وجدتها: إعمار المستقبل القريب
في رحلة إلى مباني المستقبل الغامضة يرسم العلماء صورة جديدة لتخيلات ليست بعيدة عن الواقع، عما ستؤول إليه عمارة المستقبل.
فمنها ما سيكون عبارة عن مصفاة عملاقة في البحر كطبقات مشابهة لفلاتر المياه تعمل على فصل جزيئات البلاستيك والسوائل، ثم ترسلهـا إلى أماكن بعيدة لإعادة تدويرها .. بينما يتم تخزين مياه البحر النقية الناتجة عن باقي الطبقات في المنطقة السفلية للمبنى ليتم إعادتها مرة اخرى إلى المناطق النظيفة في المحيط. ومنها التي تهدف إلى جعل التربة والكتلة المعمارية جزء واحد لا ينفصل أبداً! ويستمد التصميم من اشياء طبيعية مثل أقراص العسل، والشعاب المرجانية، وأعشاش النمل، ليتم مزجها فيخرج شكل غريب خارجياً وداخليــاً، بحيث يصنع المبنى طاقته الاستهلاكية بنفسه عن طريق إنتاج الطاقة الكهربية بالألواح الشمسية والطاقة الحرارية بالنباتات الطبيعية، ويكون استهلاكه للمياه عن طريق تجميع مياه الأمطار والمياه الجوفية !
مثل هذه الأفكار التي تدمج العمارة بالطبيعة يمكنها أن تتفاعل مع العمارة المدموجة بالإنسان والطبيعة وأقصد بها عمارتنا المحلية التي اختبرت على مدى آلاف السنين، بحيث ينتج هذا الدم مدرسة جديدة في العمارة الصديقة للإنسان والطبيعة (والمعادية للجشع والاستغلال).
في ظل الحديث القريب عن حل سياسي يتبعه إعادة الإعمار، يبدو من الضروري الحديث في النمط المعماري الذي سيتبناه السوريون، وألا تترك قضية جوهرية كهذه لتقررها الشركات الأجنبية مهما كان منشؤها، وأن يؤخذ بعين الاعتبار النمط الحياتي للسوريين بما يضمن لهم كرامتهم والحدود المنطقية للمساحات الخضراء والمراكز الثقافية والترفيهية، ليكون شعار الإعمار في المرحلة القادمة السوريون يستحقون العيش بكرامة.