«RT»: موسكو تعكف على عقد اجتماع لمجموعة «أصدقاء دي ميستورا» تحضيرا لجنيف3
عاد ملف الحل السياسي للنزاع السوري إلى الواجهة عبر تحركات روسية وأممية حثيثة آخرها الزيارة التي يقوم بها ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي الأربعاء 10 كانون الأول إلى دمشق.
وفي هذا الإطار التقى الرئيس بشار الأسد ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية خلال استقباله له بدمشق.
ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة حراكا مماثلا لشتى فصائل معارضة الداخل وبعض الخارج، ناهيك عن الاجتماعات شبه اليومية التي يعقدها المسؤولون الروس مع سفراء الدول الإقليمية في موسكو في هذا الشأن.
وفي سياق الجهود الروسية لإحياء عملية السلام التقى بوغدانوف خلال زيارته الأخيرة إلى اسطنبول وبيروت بمعارضين سوريين، وقد سبق هذه الجولة اجتماع بين نائب وزير الخارجية الروسي والسفير القطري بموسكو.
تحركات بوغدانوف جاءت تجسيدا لتفاهمات روسية- سورية أفرزتها زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حيث استقبل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واجتمع إلى نظيره سيرغي لافروف، وقد تركزت المباحثات بين الجانبين على إجراء مشاورات تمهيدية بين فصائل المعارضة السورية على أوسع نطاق ممكن وبدون اشتراطات واستثناءات مسبقة وبرعاية دولية، والعمل على جمع ممثلين عن المعارضة مع ممثلي القيادة السورية دون شروط مسبقة أيضا.
وتقول مصادر لـ "RT" إن موسكو تعكف على عقد اجتماع لمجموعة "أصدقاء دي ميستورا" تحضيرا لجنيف 3.
وأوضحت أن بنود اتفاق جنيف حزيران 2012 ماتزال صالحة، وخاصة ما يخص البندين المتلازمين وهما مكافحة الإرهاب والعملية السياسية في سوريا والتي تشكل المصالحة الوطنية على أسس حقيقية، كما يشير المصدر الى أهمية إعادة إعمار سوريا بالتساوي مع التسوية السياسية.
وأكدت المصادر على حرص موسكو واستعدادها لتقديم كل ما بوسعها من أجل عقد اللقاءات التشاورية غير المشروطة بين الفرقاء السوريين.
زيارة المعلم إلى موسكو كان سبقها في السابع من الشهر الماضي لقاءات مهمة لمعاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض مع وزير الخارجية الروسي ونائبه في موسكو قال عقبها بوغدانوف إن الخطيب قدم نقطتين أساسيتين في مجال إحياء العملية السلمية وأوضح قائلا:" ليس لدينا اعتراض على هاتين النقطتين وهما محاربة الإرهاب والدولة الإسلامية والثانية مفاوضات سياسية تفضي لحوار واتفاق بين الحكومة السورية الشرعية والمعارضة". (كما سبقها لقاء بين بوغدانوف ود.قدري جميل، ممثل جبهة التغيير والتحرير وحزب الإرادة الشعبية – محرر موقع قاسيون).
وأكد بوغدانوف أنه تم التوافق على ضرورة إشراك الأطراف الخارجية كروسيا والولايات المتحدة والإقليمية كإيران والسعودية وتركيا ومصر.. وأضاف " كل هذا يدفع باتجاه العمل على التحضير لجنيف -3 ".
ومن المنتظر أن ينقل بوغدانوف إلى القيادة السورية اليوم خلاصة لقاءاته الأخيرة ويبحث معها التحركات اللاحقة في هذا السياق.
وعلى خط موازن يسعى المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى إشراك أكبر عدد من الأطراف الدولية لدعم مبادرته للحل السلمي في سوريا
وفي هذا السياق قالت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول بعد زيارة مخيم للاجئين السوريين بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية الجنوبية إن وزراء الاتحاد الاوروبي سيجتمعون مع مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ستافان دي ميستورا في بروكسل يومي 14 و15 ديسمبر/ كانون الأول لإيجاد سبل لاستئناف عملية السلام في هذا البلد
تندرج الخطة التي قدمها المبعوث الدولي الى سوريا ستافان دي ميستورا إلى مجلس الأمن في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضمن مبادرة تهدف إلى وقف القتال المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا، وتقوم على فكرة إنشاء "منطقة خالية من الصراع" يمكن أن يبدأ تطبيقها من خلال تجميد القتال في مدينة حلب، وبقاء كل طرف في موقعه الحالي بهدف إيجاد شكل من أشكال الاستقرار.
لكن الخطة لقيت رفضا من اللواء محمد نور خلوف، وزير الدفاع المكلف بالحكومة السورية المؤقتة.
وكان دي ميستورا قد صرح الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يستفيد من الهدنة المقترحة في مدينة حلب، مشيرا إلى أن الهدنة هي انطلاقة نحو عملية سياسية وحيوية من أجل السماح بدخول المساعدات.
وقال دي ميستورا إن نائبه سيسافر إلى دمشق في محاولة لكسب تأييد حكومة الأسد على الهدنة موضحا أن الأمم المتحدة تنظر إلى جوانب عدّة من أجل طمأنة الجميع.
ولم يشر مبعوث الأمم المتحدة إن كانت "جبهة النصرة" ستوقع على خطة الهدنة قائلا إن حساباتهم ستكون خاطئة إن سعوا إلى تعطيلها.