وجدتها : بين الطب المدرسي والتقليدي
في مواجهة مستمرة منذ أكثر من مئة عام، يتقابل نوعان من الطب في نظرة عدائية على الدوام تجاه بعضهما البعض، طب مدرسي أسس لصناعة ضخمة عبر أرجاء العالم في مقابل طب تقليدي معتمد على موروث قديم، حرب ضروس تحكمها عوامل عديدة أهمها اقتصاد السوق
فالطب المدرسي أي ذاك الذي يدرّس في كليات الطب في معظم أنحاء العالم، أسس لطريقة تعتمد على التجزيء والاختصاص، جاعلاً كل اختصاص ليبحث تفصيلياً في أجزاء محددة من الجسم متخلياً إلى حد كبير عن النظرة الكلية للجسم البشري، معتمداً على صناعة دوائية ضخمة وعلى تنظيم شبه عسكري تتحكم به شركات التأمين، بما لا يفسح المجال أمام الأطباء والمرضى للتنفس خارج هذا النظام وإلا أصبح خارج القانون ويهدد أمن وصحة البلاد.
وطب تقليدي في أجزاء منه محكم النظرة كما في الطب الصيني الذي أرسى له دعائم راسخة بحيث أصبحت له جامعاته وطرائقه الطبية المحكمة، ويوازيه في أهميته ولو نسبياً الطب الناشئ في أوروبا الشرقية وروسيا ولو كان يعتمد على طرق مختلفة نسبياً في معالجات أقل كلية من الطب الصيني، وتتهم هذه المدرسة في الطب بعدم الموثوقية العلمية –ضمن إطار النظم التي تحكم الطب المدرسي طبعاً- وكونها ضرباً من الشعوذة وبضعة أعشاب لا تضر ولا تنفع.
بقيت هاتان المدرستان تتصارعان من خلال فلسفتين متناقضتين، إلى أن دخل الطب التقليدي حيز الدراسة العلمية المعمة منذ فترة قريبة نسبياً وهو يثبت –حتى ضمن معايير المدرسة المعادية- موثوقية غير متوقعة، ويلفت النظر في هذا الإطار الدور الذي تلعبه مراكز الأبحاث الهندية في عملية المزج هذه، ونتوقع أن نرى لمراكز أبحاثنا في القريب العاجل نتائج، تؤهل أنماط الطب التقليدي المحلي لدينا لتصل إلى مستوى الوثوقية والاعتمادية الضرورية لتصبح أنماط علاج معتمدة من المؤسسات الطبية على غرار التجارب الصينية في هذا المجال