هل تتم إدارة النفايات في عيادات الأسنان؟
تحت عنوان «دراسة استطلاعية لإدارة النفايات في عيادات أطباء الأسنان في سورية» قدم كل من الدكتور أسامة إبراهيم والدكتورة سعاد عبود والدكتور سليمان ديوب بحثاً في مجلة جامعة دمشق للعلوم الصحية في العام 2014
نفايات العناية الصحية ومكافحة العدوى
تشكل نفايات العناية الصحية تحدياً للمهتمين بالصحة العامة وشؤون مكافحة العدوى، إذ تعد نحو 20 % من نفايات الرعاية الصحية خطرة وتشكل تهديداً للبيئة المحيطة. وعلى الرغم من الحقيقة بأن نفايات عيادات الأسنان محدودة الخطورة، إلا أنها تشكل مصدراً مؤذياً للبيئة والإنسان إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب.
يمكن في حال وجود تعليمات ناظمة لتعامل أطباء الأسنان في عياداتهم مع النفايات السنية أن تزيل أو تقلل -إلى حد بعيد-من مخاطر هذه النفايات، وتوجد في البلدان الصناعية المتقدمة وبعض البلدان النامية مثل هذه التعليمات الناظمة لتدبير نفايات العيادات السنية.
يقصد بنفايات العيادة السنية كل ما تنتجه العيادة السنية من نفايات، وتقسم إلى نوعين أساسيين:
نفايات عامة (غير منظمة) لا تحتاج إلى تعامل خاص، ونفايات منظمة وهي النفايات التي تحتاج إلى تعامل خاص من ناحية فرزها وتجميعها وترحيلها وإتلافها. وهي نوعان: طبية (إنتانية) وغير طبية (خطرة +سمية) تشكل النفايات الإنتانية (النفايات القادرة على نقل مرض إنتاني (في طب الأسنان نحو 3% فقط من مجموع نفايات العيادة السنية، وهي تشمل الدم السائل والمواد المشربة بالدم، ونفايات الأنسجة الإنسانية الممرضة (أنسجة مقتطعة وأسنان مقلوعة)، والأدوات. الحادة.
توضع النفايات الإنتانية الحادة في حاوية خاصة غير قابلة للانثقاب تسمى حاوية الأدوات الحادة أو صندوق السلامة، في حين توضع النفايات الإنتانية غير الحادة )القطن والشاش المشرب باللعاب والأسنان المقلوعة ومخلفات الأنسجة الممرضة) في كيس الخطر الحيوي وهو كيس بلاستيكي صغير يوضع بجوار الطبيب، تجمع بعد ذلك أكياس الخطر الحيوي، وصندوق السلامة في حاوية الخطر الحيوي، ويمكن إزالة إنتانية هذه النفايات داخل عيادة الأسنان بإدخالها إلى دورة تعقيم طويلة المدة بالصاد الموصد، أي تعقيمها بالبخار، ويمكن أيضاً بالبخار الكيميائي، ثم التعامل معها كنفايات عامة.
تَقصّ شامل لتدابير مكافحة العدوى
هدفت هذه الدراسة كجزء من تَقصّ شامل لتدابير مكافحة العدوى في سورية إلى تقييم تعامل أطباء الأسنان في العيادات الخاصة في سورية مع نفايات عيادات الأسنان، وربط علاقة ذلك بالعمر، وبمكان العيادة (ريف–مدينة)، وطبيعة ممارسة المهنة (ممارس عام أم اختصاصي)، كما هدَفت هذه الدراسة إلى تقصي التعامل مع الأملغم ونفاياته.
استبيان ومعلومات تفصيلية
اعتمد البحث على توزيع الاستبيان خلال المدة من كانون الثاني إلى أيار من عام 2010 على 821 طبيب أسنان، راوحت أعمارهم بين 23 – 76 سنة بمتوسط عمر بلغ ( 8,4 . ± 38,5) سنة، يعملون في عياداتهم الخاصة.
