وجدتها: من يقرر أصالة الأبحاث العلمية؟!!
درج توجه يهدف إلى جعل الأبحاث العلمية في العموم على أعلى درجة ممكنة من الأصالة، وهو توجه مشروع، يقوم على تشجيع الباحثين على الابتكار وعدم تكرار الأبحاث الجارية سابقاً بهدف أساسي هو عدم هدر الموارد في أبحاث متكررة والاستفادة من التراكم العلمي الناتج عن بناء طابق أعلى فوق طابق أدنى من العلم.
«ويعتبر الانتحال العلمي، هو استخدام الكاتب أو المؤلف أو الباحث كلمات أو أفكاراً أو رؤى أو تعبيرات شخص آخر دون نسبها إلى هذا الشخص، أو الاعتراف له بالفضل فيها، والانتحال العلمي أيضاً هو أن ينسب الشخص إلى نفسه أشياء لا فضل له فيها بغير سند من الواقع، والتعبير عن الأفكار بأنها بنات أفكاره وأنها أصيلة»
يعتبر الانتحال العلمي أو ما يسمى البلاجياريزم Plagiarism، أو السرقة الأدبية من أكثر الظواهر انتشاراً في الأوساط الثقافية والعلمية، وأكثرها إساءة إلى الأمانة العلمية التي من المفترض توفرها في الباحث العلمي.
وعلى الرغم من أهمية تكرار بعض الأبحاث وذلك بغرض توطين التقانة محلياً، أي الاستفادة من الأبحاث المجراة سابقاً، في معرفة كيفية العمل عليها لتطبيقها على ما هو مشابه لها في مرحلة تالية، إلا أن الأصالة ما زالت دارجة حتى الآن، وقد تم تمجيد الأصالة فيما يسمى براءات الاختراع، من تثبيت حقوق الباحثين والمؤسسات فيما يتوصلون إليه من نتائج فذة لم يتوصل إليها أحد من قبل، وعلى وجه الخصوص عندما تكون لها قيمة تطبيقية عالية، محلية كانت أم عالمية.
لكن قضية براءات الاختراع حمالة أوجه كما يقال، فيمكن على المستوى المحلي أن تمر براءات مسجلة عالمياً، وقد لا تكون براءات اختراع أصلاً.
فلا يجوز بالطبع تسجيل براءة بما هو موروث عبر الأجيال من معرفة محلية أو عالمية، فهو ليس اختراعاً لشخص بحد ذاته، كما لا يجوز تسجيل ما هو موجود في الكائنات الحية من صنع الطبيعة كبراءة اختراع لعالم ما، فهناك فرق كبير بين الاكتشاف والاختراع.
وحتى عملية التسجيل، إن لم تستند على دراسات معمقة، يتم التأكد من أصالتها بسجلات وشواهد حقيقية، من معاهد علمية معترف بها، فتكون نوعاً من الجدل الممرر باسم العلم.