخصيات المعارضة، بينما وافق عليها عدد آخر من بينهم ممثلون عن جبهة التغيير والتحرير، لتخرج الورقة باسم منسق الحوار كجهة داعية، في نهاية المطاف.
الأمر ذاته تقريباً من السجال بين الوفد الحكومي وعدد من الحضور انطبق على ما سمي بنداء موجه إلى المجتمع الدولي يدعوه لتحمل مسؤوليته في تكثيف وتسريع المساعدات الإنسانية لكل المناطق السورية ولرفع العقوبات الاقتصادية التي يعاني منها الشعب السوري وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية والتدخل الأجنبي وضرورة تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة في مكافحة الإرهاب.
وتركزت مداخلات غالبية المتحدثين من الشخصيات المعارضة في الجلسة الصباحية على ملف الأزمة السورية ببعدها الإنساني وضرورة خروج اللقاء بخطوات ملموسة في هذا الجانب، على الأقل في ملف المعتقلين، ودعوة الدولة السورية لتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها في هذا الإطار دون الاكتفاء بمطالبة الآخرين بتقديم قوائم اسمية للبحث والتحقق فيها.
وذكر عدد آخر أن حل الأزمة السورية يحتاج من كل المكتوين بنارها إلى ذهنية جديدة، تتضمن القبول بتقديم تنازلات متبادلة من أجل حقن دماء السوريين ووقف استنزاف البلاد.
في مسألة أخرى، وفيما دعا الوفد الحكومي إلى عدم المراهنة على ما يسمى بالمجتمع الدولي والضمانات الدولية، أكد عدد من المتحدثين من الطرف المقابل على أن التوجه للمجتمع الدولي لا يعني الحكومات فقط بل الرأي العام وأن الضامنين الدوليين يشملون أيضاً روسيا والصين.
وأجمعت كل المداخلات على شكر روسيا الاتحادية ووزارة الخارجية ومعهد الاستشراق على الجهد الكبير الذي بذلوه في الإعداد والاستضافة من أجل بحث سبل حل الأزمة السورية على أساس جنيف1 بعد إزالة بعض الالتباسات فيه، مؤكدين استعدادهم لمواصلة هذا الحوار بأسرع ما يمكن لكي يعطي نتائجه.
ورأى بعض المشاركين أن موسكو هو الأول من نوعه منذ 2011، وبهذا المعنى فقد نجح في كسر الجليد بين الجانبين وتحريك المياه الراكدة في مسار إحياء الحل السياسي في سورية والانتقال بالصراع والمشهد السوري من إحداثيات المواجهة إلى إحداثيات الحوار الشامل لإحداث التغيير الشامل.