اشتمل الاستبيان على معلومات تفصيلية عن: الطبيب من حيث العمر، والجنس، والمحافظة التي يمارس فيها المهنة، وطبيعة ممارسة المهنة (ممارس عام أو اختصاصي)، ومكان ممارسة المهنة (ريف أو مدينة)، وهل اتبع دورة تدريبية خارج البلاد؟
لا توجد تدابير للتعامل مع نفايات العيادات السنية
يمكن للتعامل غير المناسب مع نفايات عيادات الأسنان، أن يؤدي إلى أذى لأفراد الطاقم الطبي السني، ولعمال النظافة، وللإنسان والبيئة عموماً. في الواقع لا توجد في سورية تدابير للتعامل مع نفايات العيادات السنية، إِذ لا توجد تعليمات ناظمة خاصة بأطباء الأسنان، ولا توجد أية تدابير لفرز النفايات وجمعها وترحيلها وإتلافها من عيادات الأسنان، وصياغة هذه التعليمات وتطبيقها على مهنة طب الأسنان مطلب ملح. ما يجري حالياً في سورية أن نفايات عيادات الأسنان من إبر التخدير والأدوات الحادة وبقايا الأملغم والنفايات الطبية الخطرة مثل الشاش المشرب بالدم والأسنان المقلوعة، ذلك كّله يرمى في حاويات القمامة العامة ويتعامل معها عمال النظافة ونباشو القمامة، وهذا لم يعد مقبولاً في ممارسة طب الأسنان المعاصرة وعلى الهيئات المعنية اتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه المشكلة.
لا توجد إجراءات فعالة لفرز النفايات وجمعها وترحيلها وإتلافها في ممارسة أطباء الأسنان في سورية، وكانت إجراءات التعامل مع الأدوات الحادة ونفايات الأملغم والنفايات الخطرة الأخرى ضعيفة ودون المستوى المطلوب، كما أن معلومات أطباء الأسنان عن هذا الموضوع ضعيفة، وتوجد حاجة لتأمين طرائق مناسبة للتعامل مع نفايات العيادات السنية في سورية.
نفايات عيادات الأسنان تسبب أذى جدياً للإنسان والبيئة
خلفية البحث وهدفه: تسبب نفايات عيادات الأسنان أذى جدياً للإنسان والبيئة إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب. هدفتِ الدراسة إلى تقييم تعامل أطباء الأسنان مع النفايات السنية وطريقة التخلص منها في العيادات السنية الخاصة في سورية.
مواد البحث وطرائقه: جرى تقص (مسح) واسع بواسطة استبيان استلمه باليد 821 طبيب أسنان يمارسون المهنة في عيادات خاصة في مختلف مناطق سورية، كان معظم المشاركين من الذكور وبمتوسط عمر بلغ 38,5 سنة.
غالبيتهم في الفئة العمرية حتى 35 سنة من العمر. أنجزت هذه الدراسة بين كانون الثاني وأيار من عام 2010 وأنجز التحليل الإحصائي باستخدام اختبار كأي مربع لدراسة الفروق بين المجموعات المختلفة وبمستوى دلالة .(P<0.05)
النتائج: كان 74,2 %من المشاركين في البحث ممارسين عامين، و 25,8 % اختصاصيين. صرح 33,7 % من الأطباء المشاركين أنهم تلقوا تدريباً ما على تدابير مكافحة العدوى في طب الأسنان. لا يطبقون 72,6 % من المشاركين أي تدبير خاص للتعامل مع نفايات الأملغم، و 82,9 % لا يطبقون أي تدبير خاص فيما يتعلق بالتعامل مع نفايات العيادة السنية. و 33,1 % يملكون حاوية أدوات حادة ويرمي فيها إبر التخدير المستعملة.
الاستنتاج: تقدم هذه الدراسة معلومات أولية عن تدبير نفايات عيادات الأسنان في سورية. لا توجد إجراءات فعالة لفصل النفايات وترحيلها، وكانت إجراءات التعامل مع الأدوات الحادة ونفايات الأملغم والنفايات الخطرة الأخرى ضعيفة ودون المستوى المطلوب، وتوجد حاجة لتأمين طرائق مناسبة للتعامل مع نفايات العيادات السنية في سورية.