وجدتها : الحياة والأبدية
لفت نظري طفل يتحدث عن الإلكترون قائلاً إن حركته أبدية فهو ليس له حياة، لمعت في ذهني تلك الفكرة، فما هي ميزات الحياة ولمَ نرفضها؟ وما علاقة الحياة بالأبدية، ولم نبحث عن الأبدية ضمن الحياة؟
الحياة كما فهمها ذاك الطفل هي امتداد له بداية وله نهاية، أما الأبدية فلا بداية لها ولا نهاية، حياتنا هكذا، لكن العديد من الحضارات كانت تبحث عن الخلود، ومازلنا نبحث عن طرق لتطويل حياة البشر، وطرد الشيخوخة وأعراضها، فهل الخلود هو في الوجود الواقعي أم في الوجود الافتراضي (الروحي)، أم عن ماذا نبحث بالتحديد؟
يبدو الخلود جزءاً من امتداد بقايا حياة من سبقونا في تلك الأجزاء من مورثاتنا التي تحمل تجارب الأسبقين، ونستمتع بها بشكل معرفة غير مدركة في عقلنا الواعي لكنها مخزنة في الأجزاء الكبيرة من دماغنا تلك التي لم نعرف بعد فيم تستخدم؟
على عكس ما كان يعتقد سابقاً فنحن نخزن تجاربنا وخبراتنا في مادتنا الوراثية وتحديداً في التيلوميرات منها، على شكل ارتباطات ميتيلية، ونورثها لأبنائنا –ولذا نلاحظ أن أصغر أبناءنا دوماً هو الأكثر انخراطاً في الحياة- فهل يبدو هذا جزءاً من الأبدية؟
يعتقد الكثيرون أن ترك أثر مرئي أو مسموع أو مقروء في هذا العالم قد يكون شكلاً من أشكال الخلود، لذلك نرى العالم ممتلئاً بالتماثيل والنصب التذكارية والكتب والمخطوطات ناهيك عن الأبنية الضخمة التي تركها الأجدد تخليداً لذكراهم، فهل هي الأبدية؟
إن استمرار تطور البشرية رغم الصعود والهبوط الذي يمر به خط التاريخ جزء أكيد من علاقة الحياة والأبدية في المحصلة الصاعدة لها على الدوام.