الحاضر المظلم للسيطرة على السكان

اجتمعت مجموعة مختارة من المليارديرات بطريقة شبه سرية في أيار 2009 للعثور على إجابات حول «الكابوس» المقلق. لم يكن أسوأ كوابيسهم هو الخطر الوشيك لتغير المناخ الجامح، أو المستويات المتزايدة للجوع في جميع أنحاء العالم أو انتشار أسلحة الدمار الشامل. 


كان الكابوس أشخاصاً آخرين- الكثير من الأشخاص الآخرين.
تضمنت مجموعة “Good Group” ذات التصميم الذاتي بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، وقائد الإعلام تيد تيرنر، وديفيد روكفلر جونيور، والممولين جورج سوروس ووارن بوفيت.
قالت الصحافة: إنها ناقشت خطة لمعالجة الاكتظاظ السكاني، وهو أمر اعتبروه «تهديداً بيئياً واجتماعياً وصناعياً كارثياً».
ومع ذلك، فهي لم تكن المرة الأولى التي سعى فيها «من ولد ليحكم» إلى وضع قواعد حول من يمكن أن يولد. الحقيقة الوحشية هي أنّ سياسة السيطرة على سكان العالم تعني السيطرة على الفقر المنكوب- سواء كانت السياسة تهتم بالخصوبة أو الهجرة. حيث سيحصل أكثر من 90٪ من النمو السكاني المتوقع في القرن الحادي والعشرين في الجنوب العالمي. وأعلى معدلات المواليد في أفقر الأمم. كما كان الشيء نفسه صحيحًا في القرن العشرين.
يقول معظم المؤيدين لهذه السياسات: إنّ السيطرة على السكان أمر طيب - وهو إجراء جيد يمكن أن ينتشل الناس من الفقر والجوع والتخلف.
لقد طرح البعض خفض السكان كتدبير رئيس لمعالجة التدهور البيئي ومنع تغير المناخ الجامح. الفكرة البسيطة هي أنّ عدداً أقل من الناس يعني انخفاض انبعاثات غازات الدفيئة. حيث السيطرة على السكان مساوية لبقاء الإنسانية ذاته.
الحقيقة، أنه على عكس انبعاثات غازات الدفيئة، فإن النمو السكاني الذي يتباطأ في جميع أنحاء العالم، لا يبدو أنهُ يؤثر على جماعات الضغط على عدد السكان.
إن خطط السيطرة على السكان ليست فعالة فحسب، بل إنها تعامل حتماً ضحايا الظلم الاجتماعي والاقتصادي كعقبات أمام مجتمع مستدام.
في هذه المناقشات، يهتم عدد قليل من السكان بالتفكير في تاريخ السيطرة على السكان. لكن السيطرة على السكان لها ماض مظلم، يجب أن يُؤخذ في الاعتبار من قبل كل من يُريد طرح حلول للأزمة البيئية.
ما الذي يحدث عندما تقرر مجموعات قوية ومؤثرة أن مجموعات أخرى من الناس «زائدة»؟. «هذه قصة كيف حاول بعض الناس السيطرة على الآخرين دون الحاجة إلى الإجابة لأحد، يمكن أن يكونوا بلا رحمة ويتلاعبون بطرق كانت وما زالت صادمة».
إذ قام [أولئك] بتشخيص المشكلات السياسية باعتبارها أمراضاً لها أساس بيولوجي. في أقصى حالاته، أدى هذا المنطق إلى تعقيم «التطهير» العرقي أو «غير المناسب».

معلومات إضافية

العدد رقم:
918