الاتحاد «يجدد الثقة» بأيمن الحكيم مدرباً للمنتخب..!
ثبتّ الاتحاد السوري لكرة القدم السيد أيمن الحكيم مدرباً لمنتخبنا الوطني، متجاهلاً المطالب لإقالته.
عقب نهاية الحلم السوري في الوصول إلى المونديال، وعبر محاولةً جديدة في اللعب على الوتر النفسي للشارع الرياضي المتعاطف مع المنتخب، أطلق كل من رئيس المنظمة السيد صلاح رمضان و نائبه تصريحات تفيد بالعمل على استمرارية مسيرة المنتخب سعياً لتحضير الفريق لنهائيات كأس آسيا عبر تأمين لقاءين دوليين وديين مع كل من مصر و البرتغال، والإعلان كذلك عن النية في التعاقد مع مدرب أجنبي عالي المستوى. وذلك بغية امتصاص حالة عدم الرضا الجماهيري في استمرار الحكيم مدرباً للفريق، سرعان ما تبين عدم جدية تلك التصريحات من خلال تذرعهما، بأنّ الاتحاد الرياضي العام لا يوافق على التعاقد مع المدرب الأجنبي لكثرة التكاليف وأنّ التعاقد معه كذلك يتطلب موافقة السيد أيمن الحكيم نفسه؟!
حتى اللحظة لم يثبّت سوى لقاء ودي وحيد لمنتخبنا الوطني يجمعه مع نظيره العراقي يوم الثالث عشر من الشهر الحالي على أرض ملعب كربلاء، وقد ذكرت مواقع إعلامية أنّ اللقاء المذكور جاء بدعوة من الاتحاد العراقي بعد اعتذار منتخب أوغندا عن لقاء فريقهم، ليتم الاستعاضة عنه بمنتخبنا. ومع تثبيت السيد أيمن الحكيم على رأس الكادر التدريبي فمن الواضح أن التصريحات تلك لم تكن سوى سيناريو مكرّر لفيلم التعاقد مع المدرب العالمي مورينيو.
بالنظر لمسيرة المنتخب في تصفيات المونديال، يتبين لنا جملة من الأمور:
- أولاً: بعد خسارة المنتخب من نظيره الياباني، تمّ تحميل المدرب السابق للمنتخب السيد فجر ابراهيم مسؤولية النتائج بالكامل. لتجري محاولة استيعاب الشارع الرياضي عبر سعي الاتحاد للتعاقد مع مورينيو ومع عدم امكانية ذلك، و بعد الضغط الجماهيري و الإعلامي للتعاقد مع مدرب وطني أهل للمهمّة، قام الاتحاد بتشويه حقيقة مواقف المدربين نزار محروس و حسام السيد، قبل ان يتم التعاقد مع المدرب أيمن الحكيم. رغم علمهم المسبق بعدم أهليته لذلك.
- ثانياً: يشير التأخر في حل مسألة عودة كابتن الفريق فراس الخطيب الى غياب الرغبة في دعم الفريق بهدف التأهل، قبل أن يجبروا الى حلحلة الموضوع في اللقاءات الأخيرة للفريق ضمن التصفيات.
- ثالثاً: عقب تأهل المنتخب الى الملحق الآسيوي، أكدّت وسائل اعلامية عديدة وجود خلاف بين السيد صلاح رمضان رئيس الاتحاد و السيد فادي الدباس نائب رئيس المنظمة، فالأول ارتأى القبول بالعرض القطري لكي تكون الدوحة أرضاً بديلة لمنتخبنا عوضاً عن ملاكا الماليزية مع تكفّل الاتحاد القطري بتأمين معسكرات استعدادية لمنتخباتنا بالفئات العمرية، في حين تمّ الابقاء على خيار ماليزيا كأرض لمنتخبنا كما يفضّل الثاني في ظل تواجد شركات تجارية خاصة يملكها.
ليتبين في ضوء ذلك، ترجيح كفة بعض الشخصيات حفاظاً على مصالحها الضيقة على حساب المصلحة العامة.
يتبيّن في ضوء ذلك أنّ المعنيين لم يفهموا أهمية الأبعاد الاجتماعية و ثقافة التحدّي التي خلقها لاعبو المنتخب، ليقتصروا بتكريم الفريق واستقباله والاحتفال به بهدف الاستثمار السياسي لإنجازهم، في حين يستوجب الدعم الحقيقي محاسبة المقصرين ممّن جاؤوا من خارج ملاك اللعبة بشعار ضخم (سورية بروسيا)، فيتفردوا باتخاذ كافة القرارات التي تخص منتخباتنا الوطنية والمسابقات المحلية، ويقصوا أصحاب الكفاءات المحلية عن العمل ضمن المنظمّة.