وجدتها: هل تحرضنا أهوار العراق لنتحرك؟

سجل العراق الأسبوع الفائت إنجازاً لافتاً تمثل بموافقة لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في اجتماعها الـ40، ضم ثلاث مدن قديمة وأربعة من الأهوار العراقية إلى سجل لائحة التراث العالمي.

وبضم الأهوار باتت المواقع العراقية المدرجة في لائحة التراث تضم: سامراء وأشور والحضر وقلعة اربيل وأور وأريدو والوركاء بالإضافة إلى مناطق الأهوار، الأهوار الوسطى والحمّار الشرقي والغربي وهور الحويزة.

 

توفر منطقة الأهوار التي يغذيها نهرا دجلة والفرات أراض للمزارع السمكية على الخليج وتضم أنواعاً من الطيور مثل أبو منجل المقدس.

وتعد أيضاً نقطة استراحة وتوقف لآلاف الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا، وكانت الأهوار قد جفت بالكامل تقريباً خلال فترات سابقة.

إن إدراج موقع على قائمة التراث العالمي يعني بالدرجة الأولى أن هذا الموقع يحظى باهتمام الدولة المعنية.

إن المسؤولية تقع أولاً وأخيراً علينا، وليس إدراج أي من المواقع السورية إلا على سبيل التذكير بأننا نهتم بتراثنا الثقافي والطبيعي ونحترمه ونحميه.

وهناك العديد من المهتمين بهذا الشأن في سورية، إن كانوا من الآثاريين أو العاملين في الشأن الثقافي أو السياحي، أو المهتمين بالقضايا البيئية، ويبدو أن ملف الاهتمام بالمواقع المرشحة لتكون على قوائم التراث العالمي الثقافي والطبيعي أو المختلطة كان آخذاً بالتراجع بسبب إحداثيات الحرب التي تجعل الشأن الإنساني في الدرجة الأولى حتماً، لكن الدمار الحاصل في تراثنا على مختلف تنويعاته، هذا التدمير المتعمد، أعاد هذا الملف إلى الواجهة بعد تدمير عدد من الصروح التاريخية الهامة (بل والمدرجة على قوائم اليونسكو للتراث العالمي الثقافي كمدينة تدمر ومدينة حلب)، وجعل الخوف يدب من أنه يجري تدمير هذه المواقع بطريقة ممنهجة كما جرى سابقاً في العراق أثناء الغزو الأمريكي له.

تعمل الآن لجنة مشتركة من وزارة البيئة والثقافة والسياحة وبعض المهتمين والخبراء على دراسة المواقع المرشحة لتكون في قائمة مواقع التراث العالمي الثقافي والطبيعي والمختلط. ولا ندري إن كانت خطوة ضم وزارة البيئة إلى الإدارة المحلية يمكن أن تؤثر على هذا الملف باعتباره ملفاً ملحاً ضمن ظروف الحرب ولم يعد ممكناً أن يقفز إلى الدرجة الثانية من لوائح الأولويات.