صدع دورة الآزوت!
منذ ما يقرب من نصف قرن، في مجلة Scientific American، حذر عالم البيئة ديلويتشي: «من بين كل التدخلات الأخيرة التي قام بها الإنسان في دورات الطبيعة، فإن التثبيت الصناعي للآزوت يفوق بكثير كل التدخلات الأخرى».
على الرغم من أن هذا صحيح اليوم أكثر من السابق، إلا أن تلوث الآزوت هو أحد المشاكل البيئية الأقل مناقشة.
إذا طلبت من الناشطين البيئيين تحديد اهتماماتهم الرئيسة، فمن المحتمل أن يتحدث عن تغير المناخ وانقراض الأنواع أولاً، يليه تلوث الهواء وإزالة الغابات وربما نمو السكان. وإذا تم ذكر الآزوت، فسيكون ذلك في أسفل القائمة. على الرغم من أن هناك العديد من الدراسات العلمية والتقنية حول أزمة الآزوت، إلا أن الكتب الشعبية حول القضايا البيئية ليس لديها ما تقوله حول هذا الموضوع. ويشعر المزارعون العضويون بالقلق إزاء الآزوت في الأسمدة الاصطناعية، ولكن لا توجد مظاهرات ضد الآزوت، ولا توجد معاهدات دولية لخفض الآزوت، ولا يوجد سياسيون يدافعون عن العلم أو ينكرونه.
في حين أن النقاش العلمي والاجتماعي الأخير حول البيئة قد ركز بشكل خاص على ثاني أكسيد الكربون فيما يتعلق بتغير المناخ، فإننا نرى أن هذا مجرد جانب من جوانب مجموعة أوسع نطاقًا وأكثر تعقيداً من التغييرات التي تحدث في دورات الكيمياء الحيوية في العالم. على وجه الخصوص، وأصبح من الواضح بشكل متزايد: أن تغيير دورات الآزوت والفوسفور في العالم يمثل تحدياً ناشئاً رئيساً لم يحظ إلا باهتمام ضئيل للغاية.
لقد حددت الدراسات حدود عمليتين أساسيتين لنظام الأرض هما أبعد ما يكون عن الحدود الآمنة من أية عمليات أخرى- فقدان التنوع البيولوجي ودورة الآزوت. وتصف مجلة ساينس «الاضطراب الهائل لنظام الآزوت العالمي» بأنه «مكون رئيس» للأنثروبوسين. يقول تقرير برعاية مؤسسة العلوم الأوروبية: إن الإنتاج الصناعي للنيتروجين التفاعلي «ربما يمثل أكبر تجربة فردية في الهندسة الجيولوجية العالمية التي قام بها البشر على الإطلاق».
يمثل الصدع في دورة الآزوت تهديداً كبيراً لاستقرار نظام الأرض. ويعتمد نمو وبقاء جميع الكائنات الحيّة على إعادة تدوير المادة والطاقة باستمرار على كل المستويات، من الخلايا المجهرية إلى الكوكب بأكمله. يتم استخدام العناصر الكيميائية التي تجعل الحياة ممكنة باستمرار، وإعادة استخدامها على فترات زمنية تتراوح من ميكروثانية إلى ملايين السنين. وينطبق ذلك بشكل خاص على الأربعة الكبار- الأكسجين والكربون والهيدروجين والآزوت- التي تشكل 96٪ من كل جسم بشري.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 911