الطيون كمضاد حيوي بديل

اختُبرت الفعالية المضادة لمستخلصات أوراق نبات الطيون Inula viscosa L. تجاه بعض أنواع الجراثيم الممرضة المعزولة من مختبر مشفى الأسد الجامعي في اللاذقية، بطريقة الانتشار بوساطة الأقراص.

أظهرت النتائج أن المستخلص المائي يمتلك فعالية مضادة تجاه جميع الجراثيم السلبية والإيجابية غرام جميعها، وتراوحت أقطار حلقات تثبيط النمو الجرثومي بين 9 ملم للجراثيم الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa . و 41 ملم لجراثيم المتقلبات الشائعة Proteus vulgaris

وتحسست الجراثيم الإيجابية غرام  جميعها للمستخلصات العضوية لأوراق نبات الطيون كلها، فهي تمتلك فعالية مضادة تجاه الجراثيم، بينما أظهرت الجراثيم السلبية غرام مقاومة لمستخلص الكلوروفورم باستثناء جراثيم الكليبسيلة الرئوية، Klebsiella pneumoniae وقطر حلقة تثبيط النمو 12 ملم، ومقاومة لمستخلص ثنائي كلور الميتان باستثناء الجراثيم الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa وقطر حلقة تثبيط النمو 15 ملم، ومقاومة، لمستخلص ثنائي إيتيل الإيتر باستثناء جراثيم  Serratia marcescens وقطر حلقة تثبيط النمو 21 ملم.، 

والخلاصة الوحيدة التي أظهرت فعالية مضادة للجراثيم  جميعها هي إيتيل أسيتات، وأظهرت خلاصة الإيتانول والميتانول والأسيتون فعالية مضادة لكل الجراثيم الممرضة المعزولة كلها باستثناء جراثيم Escherichia coli  التي أظهرت مقاومة للمستخلصات جميعها باستثناء إيتيل أسيتات، وسجل قطر حلقة تثبيط النمو 10 ملم.

تشير الدراسة أن المستخلصات المائية والعضوية لأوراق نبات الطيون تمتلك فعالية مضادة تجاه الأنواع الجرثومية الممرضة المختبرة، ولاسيما الخلاصة المائية وخلاصة مذيبات الإيتانول والميتانول وايتيل أسيتات والهكسان، وبذلك يمكن أن تكون مصدراً للمضادات الحيوية الطبيعية في المستقبل.

علاجات بالمضادات الطبيعية

 أدت زيادة نسبة الجراثيم الممرضة المقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية إلى البحث عن المواد الفعالة المضادة للجراثيم من مصادر جديدة طبيعية كالطحالب البحرية والحزازيات والنباتات الطبية التي تنتج الكثير من الجزيئات الفعالة الطبيعية، والتي استخدمت منذ آلاف السنوات في الحياة اليومية في الطب الشعبي لمعالجة الأمراض في معظم أنحاء العالم.

تنتج النباتات الطبية والعطرية كثيراً من الجزيئات الفعالة بيولوجياً التي تؤثر في الميكروبات، وتثبط نمو الممرضات الجرثومية المقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية وسميتها قليلة على خلايا المضيف، ولهذا تعدّ مصدراً لتطوير علاجات جديدة مضادة للميكروبات وتستخدم كموادَّ خام لإنتاج الكثير من المركبات الكيميائية التي تدخل في تصنيع بعض الأدوية المهمة، وأكثر من نصف العقاقير الطبية الحديثة ذات منشأ طبيعي، وتحتوي النباتات على مركبات أساسية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والأحماض الدهنية، وعلى مركبات ثانوية فعالة كالفينولات والقلويدات والتربنتينات والفلافونيدات والغليكوزيدات المهمة طبياً،

تنتشر النباتات العطرية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وأهمها نبات الطيون المنتشر بكثرة في منطقة الساحل السوري، ويمتلك خصائص مضادة للسرطان وللميكروبات

أهمية البحث وأهدافه

تكمن أهمية البحث في دراسة الفعالية المضادة لمستخلصات أوراق نبات الطيون تجاه بعض أنواع الجراثيم الممرضة المعزولة من عينات بشرية مرضية، بهدف الاستفادة من المواد الاستقلابية الطبيعية الثانوية لأوراق هذا النبات في المستقبل كمواد فعّالة حيوياً وبديلة للمضادات الحيوية في معالجة الأمراض الإنتانية، ويهدف البحث إلى:

استخلاص المواد الفعالة) باستخدام الماء ومذيبات عضوية مختلفة ( من أوراق نبات الطيون

Inula viscosa (L) ودراسة فعالية مستخلصات أوراق نبات الطيون في تثبيط نمو بعض الجراثيم الممرضة المعزولة من العينات المرضية.

الاستنتاجات والتوصيات

أظهرت نتائج البحث أن مستخلصات أوراق نبات الطيون Inula viscosa (L) تمتلك فعالية مضادة تجاه الجراثيم السلبية والإيجابية غرام الممرضة، أو المعزولة من عينات مرضية بشرية، وكانت الخلاصة المائية فعالة في الجراثيم المعزولةجميعها وأقطار تثبيط النمو الجرثومي أكبر تجاه الجراثيم السلبية غرام من الجراثيم الإيجابية غرام، ومن المستخلصات العضوية التي أظهرت فعالية في الجراثيم إيتيل أسيتات جميعها، ثم الميتانول والإيتانول والأستون، وانطلاقاً من هذه النتائج لا بدّ من القيام بإجراء دراسة أوسع حول المستخلصات وتحديد طبيعة المركبات الكيميائية

وكمياتها وفصلها، ودراسة تأثير كل مركب بمفرده تجاه الجراثيم الممرضة لتحديد المادة الفعالة، ودراسة اختبارات السمية في الكائن الحي، بهدف الاستفادة منها في معالجة الإنتانات الالتهابية الناتجة عن الإصابة ببعض الجراثيم الممرضة مستقبلاً.