حصاد المياه المطرية.. الممكن والضروري

حصاد المياه المطرية.. الممكن والضروري

تحت عنوان إعادة استخدام حصاد المياه المطرية للأسطح في الأبنية السكنية قدمت المهندسة دينا الأسطة من المعهد العالي لبحوث البيئة بحثها في مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية.

 

تواجه سورية كغيرها من بلدان العالم مشاكل جدية في نقص المياه، نتيجة لتغيرات المناخ، وانخفاض مستويات المياه الجوفية والمياه السطحية، ونمو عدد السكان، وازدياد الحاجة للمياه نتيجة للنمو الاقتصادي في عصرنا الحاضر، وأصبح من الضروري البحث عن وسائل ناجعة للتغلب على اتساع الفجوة بين العرض والطلب

على المياه، لتجنب الوصول إلى مستويات خطيرة تهدد الوجود البشري. لذلك كان التوجه للبحث عن مصادر بديلة، اقتصادية، تحقق استخداماً أقل وهدراً أقل.

ومن هذه الموارد البديلة كان الاهتمام بأنظمة حصاد المياه المطرية مما يخفض الاحتياج المائي، ويوفر المياه العذبة للاستخدامات الأساسية.

ويعرّف حصاد مياه المطر: rainwater harvesting (RWH)

بأنه المياه المطرية المجمعة مباشرة من الأسطح التي يهطل عليها. إذ تجمع وتخزن لاستخدامها للشرب أو لأغراض غير الشرب مثل) خزانات الطرد للمرحاض، أو في الري وسقاية الحدائق، وغسل السيارة (لأغراض أخرى، والتي تمثل حوالي % 40 من مياه التغذية للأبنية السكنية

- عرف حصاد مياه الأمطار منذ القرن الثالث قبل الميلاد لاسيما عند الإغريق والرومان. واستخدم بشكل عام للري وتلبية احتياجاتهم الأخرى. وحديثاً استخدم حصاد مياه الأمطار من أسطح المنازل في الصين والبرازيل للتزود بمياه الشرب، وللاستخدامات المنزلية، ولسقاية الماشية، وللري وغيرها. أما في المملكة المتحدة البريطانية فغالباً ما يطبق حصاد مياه الأمطار ويجمع في حدائق الأبنية ليستخدم بعدها لسقاية هذه الحدائق. 

- وثمة تجارب ناجحة حديثة لحصاد مياه الأمطار في عدد من الدول العربية: في الأردن مثلاً

) عمان (، وفي مرتفعات الضفة الغربية) فلسطين (وفي لبنان واليمن كعدن . أما في سورية فان حصاد مياه الأمطار موجود حديثاً كما في محافظتي إدلب والقنيطرة، وقديماً في الرصافة.

كما ركز البحث الذي أنجز في البادية السورية خلال الفترة 2007 على الجدوى المالية

لتقنيات حصاد المياه المطري الآلي فيها، وتقويم ربحيته في موقعين تجريبيين من المراعي السورية )محسة في القريتين، والشيخ هلال في السلمية).

محتوى المياه المطرية

يمكن أن تحتوي المياه المطرية:

-ملوثات )جراثيم مجهرية ...الخ(. 

-بقايا فضلات الطير والحيوان، والإنسان، أشنيات، غبار، جزيئات من التلوث الحضري ومبيدات الحشرات

-شوارد لا عضوية من البحر SO4، Cl ،k ،Na ،Mg ،Ca 

غازات منحلة SOx ،NOx ،CO 2 

إن تراكيز محتوى المياه المطرية تنخفض بشكل ملحوظ وذلك بتحويل التدفق الأولي للهطول المطري إلى التصريف

تصميم مكونات نظام حصاد مياه المطر

إن التصميم الملائم لنظام حصاد المياه المطرية ضروري لتحسين أداء النظام واستقرار التغذية بالماء وتتألف عادة البارمترات الرئيسية لتصميم نظام RWH  لسطح المبنى من: منطقة الصبيب) السطح(، فلتر، خزان التجميع، أنابيب واكسسوارات التجهيز، ووحدة المفيض. وبالتالي فإن المبدأ الرئيس والذي يؤثر في فعالية عمل النظام وتشغيله، يعتمد على كمية الهطول المطري، منطقة الصبيب، حجم خزان التجميع، فعالية كل من التجميع المطري والفلتر.

فوائد نظام حصاد مياه المطر للأبنية السكنية

إن التوجه إلى استخدام تقنيات أنظمة حصاد المياه المطرية وتطويرها لأغراض شتى بوصفها مصدراً بديلا للمياه الرئيسية أظهر أنّ أسطح المنازل تمثل نسبة مهمة من المساحات التي تغطي المدن وبذلك تقدم إمكانية مميزة لجمع مياه المطر، وتركيب نظام حصاد مياه المطر لفوائده العديدة. نذكر منها:

-يخفض الاحتياج المائي ويوفر المياه العذبة للاستخدامات الأساسية.

-توفير في فاتورة المياه الرئيسية.

-يخفض الحمولة والضغط على منظومة محطة معالجة الصرف الصحي) نظام تصريف المياه المطرية غير منفصل عن تصريف مياه الصرف الصحي في سورية بشكل عام (.

-يسهم في التقليل من مخاطر تدفق الفيضانات المطرية.

اعتبارات بيئية واقتصادية: حيث يخفض من حجم المياه التي تُجر من المصادر المائية المتاحة) كالبحيرات أو الأنهار ...وغيرها (إلى محطات المعالجة لتأمين المياه العذبة.

إلا أن هناك معوقات تواجه تنفيذ نظام حصاد مياه المطر منها:

عدم وجود التشريعات التي تسمح بإعادة استخدام المياه المطرية المجمعة، وعدم توفر المعايير التي تضبط جودتها وفق الظروف المحلية. وهذا يتطلب حذراً من المخاطر الصحية المحتملة

التي يمكن أن تنشأ في ظل غياب القوانين التوجيهية الضرورية والملزمة.

عدم تقبل الفرد لفكرة إعادة استخدامه المياه المطرية المجمعة، وعدم الوعي الذي يشجع على الإفراط في استخدام المياه الرئيسية.

التخوف من التكلفة الإضافية للنظام المذكور أعلاه على المنازل الذي لا مبرر له.