هل عياداتنا السنية جاهزة للحالات الإسعافية؟

هل عياداتنا السنية جاهزة للحالات الإسعافية؟

تحت عنوان الحالات الإسعافية في عيادات دمشق لطب الأسنان: جاهزية العيادات السنية قدم كل من الدكتور سامر قصبة والدكتور ياسر المدلل بحثهما في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحية في العام 2014


يجب أن يتوقع كل طبيب أسنان خلال ممارسته أن يصبح أمام تشخيص حالة إسعافية أو تدبيرها. إن أكثر الحالات الإسعافية في العيادة السنية تنتج عن أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض جهاز التنفس والأمراض الاستقلابية والاختلاطات الدوائية الناتجة عن المخدرات الموضعية المستخدمة في طب الأسنان. رغم أن العديد من الحالات الإسعافية يمكن أن يجري تدبيرها بشكل مناسب دون الحاجة لأدوية أو تجهيزات خاصة.


نوع الإجراءات العلاجية

يحدد العديد من العوامل درجة الجاهزية المطلوبة في العيادات السنية لتدبير الحالات الإسعافية الطارئة، من تلك العوامل درجة تدرب واختصاص الطبيب، حالة المريض (متقدم بالعمر، وذو حالة خاصة، ومعرض للخطورة)، نوع الإجراءات العلاجية (كأن تتضمن تركيناً وريدياً وتخديراً عاماً) والموقع الجغرافي للعيادة (كأن تكون قريبة أو بعيدة عن مؤسسات طبية مجهزة.  يمكن تقسيم الأدوية والتجهيزات الإسعافية التي يجب أن تتوافر في عيادات طب الأسنان إلى قسمين: أساسي وتكميلي.
تختلف القواعد والإرشادات المنشورة المتعلقة بالأدوية والتجهيزات الإسعافية الواجب توافرها في العيادة السنية، ولكن يمكن بإجراء مقارنة مباشرة بينها الوصول إلى,ملخص يمكن اعتماده.
بيّنت نتائج الدراسة أن 65% من الأطباء يتأكدون بشكل دوري من مدة انتهاء صلاحية الأدوية الإسعافية التي يمتلكونها، كما يعتقد 63% من الأطباء العامين و83,7% من المؤهلين باختصاص غير جراحي و92% من المختصين جراحياً أن وجود حقيبة تحوي الأدوية والتجهيزات الإسعافية معاً، يعد أمراً ضرورياً في العيادة السنية.
كانت جاهزية غالبية العيادات ضعيفة (61,2%) في حين لم تتجاوز نسبة أفضل جاهزية ممتازة 4%، وتعود لعيادات اختصاص جراحي.


حالات إسعافية

بيّنت نتائج الدراسة أن أكثر الحالات الإسعافية حدوثاً في العيادة السنية هي الإغماء وهبوط الضغط الانتصابي ورد الفعل تجاه المخدر الموضعي والذبحة الصدرية ونقص سكر الدم ونوبات الصرع، مما يتطلب تجهيزات وأدوية خاصة ليجري التداخل السريع من قبل الطبيب.
تكون الأدوية الإسعافية عادة قوية وسريعة التأثير، ولذلك يجب أن يكون أي تطبيق لها في تدبير الحالات الإسعافية داعماً ومحافظاً.
 لم يكن العديد من الأدوية والتجهيزات الإسعافية الأساسية المنصوح بوجودها في الممارسة السنية موجوداً في عيادات الأطباء العامين والاختصاصيين في مدينة دمشق، وهو ما نُشر أيضاً في نتائج تقارير منشورة سابقاً.
كان النتروغليسيرين والاسبرين والأدرينالين أكثر الأدوية شيوعاً في عيادات الأطباء المشاركين وهو ما يعكس حذر الأطباء من المشكلات القلبية والتحسسية، ربما لشيوع أمراضها في المجتمع، وتتوافق هذه النتائج مع نتائج دراسات أخرى ولكن يصبح هذا التوافق جزئياً مع نتائج أخرى إِذ كانت الأدوية الأكثر شيوعاً:
الأوكسجين والادرينالين والكورتيزونات القابلة للحقن، الأوكسجين والادرينالين والنتروغليسيرين. على كل حال بينت الدراسة أن نسبة العيادات التي تحتوي على الأوكسجين، وهو يعد دون شك أكثر الأدوية الإسعافية أهمية، كانت فقط 31,5% من الأطباء العامين و46,5% من المؤهلين باختصاص غير جراحي و 32% من المؤهلين باختصاص جراحي، وهو ما لا يتوافق مع نتائج العديد من الدراسات الأخرى إِذ كان الأوكسجين الأكثر وجوداً فيها كذلك ومع أن نسبة حدوث حالات الصرع في الجزء الأول من الدراسة الحالية كانت 18,8% لم يمتلك سوى 7% Benzodiazepine  قابلاً للحقن.


