وجدتها:عصر القمامة

في وقت لاحق من الآن، بعد عشرات الملايين من السنين من الآن يمكن للجيولوجيين الميدانيين العاملين في الحقل، أن يحددوا قاعدة الأنثروبوسين (عصر الإنسان) بالظهور الأول للقمامة، لأن القمامة هي أكثر وضوحاً بكثير، وفي كل مكان من بقايا البشرية.

 

 

 ظهرت القمامة الإنسانية أولا في أفريقيا، خلال أواخر العصر الحديث (البليوسين)على شكل أدوات حجرية. حيث كانت الأدوات الحجرية القديمة التي عثر عليها في جونا في إثيوبيا، من وجهة نظر التطبق الجيولوجي والبيئة القديمة مصنوعة من مواد خام مختارة بعناية، ووجدت في المشاهد القديمة على هوامش السهول الفيضية ويمكن مناقشة الأسباب المحتملة لظهورها المفاجئ بدلاً من الظهور التدريجي.

 بدأت القمامة تتراكم فعلا في العصر الحجري الحديث، عندما استقر الناس، ويمكن دراسة تكوين التراكم الكبير والكيمياء الجيولوجية للقمامة، من المواقع الأثرية في العصر الحجري الحديث، كما في وسط تركيا. إن أكثرية القصص الأثرية هي مجرد نتيجة لأكوام القمامة الكبيرة، التي تقوم بدور الحفاظ على السجل الجيولوجي المستقبلي. جسدياً، ويهيمن على التل في أسيكلي في تركيا من بقايا حطام البناء ورماد الحطب، والعظام الصغيرة والزجاج البركاني الأسود. ويحتوي كيميائياً وبنسب مرتفعة بشكل واضح، شوارد قابلة للذوبان من الكلور والنترات وتصل نسب الآزوت إلى 13 ‰. حيث يمكن التكهن أن هذه الأملاح مستمدة من البولة البشرية، ولكن ربما يكون معظمها من الحيوانات. إن وفرة من البول ترتبط بتدجين الحيوانات في وقت مبكر جدا.

كان أول ظهور للقمامة عالمياً غير متزامن تماماً، وربما يكون ذلك إعلاناً لعدم أهلية القمامة، كعلامة قصيرة المدى على الأنثروبوسين القاعدي. ومع ذلك، فبعد عشرات الملايين من السنين من الآن سيتعرف الجيولوجيون الحقليون علينا من قمامتنا، حيث يقترب انتهاء حقبة الحياة الحديثة «عصر الثدييات» بصعود عصر القمامة.

وما تراكم القمامة عالمياً وإقليمياً، إلا دليل على أن نمط الإنتاج الحالي يعاني من كارثة وجب حلها بتغيير نمط الإنتاج، وإعلان انتهاء عصر القمامة من تاريخ البشرية، أمام أبنائنا وأمام جيولوجيي المستقبل.