الكفاءة الاقتصادية للقمح القاسي

الكفاءة الاقتصادية للقمح القاسي

تحت عنوان «الكفاءة الاقتصادية لزراعة محصول القمح القاسي في محافظة الحسكة» قدم كل من المهندس مهدي دقدوقة ود. محمد العبد الله ود. علي عبد العزيز من قسم الاقتصاد الزراعي في كلية الزراعة في جامعة دمشق بحثهم هذا في مجلة جامعة دمشق للعلوم الزراعية في العام 2014.

هدف البحث إلى دراسة الكفاءة الاقتصادية لزراعة محصول القمح القاسـي فـي محافظـة الحـسكة لموسم (2011/2010) من خلال عينة طبقية عشوائية شملت 119 مزارعاً موزعة في 10% من القـرى المستهدفة. بينت النتائج أن الصنف دوما1 قد حقق أعلى نسبة (48.2%) فيما يتعلق بمعدل التبني مقارنة بأصناف القمح القاسي المروي الأخرى، وكان أكثر الأصناف القاسية البعل انتشاراً الصنف شـام3 بنـسبة 47.47%، كما أظهرت النتائج بالنسبة للقمح القاسي المروي أن أعلى الإيرادات كانت في منطقة المالكيـة وبلغت 1653.17 ليرة/دونم، بينما كانت خاسرة في منطقة القامشلي بواقع 261.50- ليرة/ دونـم. وإن ربحية الصنف دوما1 هي الفُضلى إذْ بلغت 2443.58 ل.س/دونم، أما القمح القاسي البعـل فكانـت أعلـى الإيرادات في منطقة المالكية، وبلغت 792.92 ليرة/ دونم، في حين كانت الإيرادات خاسـرة فـي منطقـة القامشلي بواقع 158.18- ليرة/ دونم، وجاء الصنف شام7 بالمرتبة الأولى من حيث الـربح الـصـافي، حيث بلغت 1847.48 ل.س/دونم.
أهمية القمح
يعد محصول القمح Wheat من أقدم المحاصيل الزراعية في العالم وأكثرها أهميـةً. وتزداد أهميته نتيجةً لازدياد عدد السكان. وتعني كلمة القمح الإنتاج والدخل والاسـتقرار للمزارع، وتعني الدقيق والخبز للمستهلك، وإن الاكتفاء الذاتي منها يحقق ما يسمى الأمن الغذائي (خوري وقبيلي، 2003). وتتسابق فروع العلوم الزراعية في إيجاد الوسائل المساعدة على زيادة الإنتاج وتحـسين النوعية. ويسعى الباحثون للتركيز على العوامل الأساسية المؤدية إلى زيادة الإنتاج، الـذي أصبح ضرورة حتمية، بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد السكان، ولاسيما في سـورية التـي تتصف بمعدل تزايد سكاني يعد من أكبر معدلات النمـو إذْ يـصل إلـى FAO) 0.025، 2004)، مستفيدين من أفضل ما توصل إليه العلم من الابتكارات وخاصة علم الوراثة الـذي يساعد في تطوير أنواع وأصناف جديدة من المحاصيل ذات الإنتاجيـة العاليـة والنوعيـة الجيدة، والمتلائمة مع الظروف البيئية المحيطة (الشحاذة العودة، 2005)، ويزرع القمح في سورية رياً وبعلاً، وتُقدر المساحة الكلية المزروعة بمحصول القمح في سورية بنحو 1668 ألف هكتار، وبوسطي إنتاجية (2423) كغ/هكتار، والإنتـاج بحـدود 4041 ألـف طـن (المنظمة العربية للتنمية الزراعية، 2008). بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح فـي محافظة الحسكة لعام 2011 بحدود 616.5 ألف هكتار، منها نحـو 59% بعـلاً، و41% مروياً موزعة بين المناطق الإدارية (الحسكة، القامشلي، المالكية، رأس العين) على التوالي. (2011 ، مديرية الإحصاء والتخطيط) هكتار ألف (147.4 ،151.8 ،187.9 ،130.4(
الصعوبات والتحديات
في زراعة القمح
على الرغم من تحقيق القطاع الزراعي للعديد من الإنجازات إلا أنه ما تزال تعترضه العديد من الصعوبات والتحديات التي تعيق تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الأمن الغذائي الوطني، وفي مقدمتها تعاقب مواسم الجفاف، وعدم توفر الأصناف الزراعية المتلائمة مع التغيرات المناخية، ويلاحظ قيام الدولة ممثلة بالجهات البحثية الوطنية والدولية والمراكـز العربية بالكثير من الجهود في سبيل تحسين إنتاجية القمح، وقد اعتمدت الهيئـة العامـة للبحوث العلمية الزراعية منذ عام 1983 