وجدتها: الشركات وأزمة المناخ الأرباح تأتي أولاً
كتب العديدون حول تغير المناخ والرأسمالية والشركات، كنوع من عمليات التدمير الذاتي الإبداعي.
فالتغير المناخي هو الآن الواقع الحالي للتجربة البشرية .في أواخر العام الماضي شهد العالم موجة أعاصير ضخمة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي، وأكبر حرائق الغابات القياسية في ولاية كاليفورنيا، وأستراليا، على الرغم من موت ما يصل إلى نصف الحيد المرجاني العظيم، والدعم السياسي لمناجم الفحم الضخمة الجديدة، ومحطات الطاقة العاملة بالفحم. وفي حين أن هناك الآن إجماعاً علمياً واضحاً على أن العالم يسير على الطريق المباشر لزيادة درجات الحرارة العالمية، التي تبلغ 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن (التي تهدد بقاء الحضارة الإنسانية ذاتها)، فإن أسيادنا السياسيين والاقتصاديين يواصلون مضاعفة رهان الوقود الأحفوري، وتحويل أكبر تهديد للحياة على هذا الكوكب إلى «العمل كالمعتاد».
وكانت ردود الفعل السياسية والاقتصادية تحاول إقناع الناس بأن الأسواق والابتكار المؤسسي سيوفران حلاً لأزمة المناخ. إذ أعلن كبار المستثمرين أن «خيارنا الوحيد لوقف تغير المناخ هو الصناعة لكسب المال من ذلك». وهكذا، في حين أن الشركات التجارية هي المساهم الرئيس في تصاعد انبعاثات غازات الدفيئة، كما أنها غالباً ما تظهر على أنها تقدم طرقاً مبتكرة لخفض انبعاثات الاقتصادات. ولكن هل يمكن الإيمان بالشركات لإنقاذنا من تغير المناخ؟
في ورقة نشرت مؤخراً، يظهر كيف تقوم الشركات التجارية الكبرى بتحويل التحدي الكبير المتمثل في تغير المناخ، إلى استراتيجيات وسياسات وممارسات على مدى فترة طويلة من الزمن. إذ أصبح تغير المناخ قضية مركزية في النقاش السياسي والاقتصادي، مما أدى إلى مجموعة من اللوائح التنظيمية، والمخاطر والفرص المادية.
ومع ذلك، على الرغم من مختلف سياقات الصناعة (المصرفية والتصنيع والتأمين والإعلام والطاقة) يوجد نمط مشترك في البيانات الأولية للتحكم بالمناخ تحول إلى المخاوف أكثر دنيوية من النشاط التجاري التقليدي. ومن العوامل الرئيسة في هذا التدهور في المبادرات البيئية للشركات انتقادات مستمرة من المساهمين، ووسائل الإعلام والحكومات وغيرها من الشركات والمديرين. «نقد السوق» هذا كشفٌ باستمرار التوترات الكامنة بين مطالب نزع الكربون الجذرية، والمزيد من ضرورات العمل الأساسية من الربح وحصص المساهمين.