وجدتها التحول إلى الطاقة المتجددة ليس كافياً
كتب أستاذ جامعة ستانفورد مارك جاكوبسون وزملاؤه، ورقة علمية تدل على أن 100% من الطلب على الطاقة، يمكن أن يتحقق من خلال الرياح والطاقة الشمسية، وتوليد الطاقة الكهرومائية وكيف يمكن تحقيق هذا الهدف في 139 دولة.
وقد دفعت أوراق جاكوبسون هذه «المتجددة بنسبة 100%» باحثين آخرين إلى نشر دراسات تشير إلى أن افتراضات وتحليلات تقنية خاطئة تلقي بظلالها على ادعاءاته.
ولكن حتى لو تجاهلنا أوجه القصور التقنية، وحتى لو افترضنا من أجل الحجة بأن هذه السيناريوهات الوردية يمكن تحقيقها حقاً_ ستبقى مشكلة فقر الطاقة حيث مليارات الناس في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى طاقة أكبر مما يمكنهم تحمله مالياً، في حين أن مليارات الآخرين يمكنهم شراء طاقة أكبر بكثير مما هو مطلوب لتلبية احتياجاتهم.
وتستند السيناريوهات العالمية المتجددة بنسبة 100% إلى هذه التشوهات؛ فإنها تهدف عادة إلى تلبية استهلاك الفرد من الطاقة في أنحاء العالم جميعها، وهو ما يقرب من ثُمن ما يستهلكه الأمريكيون، فهذه السيناريوهات ستترك فجوات هائلة في الاستهلاك بين المجتمعات الغنية والفقيرة.
حيث أظهر يان كريستوف ستيكل وزملاؤه في معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ: أنه لكي تحقق المجتمعات مستويات مرضية من التنمية البشرية، يجب أن تكون لديها طاقة كبيرة، ما يعني متوسط تدفق للفرد حوالي 1300 واط، وهو الحد الأدنى للتنمية الصحية للمجتمع.
وفي بحثه الجديد، وضع جاكوبسون أهدافاً أقل بكثير من 1300 واط لأجزاء كبيرة من سكان العالم. وفيما يلي أهداف الاستهلاك الفردي بالطاقة المتجددة وللمقارنة، فإن متوسط الولايات المتحدة الحالي هو 9500 واط.
فالأهداف هي: أمريكا الجنوبية1413 واط وجنوب شرق آسيا 1007 واط وإفريقيا 625 واط والهند755 واط وهايتي 60واط وكوبا 705 واط حيث يتم عرض هذه الأهداف كأهداف معقولة، لأنه يتوقع، أن التحسينات السريعة للغاية في كفاءة الطاقة ستقلل الطلب العالمي، إلى مستوى يمكن أن تلبيه المصادر المتجددة . وتفترض هذه التنبؤات المشمسة أن التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع التكنولوجيات الصناعية القديمة الجيدة، سوف يتسارع ويزيد من الكفاءة.
ولكن هناك الكثير من الشك حول ما إذا كان يمكن تحقيق هذه التحسينات غير المسبوقة في الكفاءة حتى في الدول الغنية، ولا تستطيع الدول ذات الدخل المنخفض، وحتى الدول ذات الاقتصاد الكبير والأقلية الغنية، رفع مؤشرها الإجمالي للتنمية البشرية بشكل كافٍ إذا كانت تعمل عند نصف عتبة 1300 واط فقط.
وتحتاج الدول جميعها، الغنية والفقيرة، إلى التحول إلى الطاقة المتجددة. ولكن بالنسبة لأغلبية الفقراء في العالم لتحقيق نوعية جيدة من الحياة، سيتطلب ذلك ردّ الدين البيئي بين الشمال والجنوب العالميين.