آثار تلوّث الهواء داخل المنزل على الصحة!
هناك نحو ثلاثة مليارات من البشر ممّن يحرقون الكتلة البيولوجية (الحطب والروث والمخلفات الزراعية) والفحم على نيران مكشوفة أو مواقد مسرّبة للدخان لأغراض الطهي وتدفئة منازلهم.
يزيد على 4 ملايين نسمة عدد من يقضون في مراحل مبكّرة من جرّاء الإصابة بأمراض يمكن ردّها إلى تلوّث الهواء داخل المنزل نتيجة حرق الوقود الصلب داخله.
تتسبب الجسيمات التي تُستنشق من الهواء الملوّث داخل المنزل في نسبة تزيد على 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الالتهاب الرئوي.
ينجم عن التعرض للهواء الملوث داخل المنزل 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً من جراء الإصابة بأمراض غير سارية، ومنها السكتة الدماغية ومرض القلب الإقفاري والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة.
ثلاثة مليارات نسمة من المنسيين
لا يزال هناك 3 مليارات نسمة تقريباً يحرقون الوقود الصلب على نيران مكشوفة ومواقد مسرّبة للدخان لأغراض الطهي والتدفئة (من قبيل الحطب والمخلفات الزراعية والفحم العضوي والفحم العادي والروث). ومعظم أولئك الأشخاص فقراء ممّن يعيشون في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل.
وتتسبّب هذه الأنواع من الوقود والتكنولوجيات المستخدمة لأغراض الطهي في ارتفاع مستويات تلوّث الهواء داخل المنزل بالاقتران مع ظهور طائفة من الملوّثات المضرّة بالصحة، بما فيها جسيمات صغيرة من السخام يمكنها التوغّل عميقاً في الرئتين. ويمكن في المساكن التي لا تُهوّى بالقدر الكافي أن تتجاوز مستويات الجسيمات الصغيرة الكامنة في الدخان المنبعث بالأماكن المغلقة، بمائة مرّة، المستويات المقبولة. ويرتفع تحديداً معدل التعرّض لتلك الجسيمات فيما بين النساء والأطفال الذين يقضون معظم وقتهم قرب المواقد المنزلية.
الآثار الصحية!
يلاقي سنوياً 4.3 مليون نسمة حتفهم في وقت مبكّر من جرّاء الإصابة بأمراض يمكن عزوّها إلى تلوّث الهواء داخل المنزل بسبب حرق أنواع الوقود الصلب فيه على نحو غير كفوءٍ (بيانات عام 2012). ومن بين تلك الوفيات النسب التالية:
13% بسبب الالتهاب الرئوي
34% بسبب السكتة الدماغية
25% بسبب مرض القلب الإقفاري
22% بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن
6% بسبب سرطان الرئة.
الالتهاب الرئوي
يؤدي التعرض لتلوث الهواء داخل المنزل إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالالتهاب الرئوي في مرحلة الطفولة وإلى الضِّعف تقريباً. وتُعزى أكثر من نصف الوفيات الواقعة بين صفوف الأطفال دون سن الخامسة من جراء الإصابة بالالتهابات الحادة في السبيل التنفسي السفلي إلى استنشاق الجسيمات الموجودة في الهواء الداخلي الملوث بسبب حرق أنواع الوقود الصلب داخل المنزل (منظمة الصحة العالمية، 2014).
مرض الانسداد الرئوي المزمن
يتسبب التعرض للهواء الملوث داخل المنزل في أكثر من ثلث الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بين البالغين في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل. واحتمال إصابة النساء اللائي يتعرّضن بمستويات عالية للدخان المنبعث في الأماكن المغلقة بمرض الانسداد الرئوي المزمن هو أعلى بمقدار 2.3 مرةً من احتمال إصابة سواهن اللائي يستخدمن أنواعاً أخرى أنظف من الوقود. أمّا في صفوف الرجال (الذين ترتفع لديهم فعلاً مخاطر الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة بسبب ارتفاع معدلات التدخين بينهم)، فإنّ التعرّض للدخان المنبعث في الأماكن المغلقة يضاعف تلك المخاطر تقريباً (أي بمقدار 1.9 مرة).
الآثار الصحية الأخرى
تتسبب عموماً الجسيمات الصغيرة، والملوّثات الأخرى الموجودة في الدخان المنبعث في الأماكن المغلقة بالتهاب المسالك الهوائية والرئتين وإضعاف الاستجابة المناعية والتقليل من قدرة الدم على حمل الأوكسجين.
توجد أيضاً بيّنات تثبت وجود صلات بين تلوّث الهواء داخل المنزل وانخفاض الوزن عند الولادة والإصابة بالسل والساد (الكاتاراكت) وسرطان الأنف والبلعوم وسرطان الحنجرة.
تتأثر أيضاً معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية بعوامل خطر من قبيل ارتفاع ضغط الدم، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلّة النشاط البدني، والتدخين. ومن بعض العوامل الأخرى التي تتسبب في إصابة الأطفال بالالتهاب الرئوي الرضاعة الطبيعية دون المستوى الأمثل، ونقص الوزن، والتعرض لدخان التبغ غير المباشر. أما فيما يتعلق بسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن: فإن التدخين المباشر والتعرض لدخان التبغ غير المباشر هما أيضاً من عوامل الخطر الرئيسة التي تسبب الإصابة بالمرضين المذكورين.
الآثار المترتبة على الإنصاف الصحي والتنمية وتغيّر المناخ
إن لم تُدخل تغييرات كبيرة على السياسة العامة، سيظل إجمالي عدد المعتمدين على أنواع الوقود الصلب، دون تغيير يذكر بحلول عام 2030. ويشكّل استخدام أنواع الوقود الملوّث عبئاً ثقيلاً على التنمية.
تستغرق النساء والأطفال وقتاً طويلاً في جمع الوقود، ممّا يحدّ من وقت اضطلاع النساء بأنشطة مجدية أخرى ويبعد الأطفال عن المدارس. ويواجه النساء والأطفال في البيئات الأقلّ أمناً خطر التعرّض للإصابات والعنف أثناء عملية جمع الوقود.
الكربون الأسود (الجسيمات السخامية) والميثان المنبعثان من احتراق الوقود في المواقد على نحو غير كفوءٍ هما من الملوّثات القوية التي تسهم في تغيّر المناخ.
يتسبّب انعدام سبل حصول ما لا يقلّ عن 1.2 مليار نسمة من السكان على الكهرباء (كثيرون منهم يستخدمون مصابيح الكيروسين للإضاءة) في التعرض لمخاطر صحية أخرى، من قبيل الحروق والإصابات وحالات التسمّم الناجمة عن استنشاق دخان الوقود المحروق، ويحدّ كذلك من الفرص الأخرى للتمتع بالصحة وتحقيق التنمية، مثل: الدراسة أو الانخراط في مزاولة حِرَف وأنشطة تجارية. بسيطة، تقتضي توفير قدر كافٍ من الإضاءة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 796