وجدتها : تدهور النظم البيئية السورية
دلت القراءات والدراسات على الأوابد والآثار وأعمدة المدن التاريخية إلى أن التنوع الحيوي في سورية كان أكثر ازدهاراً ونضارةً في القرون الماضية. كما أشارت الدراسات التي دونّها الباحثون العرب والرحالة الأجانب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين إلى وجود أعداد كبيرة من أنواع الكائنات الحية النباتية والحيوانية التي أصبحت الآن منقرضة في الحياة البرية على المستوى الوطني (الدب الأسمر السوري، الأيائل والغزلان، الحمار البري السوري).
كما أقرت شهادات السكان والباحثين عن وجود النمر والفهد في الماضي اللذين يعتمد وجودهما على غزارة الغزلان والحمار البري السوري مصدر غذائهما الأولي. كما تعرض التنوع الحيوي وخاصة خلال القرنين الأخيرين إلى العديد من المخاطر والعوامل التي أدت إلى التراجع والتدهور.
ومن أهم النشاطات المؤدية إلى الأخطار: التوسع الزراعي والسكاني اللذين غالباً ما يكونان على حساب النظم الطبيعية المتنوعة، حيث نفذت سورية خططاً غير مدروسة العواقب البيئية لزيادة الإنتاج الزراعي تلبية لحاجات السكان المتزايدة وهذا حق طبيعي، وقد تأثر جزء من مكونات أخرى من التنوع الحيوي بهذه الخطط التنموية غير المدروسة. والأثر السلبي للتبدلات المناخية وخاصة الجفاف الذي أثر بشكل مباشر على العديد من النظم البيئية وتوزعها الجغرافي وخاصة الحساسة منها. والرعي الجائر والاحتطاب والقطع وجمع النباتات غير المنظم في الغابات والمناطق الهامشية والبادية. وأنواع الصيد البري والبحري غير المشروعة. والتجارة الداخلية والدولية بالأنواع الحية ومنتجاتها. وإدخال الأنواع الغريبة أو الأنواع الغازية إلى معظم النظم البيئية وخاصة الغابات والمناطق الملائمة للتشجير. والحرائق التي تعد من الأخطار المدمرة للغابات. واستبدال السلالات المحلية بالأنواع المحسنة والمعدلة وراثياً. والاستخدام غير المرشد للمبيدات والأسمدة الكيميائية.