أسباب التقصير

راوحت أسباب عدم وجود بعض الأدوية والتجهيزات الإسعافية السابقة في العيادات بين عدم القناعة بأهميتها نظراً إلى قلة الحاجة إليها، أو عدم توافرها بالأسواق، أو عدم معرفة الأطباء بأن تلك الأدوية والتجهيزات تعد إسعافية يجب اقتناؤها في العيادة، في حين أرجأ بعضهم ذلك لأسباب أخرى لم تُوضح في الغالب من قبل المشاركين
الاستنتاج: غالبية العيادات السنية غير مجهزة بشكل جيد لمواجهة الحالات الإسعافية الطارئة.

 

خلفية البحث وهدفه:

 يمكن أن تحدث الحالات الإسعافية في أي وقت وأي مكان ومع أي شخص. يمكن أن يزداد حدوث هذه الحالات في العيادة السنية بسبب زيادة الجهود والضغوط النفسية. هدفتْ هذه الدراسة إلى معرفة مدى اهتمام أطباء الأسنان بجاهزية العيادة السنية لتدبير مثل هذه لحالات.
مواد البحث وطرائقه: أُرسل الاستبيان عشوائياً إلى 170 طبيب أسنان في مدينة دمشق خلال شهر آذار من عام 2012 كانت المشاركة في هذا الاستبيان اختيارية وقد جرى تأكيد على سرية المعلومات وتشجيع الطبيب على ملء الاستبيان دون الرجوع إلى أي مرجع علمي أو استشارة أي زميل آخر. جمعت الاستبيانات الكاملة فقط ورفِضتِ الناقصة منها. درِستْ جاهزية عيادات الأطباء العامين وذوي الاختصاص غير الجراحي بالاعتماد على أجوبة أسئلة الاستبيان إِ ذ أُعطي للجواب الإيجابي علامة أو علامتان اعتماداً على أنَّه جواب لسؤال يخص الأدوية أو التجهيزات الأساسية أو التكميلية على التوالي، في حين أُعطيت علامة الصفر للجواب السلبي، وبعدها حسِبتْ نقاط جاهزية العيادة. أُجريت الدراسات الإحصائية باستخدام الاختبارات الإحصائية وكأي مربع للاستقلالية لتحري الاختلافات بين المجموعات حيث عدت قيمة 0.05 P-value< دالة إحصائياً.


النتائج:

كان النتروغليسيرين والاسبرين والأدرينالين، ومقياس الضغط وسماعة الطبيب وسيرنغات الحقن النبوذة والماص الجراحي ورؤوسه أكثر الأدوية والتجهيزات شيوعاً في عيادات الأطباء المشاركين، 65% من الأطباء المشاركين يتفقد صلاحيتها وفعاليتها بشكل دوري. كانت أكثر جاهزية عيادات الدراسة الحالية ضعيفة (61,2%)، في حين فقط 4% منها كانت جاهزيتها ممتازة. لم تختلف جاهزية عيادات الأطباء الذكور في الدراسة الحالية عنها عند الطبيبات أو مع عدد سنوات خبرة الأطباء. كان الفرق دال إحصائياً بين جاهزية عيادات الأطباء العامين والمختصين جراحي(0.005 = P)  اتفق 92% من المشاركين في الدراسة على ضرورة وجود حقيبة إسعافية في العيادة السنية.
الاستنتاج:
كانت غالبية العيادات السنية غير مجهزة بشكل جيد لمواجهة الحالات الإسعافية الطارئة.