لإرسال الطاقة الشمسية من الفضاء إلى الأرض عبر اللاسلكي
بعد جهود بحثية لأكثر من 10 سنوات، نجحت الصين أخيرا في تحقيق تقدما كبيرا في مشروع بناء محطة الطاقة الشمسية الفضائية، وقلّصت بذلك الفارق الذي يفصلها عن الدول المتقدمة في هذا المجال. في هذا السياق، قال رئيس لجنة العلوم والتكنولوجيا بالمعهد الخامس التابع للمجموعة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء لي مينغ، في تصريح صحفي في 1 نوفمبر الجاري، إن الصين بإمكانها أن تصبح أول دولة تمتلك محطة كهربائية للطاقة الشمسية الفضائية، إذا ضاعفت جهود البحث والتطوير في هذا المجال.
وأضاف الباحث في المعهد الخامس التابع للمجموعة الصينية المذكورة وانغ لي، بأن هناك إعتقاد سائد داخل الأوساط العلمية الصينية والأجنبية، في أن الصين لديها القدرة على تحقيق السبق في تطوير محطة الطاقة الشمسية الفضائية.
وبالمقارنة مع الطاقة الأحفورية التي تتجه للنضوب، والمتسببة في العديد من المشاكل البيئية. تتميز الطاقة الشمسية الفضائية، بأكثر فاعلية وديمومة ونظافة. ويسعى العلماء في الوقت الحالي، إلى بناء محطات كهربائية للطاقة الشمسية الفضائية في الفضاء، تقوم بتجميع الطاقة وتحويلها، ثم إرسالها إلى الأرض عبر تقنية اللاسلكي، بقوة توليد تتراوح بين 1 و5 جيغاواط، مايعادل قوة توليد المحطات النووية. وبالمقارنة مع محطات الطاقة الشمسية الأرضية، تتميز محطات الطاقة الشمسية الفضائية بفاعلية أكبر، حيث لاتتأثر بتداول الليل والنهار أو عوامل الطقس وخطوط العرض. كما تتميز بمرونة في إرسال الطاقة، بمافي ذلك المناطق المعزولة والمنكوبة والمنشآت الهامة، من خلال تقنية النقل اللاسلكي. ما قد يمثل ثورة في البنية الطاقية، ويعود بمنافع كبيرة على حياة الإنسان.
لكن بناء محطات الطاقة الشمسية الفضائية، مازال يواجه العديد من التحدّيات التقنية الكبرى. لأن وزن وحجم هذا النوع من المحطّات يفوق بكثير جميع المنشآت الفضائية الحالية. لذا يُسميها العلماء بـ "مشروع مانهاتن" الجديد في مجال الفضاء والطاقة. نسبة للإسم الذي أطلق على مشروع إنتاج السلاح النووي الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد طرح مفهوم محطة الطاقة الشمسية الفضائية لأول مرّة في عام 1968، وقامت الحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية بإستثمار قرابة 100 مليون دولار في إنجاز المشاريع البحثية المتعلقة؛ أما اليابان فقامت في عام 2004، بإدراج مشروع محطة الطاقة الشمسية الفضائية في مخططها طويل المدى لتطوير تكنولوجيا الفضاء، وصنّفته بين مشاريع الفضاء الثلاثة الأكثر دعما على المدى الطويل؛ أما شركات الفضاء الروسية فتعمل على دفع التعاون مع نظيراتها الصينية في مشروع بناء محطة الطاقة الشمسية الفضائية. وتولي كل من الهند وكوريا الجنوبية والإتحاد الأوروبي أيضا أهمية كبيرة لتطوير الأبحاث في هذا المجال.
من جهتها، قامت الصين في عام 2008، بإدراج مشروع الطاقة الشمسية الفضائية ضمن سلّم أولويات المخططات البحثية الوطنية.