كيف تم «إقناع» الناس بالسوق الحر!
لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة أن الفترة 1820 إلى حوالي عام 1950 كانت واحدة من عمليات نزع الملكية العنيفة في معظم أنحاء الجنوب العالمي.
في قراءة التاريخ الاستعماري، حيث إن المستعمرين واجهوا صعوبة هائلة في جعل الناس يعملون في مناجمهم ومزارعهم. وكما تبين، فإن الناس يميلون إلى تفضيل أنماط حياتهم المعيشية، والأجور لم تكن مرتفعة بما يكفي لحملهم على الرحيل. كان على المستعمرين إجبار الناس على دخول سوق العمل: فرض الضرائب وتقييد الوصول إلى الغذاء في المشاعات، أو مجرد إجبار الناس على الخروج من أراضيهم.
تسببت عملية دمج الشعوب المستعمَرة بالقوة في نظام العمل الرأسمالي في تفكك واسع النطاق. هذه هي فترة نظام العمل البلجيكي في الكونغو، والتي قادت الاقتصادات المحلية إلى وفاة 10 ملايين شخص- نصف السكان. هذه هي فترة قانون أراضي السكان الأصليين في جنوب أفريقيا، والتي حرمت سكان البلاد السود من 90 ٪ من البلاد. هذه هي فترة المجاعات في الهند، حيث مات 30 مليوناً دون داعٍ، نتيجة للسياسات التي فرضتها بريطانيا على الزراعة الهندية. هذه هي فترة حروب الأفيون في الصين والمعاهدات غير المتكافئة التي تُضعف السكان. وتم إجراء كل ذلك باسم «السوق الحر”.
هذا ليس نقداً للتصنيع بل نقداً لكيفية تنفيذ التصنيع خلال الفترة المعنية. إذا اختار الناس عن طيب خاطر نظام العمل الرأسمالي، مع احتفاظهم بحقوقهم في المشاعات، وفي الوقت الذي يحصلون فيه على حصة عادلة من العوائد التي ينتجونها، ستكون لدينا قصة مختلفة تماماً عمّا حصل. ولكن يجب وضع الأمور في السياق المناسب، لقد حصل ذلك بالاستعمار والعنف ونزع الملكية وكل شيء. كل ما نربحه من تجاهل هذا التاريخ هو الجهل.