تغير المناخ والتنوع الحيوي
يتمتع العالم العربي بتنوع حيوي فريد من حيث الأنواع والأنظمة البيئية المتمثلة في مواطن بيئية قاحلة وشبه قاحلة ومتوسطية. وتضم تقارير دراسات الفلورا العدد المسجل للأنواع التي يضمها العالم العربي، ووفقاً للسجلات فإن أغنى البلدان العربية من حيث تنوع النباتات والتي يحتوي كل منها على أكثر من 3000 نوع هي مصر ولبنان والمغرب وسورية والجزائر وتونس والصومال.
أما أعلى مستويات تنوع الحيوانات في الجزائر ولبنان وسورية وتونس، وتؤوي كل منها أكثر من 5000 نوع.
تغير المناخ هو الاختلاف سواء في متوسط حالة المناخ أو في تذبذبه أو في الاستمرار لفترة طويلة والتي، عادة ما تكون عقوداً أو أكثر. ويشمل زيادات في درجة الحرارة (الاحتباس الحراري العالمي)، وارتفاع مستوى سطح البحر والتغيرات في أنمـاط سقوط الأمطار، وزيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة. ولم تكن التغييرات التي حدثت في العصر الجليدي / في آخر ١.٨ مليون سنة والتي ظهرت في صورة طفرات كبيرة في حـدود انتشار الأنواع وفي إعادة تنظيم متميز للعوالم الحيوية وفى المناظر الطبيعية والمجتمعات البيئية المتماثلـة (Biome) قـد حدثت بشكل مجزأ كما هو الحال عليه اليوم بسبب الضغوط الناجمة عن الأنشطة البشرية المختلفة. ولقد أدت تجزئة الموائل الأحيائية إلى جعل أنواع عديدة منها مقصورة داخل مساحات صغيرة نسبياً مقارنة بالمجتمعات الـسابقة مع انخفاض في التنوع الجيني. ومع رصد التغيرات في النظام المناخي، خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين (مثل: زيـادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وزيادة درجة حرارة الأرض والمحيطات، والتغيرات فـي مواسـم هطـول الأمطار، وارتفاع مستوى سطح البحر) وخصوصاً في درجات الحراره الإقليمية الأدفأ ...كل ذلك أثر على توقيت التكاثر مـن الحيوانات والنباتات و / أو على هجرة الحيوانات وطول موسم الزراعة وتوزيعات الأنواع وأحجام السكان، وتواتر تفشي الآفات والأمراض. إن التغيرات المتوقعة في المناخ خلال القرن الحادي العشرين سوف تكون أسرع منها في الماضي على الأقل أسرع مما حـدث للـ ١٠،٠٠٠ سنة الماضية وسيرافق هذه التغيرات التغير في استخدام الأراضي وانتشار الأنواع الغريبة الغازية، ومن المرجح أن تحد هذه التغيرات من قدرة الأنواع على الهجرة وكذلك قدرتها على الاستمرار في العيش في موائل مجزأة، وسيكون ذلك من خلال
تحرك نطاق تغيرات المناخ للعديد من الأنواع في اتجاه القطبين أو صعوداً من مواقعها الحالية
التنوع الحيوي ومحدداته مكانياً وزمانياً
يحدد التنوع الحيوي تنوع المناخ وتقلبه وتوافر الموارد والإنتاجية الإجمالية للموقع واضطراب في النظام الكوني وحدوث تغيرات (مثل سقوط النيازك) وتحرك القشرة الأرضـية أو تبـدل المنـاخ أو تغيرات مناخيه وبيولوجية أو أحيائية المنشأ والمخزون الأصلي للتنوع الحيوي وفرص أو عوائق التشتت وعدم تجانس الموائل وكثافة التفاعلات الحيوية والبينية مثل التنافس والافتراس، وتبادل المنافع والمصالح والتعايش وكثافة ونوع التكاثر الجنسي والتركيب الجيني. فالتنوع الحيوي ليس مطرداً على المـستويات جميعها مثـل ديناميـكيات التطور الطبيعي والعمليات البيئية التي تنتج معدلات متباينة من التغيرات
في تقرير عن التنبؤ وإدارة آثار تغير المناخ على التراث العالمي تبين أن الأهداف والمتطلبات هي إدارة التغيير وتغير المناخ وهو أحد أهم التحديات العالمية التي تواجه البيئة اليوم. لذا فـالإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية التراث تتمثل في ثلاث نقاط، هي: الإجراءات الوقائية كالرصد والإبلاغ عن تغير المناخ والتخفيف من الآثار البيئية السالبة من خلال الخيارات والقـرارات في مجموعة من المستويات: الفردية، والمجتمع والمؤسسات والشركات والإجراءات التصحيحية: التكيف مع واقع تغيير المناخ العالمي من خلال استراتيجيات دولية وإقليميـة وخطـط الإدارة المحلية. تقاسم المعارف: بما في ذلك أفضل الممارسات ، والبحث والاتصال والدعم الجماهيري والسياسي والتعليم والتـدريب وبناء القدرات ، وإقامة الشبكات ... إضافة إلى ذلك ، فإن أيّة استراتيجية يتعين عليها أن تكون قابلة للتطبيق وتتناول طائفة من المستويات وتدعم التواصل مع المبادرات الأخرى وتسهل تبادل المعرفة والخبرة وتتناول التنفيذ العملي واستعراض الموارد المتاحة وتشمل إجراءات فورية (قصيرة الأجل)، ومتوسطة وطويلة الأجل. كذلك فإن البحث في المستويات جميعها.
آثار تغير المناخ على التراث الطبيعي العالمي
يظهر أن معظم التغيرات في المؤشرات المناخية تؤثر سلبا على التراث الطبيعي العالمي، مثل ذوبان الأنهار الجليدية والجليد البحري والغطاء الثلجي القطبي، وخصوصاً في المناطق الجبلية والقطبية وتزايد درجات الحرارة وتركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشـر علـى النباتات والحيوانات وبالتالي على النظم البيئية وابيضاض الشعاب المرجانية وطول موسم نمو النباتات. وتحرك نطاق العديد من النباتات والحيوانات في اتجاه القطبـين أو صـعوداً مـن مواقعهـا الحالية. وبدعم من ارتفاع درجة الحرارة وتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ازدياد تأثير الأنواع الغريبة الغازية على الأنواع المتوطنة وتغير تكوين وتشكيل المجتمعات الأحيائية بسبب تغير المناخ الناجم عن نوع ومدى تحولات الأنواع وانقراضها. كل هذه التغيرات الفيزيائية والحيوية تؤثر على أداء النظم البيئية، تماماً كما هو الحال في العلاقة بدورة الغذاء، وتوفير سلع وخدمات النظام البيئي مع تأثيرات كبيرة على الموارد البشرية.
الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية
كما تأثرت الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية أيـضاً بما في ذلك الزراعة وصيد الأسماك والسياحة على نحو متزايد وذلك من خلال التغييرات في امدادات المياه العذبة، وتفاعلات تغير المناخ مع قوى التغيير العالمية الأخرى مثل التغير في استخدام الأراضي والتغييـر الاجتمـاعي والاقتـصادي، يمكنها من مفاقمة التأثيرات المحتملة على البشر وبيئتهم. والتأثيرات المادية مباشرة على الموقع أو البناء أو الهيكل وآثارها على الهياكل الاجتماعية والموائل يمكن أن تـؤدي إلـى تغييرات أو حتى هجره مجتمعات بكاملها، وتكون النتائج المترتبة على هـذا الأمر الأخير ليست مفهومة جيداً.