تكنولوجيا إنتاج الغاز الطبيعي من مُخلفات الدواجن
في إطار ما يسمى الدارات المغلقة يمكن الاستفادة من المخلفات المنزلية والزراعية في إنتاج طاقة محلية وهناك العديد من التجارب الناجحة ومنها إنتاج الغاز الطبيعي من مخلفات الدواجن. حيث يتم الاستفادة من مُخلفات الدواجن المُختلفة (زرق، أحشاء، أجزاء غير مأكولة، طيور نافقة) في إنتاج ما يُعرف بالغاز الحيوي Biogas، والذي يتم استخدامه كطاقة حرارية أو مُحركة بديلة
قد يُمكن استخدام وحدات صغيرة من جهاز إنتاج الغاز في توليد الطاقة اللازمة للإنارة أو التدفئة، يمكن تطبيق هذا النظام بتكاليف ممكنة، ويستطيع المزارع تغطية تكاليفه خلال 3- 4 سنوات على أبعد تقدير، ليستفيد من الغاز المُنتج منه والسماد المُتخلف عن عملية إنتاج الغاز. الذي هو عملية تخمير للمُركبات العضوية (مُخلفات الدواجن، روث الحيوانات، مُخلفات الحقل) عند خلطها بالماء بمَعزل عن الهواء الجوي وبفعل أنواع مُتخصصة من البكتريا، حيث ينتج غاز الميثان بنسبة 50 إلى 70% وهو الجزء القابل للاشتعال في المخلوط، كما ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 إلى 25%، بالإضافة إلى غازات أخرى بنسب قليلة مثل: الهيدروجين والنيتروجين وآثار من كبريتيد الهيدروجين، الذي يُعطي الرائحة المُميزة للغاز. تتعدد فوائد إنتاج الغاز الحيوي من توفير طاقة بديلة للغاز الطبيعي، إلى جانب إنتاج سماد عضوي غني لتسميد الأرض الزراعية ووصولاً إلى إنتاج علف يصلح لتغذية الحيوانات والطيور المنزلية يتميز بارتفاع مُحتواه البروتيني وخلوه من المُمرضات الميكروبية. يتخلف بعد عملية إنتاج الغاز سماد عضوي جيد غني في مُحتواه من المادة العضوية والعناصر السمادية الكبرى والصغرى، فضلا عن احتوائه على الهرمونات النباتية والفيتامينات ومُنظمات النمو، وخلوه من الميكروبات المرضية واليرقات وبذور الحشائش، والتي تهلك أثناء تخمر المُخلفات العضوية، مما يجعل منه سماداً نظيفاً لا يلوث البيئة، لا مخاطر له.
وقد أجريت في الهيئة العامة للتقانة الحيوية بدمشق تجارب على خلط زرق الدجاج بحطب القطن وأعطت نتائج ممتازة في إنتاج الغاز الحيوي وخاصة أن حطب القطن يعتبر كذلك من البقايا النباتية غير المرغوب بها، وهكذا يتم التخلص منها بأكثر الطرق أمانا وفائدة، وباستطاعة المزارعين استعمال كل مخلفات المزرعة. يتكون جهاز التخمير من خزان كبير يُمكن وضعه تحت الأرض، حيث يتم تجميع بقايا ومُخلفات المزارع سواء نباتية أو حيوانية داخله، كما يُمكن وضع العديد من هذه الخزانات، ليكون أحدهم لمُخلفات المسالخ وأخر لمُخلفات المزارع وثالث لمُخلفات المجاري وهكذا، أما الجزء الثاني من الجهاز وهو الجزء الهام منه وهو عبارة عن خزان تتجمع فيه المواد بعد مرورها على فلتر ثم بعد ذلك على فرن ذي مُحرك تتم فيه عملية التقليب والتخمير، حتى يتكون الغاز الحيوي، ويوجد خزان أخير يتجمع فيه سماد سائل أو جاف أوعلف حيواني أو خشب حُبيبي.
هذا وقد قررت وزارة الزراعة في نهاية العام المنصرم إقامة مدرسة حقلية واحدة كمرحلة أولى في كل محافظة لإنتاج الغاز الحيوي متضمنة إنشاء مخمر حيوي مع تدريب وتأهيل الفنيين والمزارعين على الأصول الفنية والعملية لتطبيق التقنية.