فرص المنتخب الوطني لا تزال قائمة
تعادل المنتخب الوطني السوري مع نظيره الصيني بهدفين لمثلهما في المباراة التي جمعتهما عصر أمس في مدينة ملاكا الماليزية، وذلك ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدور الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم، فيما لا تزال حظوظ المنتخب قائمة، لا سيما بعد خسارة المنتخب الكوري الجنوبي أمام نظيره القطري.
تقدّم المنتخب بهدف محمود مواس عبر ركلة جزاء في الدقائق الأولى من شوط المباراة الأول، وفي منتصف الشوط الثاني، عادل الفريق الصيني النتيجة بهدفٍ من ركلة جزاء كذلك، ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى تقدّم الفريق الصيني بهدفٍ ثاني. وفي الوقت الذي كانت تلفظ فيه المباراة أنفاسها الأخيرة سجّل أحمد الصالح هدف التعادل لمنتخبنا، والذي انتهت معه مجريات اللقاء.
مثّل المنتخب السوري كل من: ابراهيم عالمة، عمرو ميداني (أحمد الدوني)، أحمد الصالح، مؤيد عجان، عمر جنيات، خالد المبيض (نصوح نكدلي)، تامر الحاج محمد، زاهر ميداني، فهد اليوسف (يوسف قلفا)، محمود المواس، مارديك ماردكيان.
فيما غاب عن المنتخب في لقاء أمس، ثلاثي الهجوم فراس الخطيب وعمر السوما وعمر خريبين.
وفي المجموعة ذاتها، تأهل الفريق الإيراني إلى النهائيات العالمية بعد تغلبه على نظيره الأوزبكي بهدفين نظيفين. وفي الدوحة، فاز الفريق القطري على نظيره الكوري الجنوبي بثلاثة أهداف لاثنين، ومع تعادل فريقنا ونظيره الصيني، يصبح ترتيب المجموعة على الشكل الآتي:
1.إيران (20 نقطة)
2.كوريا الجنوبية (13 نقطة)
3.أوزباكستان (12 نقطة)
4.سورية (9 نقاط)
5.قطر (7 نقاط)
6.الصين (6 نقاط)
بعد نهاية لقاء اليوم وفقدان منتخبنا لنقطتين ثمينتين، عاد الانقسام ليسيطر على أراء جمهور المنتخب في الصفحات الخاصّة بدعم الفريق على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد دفعهم إلى ذلك إخفاق المنتخب في الاقتراب نحو المراكز المؤهلة، لا سيمّا ولم يتبق من النهائيات سوى جولتين فقط. فما هي حظوظ منتخبنا في التأهل؟ وهل يقف لاعب محدّد كما اعتبر البعض وراء التعادل الخاسر؟ أم ترجع لضعف القراءة التكتيكية لمدرب المنتخب كما ذهب البعض الأخر، أم في أسباب أخرى؟
بالنظر إلى جدول ترتيب فرق المجموعة، نجد أنّه لا يفصل منتخبنا عن المركز الثالث سوى 3 نقاط فقط، وبالتالي، فإن حظوظ منتخبنا ما زالت قائمة نظرياً فيما لو استطاع الفوز على كل من فريقي قطر وإيران في الجولتين المتبقيتين. وعليه، فإن أمال التأهل ما زالت قائمة.
يرجع البعض خسارة النقطتين إلى لاعب لم يكن في مستواه المعهود وقد يبدو ذلك محقاً، ويرجعه البعض الأخر لضعف قراءة المدرب وهو بالفعل كذلك، ولكن بقراءةٍ متأنية بعيدة عن العواطف وردود الفعل، نجد أنّ معظم لاعبي فريقنا لم يظهر بمستواه المعهود. بمعنى أخر، عندما يكون الفريق بحالة جيدة فحتى لو ارتكب لاعب سيء كم كبير من الأخطاء فإنّ ذلك لا يؤثر على أداء الفريق هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية من البديهي أن يصب فارق الخبرة والإمكانات لمصلحة المدرب العالمي الإيطالي، مارشيلو ليبي، الفائز مع منتخب بلاده بكأس العالم 2006 بفارق كبير عن مدرب منتخبنا السيد أيمن الحكيم، دون أن نغفل تطوّر المنتخب بنسبة فارقة بعد استلامه لتدريبه. فأين الخلل؟
بالنظر لواقع كرتنا على مدى عقود خلت بشكل عام وليس منتخب الرجال فقط، وبالنظر إلى الطريقة التي تدار بها الأمور يتبيّن بوضوح، غياب الخطط الصحيحة في إعداد الفرق الوطنية، والطريقة التي يجري على أساسها تعيين الأجهزة الفنية لتولي تدريبها، وكيفية انتقاء الأسماء الممثلة للفرق، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم، ولا يتحمّل مسؤوليتها لاعب محدّد أو مدرّب يوضع تحت تصرفّه مستقبل المنتخب كحقل تجارب، ولا يقف الأمر هنا، فأين خبراتنا الوطنية المعترف لها بقدراتها وإمكاناتها من العمل في المؤسسة الكروية ومع المنتخبات؟ ولماذا تستبعد عن تولي أية مسؤولية في المؤسسة الكروية؟
يتوجّب علينا أخذ الموضوع من جوانب عدة لا من جانبٍ واحد فقط، وبالإجابة على تلك التساؤلات، يتبين لنا أنّ مشكلة كرتنا أصبحت مزمنة وتكمن في منظومة عمل المؤسسة الكروية المستمرة منذ عقودٍ خلت، ليستفيد بظلها القائمون على المؤسسة ومن يمثلون، على حساب رياضة البلد ولاعبيها وخبراتها وجمهورها الواسع كذلك.
أهم أحداث مباراة سورية والصين