لـمـاذا الغابات؟

لـمـاذا الغابات؟

تلعب الغابات اليوم دوراً متزايداً في دعم الاقتصاد الوطني لمعظم دول العالم ، كبقية الثروات الطبيعية الأخرى، وإن كانت فوائدها أعم في الدول التي تمتلك غابات أوسع من غيرها خاصة بعد تفاقم أزمة الطاقة حيث بدأ الإنسان التفكير بالعودة ثانية إلى استعمال الأحطاب كمصدر بديل للطاقة التي يستعمل فيها النفط.

تبلغ مساحة الغابات الطبيعية في سورية حوالي نصف مليون هكتار موزعة على معظم المحافظات.
كانت مساحات واسعة من أراضي سورية مغطاة بالغابات في العهود الغابرة وأن وجود آلاف الهكتارات من غابات البطم في جبل البلعاس والشاعر وعبد العزيز واللجاة، وكذلك غابات اللزاب في منطقة النبك والأزر اللبناني والشوح والسنديانيات في محافظة اللاذقية وغيرها ما هو إلا دليل على أن بلادنا كانت غنية في غاباتها ولا تزال رسوم النباتات والأشجار المنقوشة على أحجار جدران الآثار في بصرى الشام وصلخد وتدمر خير شاهد على ما ذكر كما يروى أن الخليفة هارون الرشيد كان يأتي من بغداد إلى الرقة للاصطياف في ظلال الأشجار.
انقرض القسم الأكبر من الغابات التي كانت تغطي أراضي بلادنا نظراً للتعديات المتواصلة عليها من غزوات الصليبيين إلى تسيير القطارات العامة خلال الحرب العالمية الأولى في أحطاب الغابات وكذلك مد السكك الحديدية من طرابلس إلى حيفا خلال الحرب العالمية الثانية الذي أخذت معظم أخشابه في مناطق اللاذقية والقسم الضئيل من غابات لبنان هذا بالإضافة إلى تعديات السكان من احتطاب لأجل التدفئة المنزلية والطبخ ومن ثم كسر الأراضي الحراجية وتحويلها إلى أراضي زراعية وكذلك الحرائق ورعي الماعز بالإضافة إلى أعمال تدخين التبغ غير المنظمة.
فوائد الغابات
لاغنى للإنسان عن منتجات الغابة، ومن العسير حصر فوائد الغابات وأثرها في حياة الإنسان، منها فوائد اقتصادية: كإنتاج الأخشاب حيث تعد الغابات مصدر الخشب وهو مادة أولية متنوعة الاستعمال حيث يستعمل الخشب أحياناً بشكل شرائح رقيقة جداً في الموبيليا لصناعة المفروشات أو في صنع الخشب المعاكس أو صنع الكبريت. أما الخشب المضغوط الذي أصبح كثير الاستعمال في هذا العصر فهو يصنع في بلادنا من نفايات صناعة الخشب المعاكس بالإضافة إلى خشب صنوبر بروتيا
وتستعمل أخشاب السنديان والأكاسيا والسرو والصنوبر كعوارض للسكك الحديدية، أما أخشاب الهياكل للأعمال الإنشائية فهي من السنديان والشوح والتنوب.
وفوائد طبيعية وبيئية، تتلخص في حفظ التربة من الانجراف، وزيادة خصوبة التربة حيث يؤدي القطع المتواصل للغابات إلى انهيار المناطق من الناحية البيئية، وتحسين بنية التربة، ووقاية المحاصيل الزراعية إذ تقلل الغابة من حدة الرياح الشديدة فتحمي بذلك المناطق المعرضة للرياح الشديدة والضارة بالمزروعات.
لدرجة أن نجاح زراعة بساتين الحمضيات يستند إلى حد كبير على وجود مصدات رياح. كما أن الغابات تحمي القرى الجبلية من خطر الثلوج والتخفيف من حدة الفيضانات وانزلاق وانهيار الأتربة.
 وتلطيف المناخ حيث تزيد الغابات من الرطوبة الجوية للمناطق الموجودة فيها، حيث تخفض من درجات الحرارة العليا وترفع من الدرجات الدنيا. وتثبيت الرمال المتحركة وتأمين المأوى والمرعى للحيوانات البرية، كما توفر المرعى للحيوانات الأليفة.
وبصورة عامة يمكن القول إن الاحتفاظ بالغابات أمر ضروري للمحافظة على توازن الطبيعة والاحتفاظ بالإمكانات الطبيعية والإنتاجية للبلاد.
 بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية والسياحية كتشغيل الأيدي العاملة وتقوم الغابات بجلب الزوار والاستفادة من أوقات الفراغ.
 وفوائد علمية إذ تعتبر وسطاً ملائماً للعلماء والطلاب لإجراء البحث العلمي والدراسة.
 وفوائد دفاعية وحربية وفوائد صحية وطبية حيث تعتبر الغابات من أفضل الأماكن لإقامة المشافي والمصحات، كما أن للغابات أثراً فعالاً في تنقية مياه الشرب.

عن شبكة المعرفة الريفية - بتصرف