تحويل البلاستيك إلى وقود: العودة إلى بداية الحلقة التحويلية
استطاع مخترع ياباني أن يحول الأكياس البلاستيكية إلى نفط، ونحن نعرف أن أصل البلاستيك من النفط فكيف ذلك؟
كلنا نعلم أن البلاستيك مادة مضرة بالبيئة على كثير من الأصعدة بدايةً من مرحلة التصنيع، حتى عند التخلص منه فمادة البلاستيك تولد العديد من المواد ذات التأثير السلبي على البيئة.
يصنع البلاستيك من مواد نفطية، ويقدر أن 7% من ناتج النفط السنوي بالعالم يستخدم لإنتاج وتصنيع المواد البلاستيكية. هذه النسبة أعلى من معدل النفط الذي يتم استهلاكه في قارة افريقيا بأكملها.
تتضمن البصمة الكربونية للبلاستيك للأسف الحرق أو الدفن لأن نسبة إعادة تدويره بالعالم منخفضة جداً. ونفايات البلاستيك تلوث الشواطئ والمحيطات حول العالم. أطنان من البلاستيك من الولايات المتحدة واليابان تطفو على سطح المحيط الهادي، وتسبب بمقتل الثدييات والطيور.
استخدم أقل أو استخدمه بشكل أفضل
لحسن الحظ، هناك أولئك الذين يقدرون البلاستيك وأنه يحتوي على قيمة طاقية أعلى من أي شيء آخر قد تجده في حاوية النفايات. أنتجت شركة يابانية آلة صغيرة، آمنة جداً وسهلة الاستخدام يمكنها تحويل عدة أنواع من البلاستيك إلى مادتها الأولية، النفط.
على الرغم أن اليابان قد حسنت كثيراً من كفاءة الاستخدام للمواد البلاستيكية على مدى السنوات إلى 72٪ في عام 2006، إلا أن هذا يعني أن يترك 28٪ من البلاستيك ليدفن في مدافن النفايات أو ليتم حرقه. ووفقا لبيانات معهد إدارة نفايات المواد البلاستيكية، فإن المواد البلاستيكية التي تعالج بشكل كفؤ تنقسم إلى 20٪ التي يتم إعادة تدويرها، و52٪ التي يتم حرقها لغرض استرداد الطاقة، أي توليد الحرارة أو الطاقة الكهربائية منها.
يقول الباحثون: إذا كنا سنحرق البلاستيك، ستتولد سموم وكمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون CO2. لكن في حال تم تحويله إلى نفط، سنوفر من غازات CO2 المنبعثة وفي الوقت نفسه سنرفع من وعي الناس إلى قيمة المواد البلاستيكية.
تقنية التحويل هذه آمنة جداً لأنها تستخدم التحكم في درجة الحرارة وتستخدم سخان كهربائي بدلاً من اللهب. والآلة قادرة على معالجة البولي ايثلين والبولي ستايرين والبولي بروبلين ولكن ليس الزجاجات البلاستيكية (زجاجات PET). والنتيجة أننا سنحصل على الغاز الخام التي يمكن أن يعمل كوقود للمولدات أو المواقد، وإذا ما تمت معالجته يمكن أيضاً ضخه كوقود للسيارة، والقارب أو الدراجة نارية. كيلوغرام واحد من البلاستيك ينتج ما يقارب لتر واحد من النفط. لتحويل هذه الكمية نحتاج الى حوالي 1 كيلو وات ساعة من الكهرباء.
طريقة جديدة للتفكير
إذا استطعنا أن نعيد تدوير النفايات البلاستيكية لإنتاج الوقود منها بدلا من استخراج الوقود من حقول النفط حول العالم، يمكننا عندها أن نخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 بشكل كبير. فمن المؤسف أننا نتخلص من كل هذه الطاقة بمكبات النفايات لا بل نعاني بالتخلص منها أيضاً.
الهبوط من القمة
البلاستيك مادة مهمة جداً، لكن اختراع البلاستيك ولّد مشكلة كبيرة لازال العالم يكافح لحلها. مع التهديد المتزايد للوصول لذروة النفط في العالم لا بد للأمور أن تتغير، العالم الآن يقف على أعلى قمة الوقود وبالتالي على قمة جبل من البلاستيك ولا سبيل للتحرك إلا إلى للأسفل.
العديد من الحلول المتوفرة إضافةً إلى هذا الحل لمعالجة البلاستيك وجميعها لا تخلو من العثرات، وهذه خطوة إلى الأمام في التوصل إلى حل لمشكلة اعتمادنا المتزايد على النفط ومنتجاته وتساعد على رفع الوعي بمضار انبعاثات الكربون، كيف ينتج وكيف يمكن التخفيف منه.
جميعنا يعلم أن اعتمادنا المتزايد على مادة البلاستيك هو عادة سيئة لابد من أن نتخلص منها لكن الأمر ليس بهذه السهولة، ويمكن البدء بمشاهدة الفلم الوثائقي المنتج عام 2008 «الإدمان على البلاستيك»
عن موقع كون غروب
بتصرف