كوربين والحزب البريطاني الجديد: كيف يتفادى «فرامة» اليسار الأوروبي
في أوائل تموز، أعلنت النائبة السابقة عن حزب العمال زارا سلطانة نيتها تشكيل حزب يساري جديد بالاشتراك مع جيريمي كوربن. وكتب كوربن على منصة X مؤكداً دوره في الحركة الجديدة: «التغيير الحقيقي قادم»، معبّراً عن إعجابه بقرار سلطانة «المبدئي» مغادرة حزب العمال، والمساعدة في بناء «بديل حقيقي». وأضاف: «الأسس الديمقراطية لنوع جديد من الأحزاب السياسية ستتشكل قريباً. لا تزال النقاشات جارية – وأنا متحمّس للعمل جنباً إلى جنب مع جميع المجتمعات للنضال من أجل المستقبل الذي يستحقه الناس».
وعلى الرغم من بعض الانتقادات من مركز الحزب الموالي لستارمر واليمين المتشنّج، إذ وصفت صحيفة التلغراف الحزب الجديد بأنه «تحالف متطرف بين إسلاميين مؤيدين للإرهاب واليسار المتشدد»، فإن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى وجود شهية واضحة لهذا الحزب الجديد: وفقاً لـ YouGov، فإن واحداً من كل ستة بريطانيين يقولون: إنهم من المحتمل أن يصوّتوا لحزب جديد يقوده جيريمي كوربن. وترتفع هذه النسبة إلى 36% بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عاماً – وهو أمر غير مفاجئ نظراً لأن الشباب البريطانيين يتجهون بشكل متزايد نحو اليسار. كما تشير أحدث التقارير إلى أنّ أكثر من 450 ألف شخص قد وقّعوا لدعم هذا الحزب الجديد.
ومع استمرار حزب العمال في الابتعاد عن جذوره الاشتراكية والتقرّب من اليمين، يشعر كثير من الشباب بالجوع إلى التقدّمية الحقيقية في السياسة. يعتقد الدكتور دان إيفانز، عالم الاجتماع في جامعة سوانزي، إن «إطلاق الحزب في وقت يكون فيه حزب العمال ضعيفاً وغير محبوب بشدة.. لا وقت أفضل من الآن».
رغم أنّ حزب «ريفورم» قد نجح في كسب بعض الناخبين الساخطين من خلال تصوير نفسه كخيار «جذري» جديد، من الواضح أن كثيرين آخرين ظلوا يتوقون إلى بديل يساري. ورغم أن الحزب لا يملك سياسات ملموسة حتى الآن، فمن العادل أن نفترض أنّه سيركز في حملاته على القضايا التي لطالما تحدثت عنها سلطانة وكوربن. يقول الدكتور إيفانز: «أعتقد أنّ السياسات التي سيركزون عليها ستكون من الأساسيات، مثل: فرض ضرائب على الأغنياء، والاستثمار في الخدمات العامة، وملف غزّة».
بالنسبة لكثير من الشباب، من المهم جداً أن يواصل السياسيون دقّ ناقوس الخطر بشأن غزّة. في انتخابات عام 2024، نجح أربعة مرشحين مستقلين مؤيدين لفلسطين، ركّزت حملاتهم بشكل كبير على الحرب في غزّة، في هزيمة منافسيهم من حزب العمال. كوربن، الذي كان أيضاً صريحاً بشأن غزّة خلال حملته، فاز هو الآخر بفارق كبير كمرشح مستقل بعد أن حظر كير ستارمر ترشحه تحت راية حزب العمال.
