سقوط في هاوية «الأخبار الكاذبة»
لا يصعب ملاحظة أن إقرار مارك زوكربرغ بفشل الـ «سوشال ميديا» في الإعلام العام، يتصل بحملة واسعة من إلقاء اللوم على «فايسبوك» لتأثيره سلباً في نتيجة الانتخابات الأميركيّة، خصوصاً ظاهرة «الأخبار الكاذبة».
وكذلك صدور سلسلة تصريحات من موظفين سابقين في «فايسبوك» عن شعورهم بالقلق إزاء الآثار المضرّة لتلك الشبكة الاجتماعية على المجتم. ولذا، تضمن إعلان زوكربرغ عن الفشل في الاعلام العام، اعترافاً بحدوث أخطاء جسيمة في عمل الشبكة الاجتماعية الأضخم عالميّاً، مع وعد بمحاولة معالجتها عام 2018.
بقول آخر، شكّل ذلك محاولة لكسر الحلقة السلبيّة التي عانت منها شبكة «فايسبوك» منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأميركا.
وتذكيراً، عند بداية حملة اللوم، اختار زوكربرغ خطاً مختلفاً تماماً. إذ عارض بشدة في منتصف تشرين الثاني 2016، القول بمسؤولية «فايسبوك» عن نتيجة الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة. لكن عناصر عدّة تجمعت كي تناقض ذلك. إذ أظهر موقع «بازفيد» أنّه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من تلك الحملة، جذبت الأخبار الكاذبة إهتماماً من مستخدمي «فايسبوك» فاق انجاذبهم إلى مقالات كانت تقدّم معلومات حقيقية.
وكذلــك كشــف «فايسبوك» من تلقاء نفسه في أيلول 2017، عن وجود حسابات نشرت أخباراً كاذبة على شبكته، ترجع إلى مؤسسات إعلامية روسية اشترت مساحة إعلانية ضخمة على «فــايسبوك» كي تنشر أخباراً زادت من التوترات الســــــياســيّة أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
وهناك استنتناج آخر يمكن استخلاصه من إشكالية «الأخبار الكاذبة» وحملات التضليل المتهمة بها روسيا. يتلخص الاستنتاج في أنّ التخطيط المدروس يمكّن من استخدام الـ»سوشال ميديا» في التأثير الرأي العام، بل حتى زعزعة الاستقرار.
بقول آخر، من المستطاع التفكير بذكاء في خوارزميات النشر على صفحات الـ «سوشال ميديا»، لصنع تأثير يخدم أهداف معينة. في المقابل، مازال السؤال مفتوحاً: هل حدث تلاعب حقاً في انتخابات الرئاسة التي أدت إلى تنصيب ترامب رئيساً لأميركا؟