وجدتها : مقياس جديد للإنتاجية
اعتمد المزارعون كما اعتمدت البلدان تاريخياً على حد سواء على الغلة لقياس الإنتاجية، لكن في العقد الماضي، ازداد استخدام طريقة الإنتاجية المتعددة العوامل (TFP)، التي تأخذ في الاعتبار عوامل ثابتة مثل الأرض والعمالة ورأس المال وتكلفة المدخلات المباشرة مثل الأسمدة.
يصرح المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن هذه الطريقة «واضحة ومباشرة، لأنها تضيف نسبة الناتج الإجمالي إلى مجموع المدخلات، وبعبارة أخرى، كمية الإنتاج التي تحققها وحدة واحدة من المدخلات الإجمالية».
ويوافق على أن الإنتاجية المتعددة العوامل «هي مقياس أفضل ... من الغلة، التي تركز فقط على إنتاجية الأرض. يتحسن نمو الإنتاجية المتعددة العوامل باستخدام تقنيات واستثمارات جديدة مثل الري التي ترفع العائدات على العوامل الثابتة».
لكنهم يتناسون قضايا الأمن الغذائي والأوضاع المادية للمزارعين القابعين خلف هذه الزراعات.
إن أحد الأسباب التي تبقي المزارعين فقراء للغاية هو أن النمو الزراعي مدفوع إلى حد كبير بالزيادة في المساحة المزروعة والعمل الزراعي، مع تحقيق القليل جداً من النمو في الإنتاجية المتعددة العوامل.
وتوفر العديد من الدول التي تتعرض للجفاف الدوري، الأسمدة المدعمة لتعزيز إنتاج الغذاء، لكنها تعرضت لنقد شديد بسبب تشجيعها على تقديم الدعم غير المستدام لمزارعيها، لكن هذا النقد يأتي عادة من المنظمات الدولية التي تشجع الدول الكبرى في الوقت ذاته على تقديم الدعم لمزارعيها في نوع من ازدواجية الموقف تجاه قضايا الأمن الغذائي، فالدول الفقيرة لا يحق لها ضمان أمنها الغذائي، لا بل تحارَب من أجل ذلك.
وتوصي مشاريع القوانين المقترحة الجديدة في الولايات المتحدة بتنفيذ برنامج تأمينات موسع مع منح دعم التأمين على المحاصيل الجديد، حتى يتمكن المزارعون من الحصول على المال عندما ينخفض دخلهم من محاصيل معينة إلى أقل من المستوى المستهدف. كما يحدد الأسعار المستهدفة للمحاصيل التي تتيح الحصول على دفعات مالية عندما تنخفض الإيرادات لعدة سنوات متتالية على مستويات أعلى بكثير من ذي قبل.
صحيح أن الاتحاد الأوروبي استغنى عن دعم الصادرات مما أيد التخلص من فائض الإنتاج في الخارج، لكن سياسة الاتحاد الأوروبي الزراعية المشتركة تضمن مستويات عالية من الدعم المباشر للمزارعين، وتحمي الأسواق الخاصة بالاتحاد.
ويصرح الخبراء الزراعيون التابعون للأجندات هذه: إذا قامت البلدان الغنية بتقديم الدعم، فإن هذا لا يعني أن على البلدان الفقيرة أن تحاكي هذا النموذج «السيئ».
إنها ليست سياسة مزدوجة المعايير فحسب، بل بطريقة مكشوفة جداً كذلك، ليست الحكاية بحاجة إلى بصيرة لاكتشافها، يكفيها البصر.