عرض العناصر حسب علامة : الفلسفة

الإنسان حيوان «فيسبوكي»

كان أرسطو يرى أن الإنسان حيوان اجتماعي بطبعه، نظرا لأن الإنسان لا يستطيع العيش وحيدا، فهو في حاجة دائمة للأمن الذي يوفره الاحتماء بالجماعة أو المجتمع تحت مظلة أساسية هي الدولة، غير أن أبناء أرسطو الشرعيين من أهل المنطق اختاروا تعريف الإنسان على انه حيوان ناطق (مفكر)، ولكن هذين التعريفين ليس لهما اليوم إلا أن يوضعا على رفوف متاحف التاريخ، لأن شكل الدولة والمجتمع اختلف في وقتنا الراهن، و تعقدت العلاقات بين الأفراد مع ولوجنا عصر ثورة المعلومات و تكنولوجيا الاتصال، فالدولة ليست تلك الدولة-المدينة، كما في مدن اليونان القديمة و تطور المجتمع مع دخولنا عصر مجتمع المعرفة والمعلومات.

الشارع بوصفه برلماناً شعبياً

ما انفكت الأحداث الجارية تؤكّد أن هناك تهميشاً شديداً للشارع العربي تحد من فاعليته، وتثبت أنه عُمل الكثير لإظهاره على أنه شارع مهزوم وخارج دائرة التأثير، بينما تساهم شوارع العالم الأخرى في صنع القرار السياسي أو توجيهه.

هادي العلوي ....المثقف المتمرد

يتوصل-العلوي -إلى أن ما يميز المثقفية الإسلامية كونها تعبيرا عن وعي اقل حسية ومناهضا لما يدعو إليه رجال الدين من تمتع بالملذات. ذلك يعني أن هاجسها وغايتها محكومان بترقية الغرائز وتهذيبها بالإرادة. كما نعثر عليها في تجربة الصين المعاصرة (الشيوعية) بوصفها محطة بارزة في تاريخ النضال النسوي الذي يقف خارج الذكورية الحاكمة في الحضارات القديمة والإباحية الجنسانية لحضارة الغربيين المعاصرة . إذ نعثر على هذه الممارسة عند المثقفين المعارضين للسلطة والدين على السواء كما هي الحال عند أقطاب الصوفية والفلاسفة الكبار والمتكلمين والثوار. أما مواقف المثقفين الغربيين فقد أدت إلى فضيلة اكبر من مثيلتها الإسلامية فيما يتعلق بمساواة الاثنين في هذا المجال، لكنها فتحت بهذا العدل بابا أوسع للعاهات الجنسية .

بين قوسين: لذة البطء

ما يحدث أننا نحمل ممحاة ضخمة لمسح ما تراكم على سبورة الحياة اليومية. الذاكرة تتخلى قسراً عمّا راكمته، تحت وطأة السرعة. حدث الصباح يلغيه حدث المساء. العناق الحار في الأمس، قد ينتهي بخنجر في الظهر غداً. هكذا فقدنا لذة التأمل أو ما يسميه ميلان كونديرا «متعة البطء» متسائلاً: «لم اختفت متعة البطء؟ آه أين هم متسكعو الزمن الغابر؟ أين أبطال الأغاني الشعبية الكسالى؟ هل اختفوا باختفاء الدروب الريفية والحقول والغابات والطبيعة؟».

إصدارات: العدد الأوّل من «تبيُّن»

أصدر «المركز العربي للأبحاث ودراسة السّياسات» العدد الأوّل من مجلّة «تبيُّن» التي تُعنى بالفلسفة وبالدراسات الثقافيّة. وتتطلّع هذه «المغامرة» إلى التصدّي لندرة البحوث ذات المستوى الرّفيع، وإلى المساهمة في إطلاق سجالات ومناقشات تهدف إلى تشجيع الكُتّاب العرب على البحث العلمي والنّقد الجادّ، ولتحريك ما أمكن من السّكون الثقافي، خصوصًا أنّ المجتمعات العربيّة بدأت رحلة جديدة نحو المستقبل، ونزعت عنها أردية الامتثال والرّكود، وشرعت في هزّ الثّوابت الصنميّة القديمة. ومجلّة "تبيُّن" إنّما تصدر اليوم في سياق هذه التحوّلات الكبرى كي تواكب حوادثها ومصائرها معًا، وتشارك في تقصّي دوافعها ونتائجها على جميع المستويات الفكريّة والثقافيّة والفلسفيّة.

الفـلسفة وجذورها اللـغوية

كتب كارل ماركس وكان في السابعة والعشرين من عمره: إن الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة ولكن المهمة تقوم في تغييره. والسؤال هنا هل استطاعت الفلسفة تفسير العالم فعلاً؟ أزعم، نعم، استطاعت الفلسفة تفسير العالم. ولكنها لم تستطع تغييره. لماذا؟ هذا بحث آخر لا يتسع المقام  الخوض فيه، وسنعود إليه في مناسبة  أخرى. أما الآن فنعود إلى كلمة فلسفة  لنسبر غور دلالتها وقدراتها بعد أن فقدت بريقها في أيامنا العجاف هذه. في بحوثه الشيقة عن جذور المفردات اللغوية عند مختلف الشعوب يصل الباحث العراقي الجليل علي الشوك إلى كلمة فلسفة اليونانية ويتوقف عندها على الشكل التالي: لدى الاحتكام إلى القواميس في البحث عن أصل كلمة فلسفة نجد أن الكلمة مؤلفة من مقطعين يونانيين فيلو حب، إعجاب، وسوفا الحكمة. والكلمة تعني باليونانية حب الحكمة. وكان فيثاغورث، الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، أول من أطلق على نفسه كلمة فيلسوف أي محب الحكمة، بدلاً من كلمة سوفوز حكيم التي لقب بها.