فيما يخص السياسات الداخلية، يأمل كثيرون أن يقدّم الحزب الجديد شيئاً يسارياً حقيقياً، ويعد بوضع مصالح الأغلبية قبل القلة. تقول تارا: «يتم استهداف الفقراء والأكثر ضعفاً في بلدنا بشكل مستمر. نحن من المفترض أن ندفع الضرائب كي تزدهر مجتمعاتنا ... لقد فقدنا البوصلة في حقيقة أن الحكومة مسؤولة عن رعاية الناس». ويتوافق ذلك مع رأي أوين، البالغ 24 عاماً، الذي يأمل أن يدفع كوربن وسلطانة باتجاه فرض ضريبة على الثروة. يقول: «هناك الآن خرافة ضخمة مفادها أن هناك هجرة جماعية لأصحاب الملايين من المملكة المتحدة، لكنها هراء محض. الناس ينسون أن الأثرياء هم أثرياء لأنهم يمتلكون أشياء موجودة في هذا البلد... لذلك إذا غادروا، فلا يهم».
يرغب كثيرون أيضاً في رؤية قطّاعي الصحة والرعاية الاجتماعية على رأس الأولويات. لكي ينجح الحزب، عليه أن يستلهم نموذج كوربن في 2017 – متمرّد، مناهض للمؤسسة، ومغروس في قلوب الشباب. وتتوسّع قائمة القضايا: السكن، البيئة، الهجرة، تأميم الخدمات الأساسية، الاستثمار الأفضل في الخدمات العامة، إلخ، إلخ. من الواضح أن الشباب يتوقون للتغيير، ويأملون أن يكون هذا الحزب اليساري الجديد قادراً على تحقيقه. لكنهم أيضاً تعرّضوا للخذلان من قبل، ولذلك فإن تفاؤلهم ممزوج بالواقعية.
لم نرَ بعدُ ما الذي سيفعله كوربن وسلطانة، لكن على الأقل، هناك الآن سبب وجيه للأمل في ظل هذا المناخ الكئيب. وكما قال كوربن نفسه: «معاً يمكننا أن نخلق شيئاً مفقوداً بشدة من نظامنا السياسي المعطوب: الأمل».
ضرورة للوقوف في وجه النيوليبرالية
يُعتبر دخول كوربن على خطّ القيادة للحزب تحدياً ضرورياً للمؤسسة النيوليبرالية التكنوقراطية، النخبوية، والموالية للشركات التي تمثل تيار «العمال الجديد»، ويستند هذا التحدي إلى صراع شعبي مضاد للهيمنة يواجه النيوليبرالية. إنّ رسالة كوربين اليوم، في ظلّ ظروف محلية وعالمية جديدة، تغيّرت بشكل جذري، وتبدو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى: التقشف ليس قدراً بل خيار سياسي، ويجب على بريطانيا أن تتوقف عن تسليح «إسرائيل» وتدعم الشعب الفلسطيني، وأن تتوقف عن الاستعداد للحرب وتوسيع حلف الناتو.
لكن هل سيكون هذا التحدي الجديد كافياً لتجاوز قوة المؤسسة التي لاحقته بلا هوادة وشوّهت سمعته حتى أخرجته من قيادة الحزب، بل ومن الحزب نفسه؟ أم أن التاريخ سيعيد نفسه؟ لا تزال المسألة في بداياتها، ولكن إجمالاً، يُعدّ هذا التطور بصيص أمل نادر في زمن مأساوي فعلاً للسياسة العالمية.
نجاح هذا المشروع يعتمد على وحدة واستقرار قيادة الحزب الجديد، وعلى موارده التنظيمية الأوسع، وعلى ردود فعل مؤسسة غاضبة اعتادت فرض إرادتها، وعلى التحديات التي يواجهها أي حزب «ثالث» في نظام انتخابي قائم على مبدأ «الفائز الأول» داخل هيكل ثنائي الأحزاب.
