التصنيع المضاف هل هو الثورة الصناعية الجديدة؟
التصنيع المضاف الذي يعرف باسم الطباعة ثلاثية الأبعاد، أصبح أكثر وضوحاً في العديد من الصناعات بما في ذلك صناعات الفضاء في السنوات الأخيرة.
إن التصنيع المضاف المعروف باسم الطباعة ثلاثية الأبعاد وغيره من تقنيات التصنيع المتقدمة تقوم على تقصير وتبسيط سلاسل التزويد في العقود القادمة.
وبينما يقوم هذا التصنيع المضاف بذلك، سيهاجر التصنيع بالاتجاه المعاكس إلى الدول الصناعية الحالية والسابقة.
وستمنع التقنيات الجديدة الدول النامية في الوقت نفسه من استخدام التصنيع منخفض المستوى الداعم للنمو الاقتصادي.
التحليل
إن العالم في المراحل الأولى من الثورة الصناعية الجديدة، التي يمكنها أن تعاكس بعض جوانب العولمة. وإن التصنيع المضاف، المعروف باسم الطباعة ثلاثية الأبعاد، فضلا عن الروبوتات الصناعية الذكية وتقنيات التصنيع الأخرى المستندة إلى البرامج، تحد من الاستفادة من انخفاض تكاليف العمالة. في نهاية المطاف، سوف تغير بشكل جذري كيفية تصنيع البضائع من خلال تمكين الصناعات التحويلية إلى الاقتراب من الأسواق الاستهلاكية ويلغي الحاجة للبحث عن العمالة الرخيصة أو إنتاج وتجميع أجزاء في أماكن مختلفة بعيداً عن مصنع التجميع. هذه التغييرات سوف تخفض التجارة في السلع والمكونات الوسيطة وتقلل من الحاجة إلى المخزون المادي، وتؤدي إلى تقصير وتبسيط سلاسل التزويد العالمية على المدى الطويل.
التصنيع المضاف مصطلح واسع ينطبق على الأجهزة التي تستخدم تقنيات مختلفة، بما في ذلك أشعة الليزر والحرارة أو الأشعة فوق البنفسجية، لبناء سلع مصنوعة من أي عدد من المواد. إن إضافة المواد طبقة بعد طبقة تسمح بإنتاج منتجات جديدة أكثر تعقيداً وأخف وزناً واستخدام كميات مواد أقل من تلك التي في قوالب أو غيرها من وسائل التصنيع التقليدية. لأن برامج الكمبيوتر والبيانات الرقمية تتحكم في التصميم، ويمكن للعديد من المنتجات أو المكونات المختلفة أيضاً أن تكون على الجهاز نفسه. إن الصناعات التي تنتج منتجات ذات القيمة العالية، والكميات أو الأجزاء القليلة جداً، بما في ذلك الطب، والفضاء وصناعة السيارات، اعتمدت بالفعل هذه التقانة وستدفع الكثير من التطوير الأولي لها.
التغيرات في التجارة
لن يكون التصنيع المضاف المحرك الوحيد للانتقال الصناعي المقبل الذي يستعد للحد من العولمة أو حتى عكسها. ومع ذلك، جنباً إلى جنب مع إنترنت الأشياء (التي ببساطة وفي جوهرها تربط الأجهزة مع بعضها البعض حتى تتمكن من التواصل وتصبح أكثر كفاءة وفعالية)، والروبوتات الصناعية الذكية والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيات، سوف تحرك التصنيع ليصبح أقرب إلى وجهة الاستهلاك، وسيتم تقصير وتبسيط سلاسل التزويد عن طريق تقليل الحاجة لاستيراد السلع الوسيطة.
إن عدداً من الدول المتقدمة، وخاصة الولايات المتحدة، وأجزاء من آسيا (اليابان، الصين، تايوان، كوريا الجنوبية وسنغافورة) وشمال أوروبا، تعتقد أنها بكونها الأولى في تطوير واعتماد تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد. سوف تكون أيضاً هي التي تستفيد أكثر من غيرها من التقانات، حيث سترفع إنتاجية القوى العاملة عالية الكفاءة والمهارة لدرجة أن التجمع والتصنيع والمعالجة باستخدام العمالة الرخيصة لم يعد من المنطقي العمل. وبعبارة أخرى، يمكن للطباعة ثلاثية الأبعاد معاكسة الاستعانة بمصادر خارجية.
إن التصنيع المضاف سيعمل على تغيير السياسات المحلية للبلدان كذلك. على سبيل المثال، تسعى الصين لإنهاء اعتمادها على التقانات الأجنبية ولتعزيز قطاع التقانات الخاصة بها. ونتيجة لذلك، فإن إدماج أساليب جديدة للطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون أكثر سرعة هناك مما كان متوقعاً. وقد تصبح تخصصات الإنتاج المختلفة أيضا أكثر تركيزاً حسب المنطقة. وعلاوة على ذلك، يمكن حتى أن تستخدم دعم حكومة الولايات المتحدة لمبادرات التصنيع المضاف للاستفادة في إنعاش حزام صناعة الصلب «الصدأ» الممتد من ولاية بنسلفانيا إلى ميشيغان، معقل التصنيع السابق للولايات المتحدة.
اختفاء المسافة
بين التصميم والإنتاج
ورغم الاعتقاد الشائع في الغرب بأن البلدان النامية قد لا تحقق نتائج على ما يرام حيث الطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من التقانات التي قد تقلل فرصها في النمو. مع تحرك التجارة أكثر نحو المنتجات النهائية -تنتج الكثير من المنتجات في/أو بالقرب من الدول المستهلكة -سوف تكون هناك فرص أقل للبلدان النامية لتعزيز التنمية الاقتصادية والتنويع. ونتيجة لذلك، دور التصنيع المنخفض النهاية، كعامل محفز للتصنيع والنمو في العالم النامي قد يضعف حين تتكشف الثورة الصناعية القادمة، لكن هذا في النهاية قد يفتح أفاقاً غير متوقعة أمام العديد من الدول النامية التي تتطور بها صناعات البرمجة والتصميم، وتصبح إمكانياتها في منافسة الدول الصناعية التقليدية غير محدودة بأي نوع من أنواع العوائق باختفاء المسافة بين التصميم والإنتاج.