ساعات  بيولوجية متجددة

ساعات بيولوجية متجددة

استطاعت المعلوماتية الحيوية المستندة إلى إنجازات البيولوجيا الجزيئية أن تقدم الكثير للعلوم الطبيعية والطب والزراعة والصيدلة خلال الخمسين سنةً الأخيرة.

 

 

خلال العقود الأربعة الأخيرة كانت الدنا الميتوكوندرية المؤشر الأكثر شعبية في دراسات التنوع الجزيئي، بسبب اعتبارات تقنية لها علاقة بسهولة الاستخدام ومميزاته البيولوجية التطورية وإمكانية استنساخه وشبه حياديته وطبيعته المشابهة للساعة البيولوجية في معدلات الاستبدال. وعند مراجعة النشرات الحديثة في هذا الموضوع، يمكن الاستشفاف بأن الدنا الميتوكوندري ليس قابلاً دوماً للاستنساخ، بعيداً عن دوره التطوري الحيادي، مشككين في علاقته كشاهد على تاريخ الأنواع والجماعات.

يتم تقييم استخدام الدنا الميتوكوندري في تحديد وتمييز الأنواع. ويمكن ملاحظة الإمكانات الكبيرة، من خلال تراكم بيانات الدنا الميتوكوندري للتحليل التطوري والوظيفي للجينوم الميتوكوندري.

لكن الاتجاهات الحديثة في العلم التي راكمت معلومات كبيرةً جداً من خلال دراسة هذا الجزء من الجينوم، ترى اليوم أن هناك طريقاً آخر أكثر موثوقية في تقييم القرابات وتمييز الأنواع وهو ما يسمى الباركود. أي يؤخذ جزء من الجينوم يعتبرمعبراً أساسياً عن النوع، ويتم اعتماده كمحدد أساسي من النوع.

وقد تم تغيير العديد من وجهات النظر حول القرابات بين الأنواع من خلال  دراسة باركود الأنواع، من خلال اكتشاف عدد من الأنواع الخفية حيث يتم تظهير العتبات المجهولة بين العينات المتشابهة ليتبين أنها تعود لأنواع مختلفة. 

ومن أشهر القطع التي تستخدم في باركود الدنا القطعة المسماة COX1 من الدنا الميتوكوندري والتي تضعنا أمام قبول أو عدم قبول الدنا الميتوكوندري كمحدد، فليست جميع قطع الدنا الميتوكوندري صالحةً للقبول بها كساعات بيولوجية، تحدد أوقات افتراق الأنواع عبر العصور وبالتالي درجة قرابتها الوراثية.

إن المسوحات التي تجري حالياً لتحديد أفضل المواقع القابلة لردم الهوة في التمييز بين النوعي وبين الأنواع من خلال الدنا الميتوكوندري  ستجعل الثقة أكبر في نتائج هذه الفحوصات. وتجعل التشكيك فيها لاحقاً عمليةً أصعب بكثير.

وبدأت هذه الطريقة تأخذ مجراها حالياً في العديد من دول العالم لتكوين قواعد بيانات وطنية وعالمية، في الأنواع الحيوية التي يحويها كوكب الأرض حالياً.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
799