وجدتها: بيئة ومجتمع يتناسبان مع الحاجات الإنسانية
هناك شكوك متنامية بين كثير من الأشخاص المشاركين في الحركات ضد الحرب، ومن أجل العدالة الاجتماعية والمجتمع المستدام بيئياً أن الرأسمالية لا يمكن إلّا أن تخلق عالما من الحروب والظلم والتدمير البيئي. وهناك تفاهم واسع النطاق ومتزايد على أن النظام الاجتماعي الحالي لا يمكن أن يستمر دون وقوع كارثة - إلا أن الكثيرين يفتقرون إلى رؤية لما يمكن أن يحل محله.
كتب كارل ماركس عما رأى أنه المجتمع ما بعد الرأسمالي. ما كتبه له قيمة كبيرة. منذ ذلك الحين، كان لدينا 140 عاماً من الخبرة الإضافية، بما في ذلك مشاهدة التحولات المتعلقة بالثورة الروسية والديمقراطية الاجتماعية.
وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى الرأسمالية عدد مساوٍ من السنوات لتطوير تكنولوجيات جديدة ولإحضار البشرية، والأنواع الأخرى إلى حافة العديد من الكوارث البيئية، بما في ذلك الاحترار العالمي والمطر الحامضي والصيد الجائر في البحار، وتدهور التربة ونوعية المياه على نطاق واسع، والتهديدات الناجمة عن النفايات النووية، والحوادث النووية، والحرب النووية.
إننا بحاجة إلى رؤية تكون فيها الاحتياجات المصادق عليها اجتماعياً، أساساً للإنتاج، والتي تقوم فيها الهيئات الديمقراطية بحل النزاعات حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى التحقق من صحتها أو ضررها على المجتمع.
كما ينبغي أن يوفر النموذج القائم على الاحتياجات التي يتم التحقق منها اجتماعياً كإطار لمواجهة الأزمة البيئية الناشئة، الأمر الذي يتطلب خلق التضامن الاجتماعي وأشكال صنع القرار المنسق سياسياً.
إن حل مسألة، كيف يمكن للطبقة العاملة (أو «95٪ من البشرية») طرد الرأسمالية من السلطة. يتطلب دراسات موسعة. مع التركيز على نوع المجتمع الذي قد ننتجه. من الضروري إجراء مثل هذا النقاش لمساعدة مختلف تحركات العمال والمجتمعات المحلية وغيرهم، ممن يحاربون حالياً عواقب قدرة رأس المال، على وضع صورة أوضح لما نحن عليه.
حينما تصبح الطبقة العاملة- المحددة على نطاق واسع- لديها سلطة مهيمنة في قسم كبير أو في العالم كله - بصرف النظر عن الوسائل التي نصل من خلالها - سنحتاج إلى إنهاء الإنتاج القائم على السلع، والتبادل السلعي، ونظم المعتقدات القائمة على السلع والثقافة القائمة على السلع في أسرع وقت ممكن.
وبدلاً من ذلك، سوف نحتاج إلى خلق عالم تشكل فيه الاحتياجات المصادق عليها اجتماعياً أساس الإنتاج والتوزيع، والتي تتغير فيها نظم وثقافة العقائد من التركيز على «المزيد» إلى التركيز على الاستدامة والاجتماعية.