الديانة السورية القديمة
صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب حديثاً كتاب بعنوان «الديانة السورية القديمة» للكاتب الدكتور محمود حمّود يتحدث في عن مفهوم الدين لدى السوريين القدماء خلال عصري البرونز الحديث والحديد ١٦٠٠- ٣٣٣ ق٠م
فيقول: يدور مفهوم الدين على الاعتقاد بوجود كائنات قوية، لها قدرة فوق بشرية، وفوق طبيعية، يدركها البشر، ويتوجب عليهم إقامة علاقات معها، لينالوا السرور والرضا الكفيلين بملء جزء من المساحة الروحية الخاوية لديهم، وخلق حالة إيمانية تمنحهم الطمأنينة، وتشعرهم بنوع من التوازن النفسي المشهود. وقد تبلور هذا الفهم خلال مراحل التاريخ المتعاقبة، على شكل أنواع مختلفة من العقائد، والعبادات، ومفاهيم، ومنظومات السلوك والقيم والأخلاق، ومؤسسات قامت على حسن تنفيذ الضوابط الدينية الموضوعة.
تنــاول الباحثــون منــذ عــشرات السنين مســألة الديانــة في ســورية خــلال العصــور القديمــة، وذلــك عــلى ضــوء الدراســات التــي جــرت في مواقــع أثريــة مهمــة؛ مثــل مــاري وإبلا وأوغاريــت وغيرهــا. وكان للاكتشافات المتمثلة بالمعابد في تلــك الممالك أهميــة كبــيرة في إيضــاح جوانــب عديــدة مــن المفاهيم المتعلقة بالديانة ولاسيما بعــد اكتشــاف الآلاف مــن المنحوتات والرسـومات والرمـوز والنصـوص التاريخيـة التـي سـاعدت في فهـم المعتقدات الســائدة خــلال الفتــرات المختلفة مــن عصــور البرونز والحديــد.
وهــذا الكتــاب يتنــاول جوانــب مهمــة مــن الحيــاة الدينيــة القديمــة في ســورية، وذلــك بمــا تتضمنــه مــن عقائــد وطقــوس وشــعائر، كان قــد مارســها المجتمع الســوري خـلال تلــك العصــور؛ أي في الفتــرة الممتدة بــين منتصــف الألف الثاني حتـى دخـول الاسـكندر المقدوني لسـورية في القـرن الرابـع قبـل الميلاد. وقــد جــاء البحــث في خمســة أبــواب حملــت عناويــن رئيســة، دلت عـلى أننـا أمـام عمـل متماسك ومتكامـل. فتنـاول البـاب الأول الآلهة، والثاني المعابد، والثالــث الطقــوس الدينيــة، ثــم تنــاول موضــوع الموت وتقديــس الأسلاف في البــاب الرابــع، وفي البــاب الخامــس والأخير تحــدث عــن التفاعــل الدينــي بــين ســورية وجوارهــا.