كما يعتمد الأمر على طبيعة الحزب نفسه: هل هو حزب يهدف للوصول إلى السلطة وتشكيل حكومة؟ أم أنه سيشكّل كتلة برلمانية مؤثرة ولكن محدودة، مدعومة بحركة جماهيرية تنشط من خلال الاحتجاجات في الشارع؟
في عام 2015، عندما أطلق كوربن حملته الناجحة لقيادة حزب العمال، واجه الهيمنة النيوليبرالية السائدة بنجاح. وعبّرت ظاهرة «الهوس بكوربن» عن مستويات الحماس الشديد لدى الشباب، إذ قفز عدد أعضاء الحزب إلى أكثر من 500 ألف. وتردّد اسمه في مدرّجات كرة القدم، وكان يُستقبل بحفاوة في مهرجانات جماهيرية كبرى مثل: «غلاستنبري». لقد أجبر كوربن النقاش السياسي على طرح سؤال حول «حتمية» التقشف وتقليص حقوق الطبقة العاملة، ونجح في الضغط على حكومة المحافظين لزيادة الإنفاق الاجتماعي.
تساعدنا أفكار أنطونيو غرامشي حول الهيمنة في فهم المعادلة، حيث يركّز على كيفية محافظة النخب الحاكمة على هيمنتها عبر تشكيل المعايير السياسية والإيديولوجية التي تضمن «القبول» من المجموعات التابعة. فمشروع الهيمنة النخبوية – مثل التاتشرية – يبني «الفطرة السليمة» الجديدة التي تتماشى مع مصالح الطبقة الحاكمة.
مثّل ترشّح كوربن لقيادة العمال عام 2015 لحظة مفاجئة «وربما مبكرة» من الهيمنة المضادة، عبّأ خلالها الدعم الشعبي لمواجهة الإجماع النيوليبرالي. لكنه لم يكن يستند إلى حركة جماهيرية واسعة. ومع ذلك، هزّ هذا الترشّح أركان المؤسسة البريطانية. ولا ننسى تهديد ضباط كبار في الجيش البريطاني بالتمرد إذا ما قرر رئيس وزراء كوربن المستقبلي إخراج البلاد من الناتو.
ندرك جيداً حجم الجهود التي بذلتها الأحزاب الأخرى كالمحافظين، والجناح البرلماني لحزب العمال، ووسائل الإعلام، لتدمير قيادة كوربن. ورغم كل ذلك – أو بسببه – فقد حصد 40% من الأصوات في انتخابات عام 2017، و32 % في 2019. وبحسب صحيفة «ذي إندبندنت» فإنّ كوربن يُعدّ من أكثر السياسيين تعرضاً للتشويه في تاريخ بريطانيا السياسي، إذ تم تشويه صورته في 75% من التغطية الإعلامية له.
منعت شعبية كوربن في صناديق الاقتراع حصول المحافظين على أغلبية عام 2017. وكانت نسبة 40 % من الأصوات التي حصدها هي أعلى نسبة تحوّل لصالح حزب العمال منذ عام 1945، وهي نسبة لم يتمكن حتى توني بلير من تحقيقها في انتخابات 1997.
نعلم أيضاً أن كير ستارمر فاز برئاسة حزب العمال من خلال الإيحاء بأنه سيواصل سياسات كوربن الشعبية. لكنه استفاد أيضاً من رائحة الاتهامات بمعاداة السامية ومن سُمّية الصورة العامة لكوربن– وهي سمعة كان ستارمر ورفاقه في «العمال الجديد» من صنعها. ونعلم أيضاً أن هذه الاتهامات بمعاداة السامية كانت أداة بيد اليمين الداخلي أكثر مما كانت انعكاساً لواقع فعلي. فقد خلص تقرير فورد إلى وجود القليل من الأدلة على تلك المزاعم.
لكن مع فوز ستارمر الساحق في انتخابات 2024، بات واضحاً منذ البداية أن حكومته لن تقدم سوى نيوليبرالية معتادة: دعم للتحالف الأنغلو-أمريكي، لحلف الناتو، ولسياسات الولايات المتحدة بشأن «إسرائيل» وأوكرانيا. وأظهرت نتائج الانتخابات استياءً شعبياً واسعاً، وقليلاً من الحماس الإيجابي تجاه برنامج ستارمر، يتجلّى في تدنّي نسبة الأصوات التي حصل عليها «20.4 % من مجموع الناخبين، و33 % فقط من المصوّتين». كان فوزه الكاسح نتيجة مباشرة لآليات نظام «الفائز الأول» الانتخابي.