أصنافاً متعددة من القمح القاسي وفق المنـاطق البيئية المختلفة (الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعيـة، 2009): أولاً: فـي المنـاطق المروية: شام1، بحوث5، شام7، بحوث9. ثانياً: في المناطق البعليـة (منطقـة الاسـتقرار الأولى): شام3، شام5، دوما1. وقد أثبتت النتائج العلمية مقدرة الباحثين على تحقيق التنمية الرأسية للإنتاج الزراعي من خلال النتائج المختلفة التي ظهرت وتظهر في هذا المجـال، ولكن يكمن العمل المكمل لهذه البحوث والابتكارات العلمية في توضيح النتـائج الماديـة واختبارها حقلياً عند المزارعين، من أجل رفع إنتاجية وحدة المساحة واعتماد الأصـناف الملائمة للظروف الجوية من جهة، وزياد العائد الاقتصادي من جهة أخرى، وتلبية أكبـر قدر ممكن من الطلب المتزايد على القمح ومنتجاته، وعليه ولمعرفة سلوكية هذه الأصناف لدى المزارعين من الناحيتين الإنتاجية والاقتصادية وبناء قاعدة معلومات تفيد واضـعي السياسات الزراعية في التخطيط الاقتصادي الأمثل وأُجري هذا البحث في محافظة الحسكة.
دراسة الكفاءة الاقتصادية
يكمن الهدف الرئيسي لهذا البحث في دراسة الكفاءة الاقتصادية لمحصول القمح القاسي في محافظة الحسكة، ولتحقيق هذا الهدف تطلّب تحقيق الأهداف الفرعية الآتية:
• تحديد إنتاجية محصول القمح القاسي البعل والمروي في منطقة الدراسة.
• تحليل التكاليف الإجمالية لإنتاج محصول القمح القاسي البعل والمروي.
• تحديد أكثر المناطق والأصناف ربحية من خلال بعض المؤشرات الاقتصادية: صافي الدخل، ومعدل الربحية أو أربحية الليرة المستثمرة، وتحليل نقطة التعـادل، وهـامش الربح، ونسبة الإيرادات إلى التكاليف.
أهم النتائج
انتشار أصناف القمح القاسي المحسنة: نتيجة للجهود المبذولة من قبل الهيئة العامـة للبحوث الزراعية، وبالتعاون مع الجهات الحكومية والعربية والدولية، اِستُنبطَت العديد مـن الأصناف المحسنة ذات الإنتاجية العالية لمختلف البيئات الزراعية. ولاقت هذه الأصـناف انتشاراً واسعاً في حقول المزارعين على مستوى سورية، وساهمت في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً في وحدة المساحة. وتقوم الدولة بتأمين قروض عينية أو نقدية للمزارعين، لتأمين بعض مستلزمات الإنتاج الضرورية من أسمدة ومبيدات وبـذور، حيـث بلغـت نـسبة الحاصلين على القروض بمختلف أنواعها نحو (85%) من أفراد العينة، ومعظـم هـذه القروض هي قروض عينية موسمية يمنحها المصرف الزراعي التعاوني بفوائد مخفـضة لأغراض الإنتاج النباتي (كقروض الأسمدة والبذور)، وغالباً ما يتم تسديد هذه القـروض من قبل المزارعين في نهاية الموسم الزراعي. وتوصي الهيئة العامة للبحـوث العلميـة الزراعية باستخدام البذار المغربلة والمعقمة بالمبيدات الفطرية التي تقي المحـصول مـن أمراض التفحم والسبتوريا وغيرها. وتبين الدراسة أن الصنف شام3 يحتـل المرتبـة الأولى بين الأصناف المزروعة بمحصول القمح القاسي البعل للموسـم (2011/2010) وبنسبة 47.47%، ويليه الصنف دوما1 بنسبة 33.34%، مما يدلُّ على إقبال المـزارعين على زراعة هذه الأصناف.

التوصيات

•  التركيز على زراعة الصنف شام7 في نظام الزراعة البعلي، نظراً لإنتاجيته العاليـة في ظل الظروف المناخية الجارية، وقدرته العالية على تحمل الجفاف مقارنة ببـاقي الأصناف، وعلى الصنف دوما1 في الزراعة المروية.
•  تأمين احتياجات المناطق من بذار الأصناف المحسنة المخصصة لها فـي الموعـد المحدد للزراعة، بحيث تصل إلى المزارعين بسرعة للإفادة من طاقتها الإنتاجية.
•  بذل المزيد من الجهد سواء في مجال البحث العلمي الزراعي أو في مجال الإرشـاد الزراعي للتغلب على الفجوات الإنتاجية التي يعاني منها المزارعين.