في عام 2015، خرجت قيادة كوربن من رحم أزمة هيمنة نيوليبرالية. فقد كشفت الأزمة المالية عام 2008 وما تلاها من تقشف عن فشل «توافق واشنطن». وكان برنامج كوربن – المعادي للتقشف، والمؤيد للتأميم، والرافض للحروب – يلقى صدى لدى جمهور ضاق ذرعاً بتواطؤ حزب «العمال الجديد» مع مصالح الشركات والحروب الخارجية. وقد صاغ كوربن وعمّم «فطرة سياسية» جديدة تقوم على العدالة الاجتماعية، والمساواة، ومناهضة الإمبريالية، ونجح في حشد ائتلاف واسع من الشباب، والنقابيين، والمجتمعات المهمّشة.
وبحلول عام 2024، أصبح واضحاً أن مطلب التغيير لا يزال قائماً، مدفوعاً بالسخط على الركود الاقتصادي، وتخفيضات الرعاية، والتحالفات الجيوسياسية، والدعم العسكري والدبلوماسي المستمر لـ«إسرائيل» في حربها على غزّة. كما وفّرت بريطانيا الدعم لهجمات «إسرائيل» غير القانونية على إيران وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط. ويسعى حزب كوربن الجديد إلى استثمار هذا المناخ، من خلال تقديم رؤية مضادة للهيمنة، تتحدى مقاربة ستارمر «الاعتيادية». وتُعدّ فلسطين – حيث أثبت موقف كوربن فعاليته انتخابياً – نقطة ارتكاز أخلاقية وأيديولوجية.
لكن قدرة الحزب على تحدي الرواية السائدة تعتمد على قدرته في تجاوز القواعد التقليدية. فقد أظهرت نسبة الإقبال المتدنية في انتخابات 2024 «60 %» وضعف تفويض حزب العمال «20.4 % من الناخبين» هشاشة المشهد السياسي، ما يتيح مجالاً لمشروع سياسي جذري. ومع ذلك، تبقى النيوليبرالية متجذرة كـ «فطرة سياسية» في الإعلام والأحزاب الكبرى، وتشكل عدائيتها تجاه كوربن حاجزاً كبيراً أمام إعادة تشكيل الوعي العام.
إن نجاح المرشحين المستقلين وتمردات حزب العمال الداخلية يشير إلى قاعدة جاهزة من اليساريين الساخطين، والناخبين الشباب، والمجتمعات المهاجرة. ويمكن أن تشكّل المجموعات المجتمعية والحركات القاعدية نواة هذه الكتلة. كما يمكن أن يكون التحالف مع حزب الخضر أمراً حاسماً. فلدى حزب الخضر حالياً أربعة نواب في مجلس العموم وأكثر من 850 مقعداً في المجالس المحلية بإنكلترا وويلز، بينما لدى الخضر في اسكتلندا سبعة نواب في البرلمان و35 مستشاراً محلياً.
يتوقف نجاح الحزب على توحيد هذه المكونات في قوة متماسكة. فاندفاعة كوربن عام 2015 استفادت من بنية حزب العمال، بينما يفتقر المشروع الجديد إلى هذه الهياكل. ويبقى نظام التصويت عائقاً أساسياً، إذ إنّ حزب العمال حقق «أغلبية ساحقة» عام 2024 بأقل نسبة من الأصوات. لذا، يجب أن يستهدف الحزب الجديد دوائر حضرية وتقدمية، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتجاوز الإعلام العدائي، كما فعل كوربن في 2015-2017.
ومع ذلك، فإن الانقسامات الداخلية «كالأولويات المختلفة بين التيارات اليسارية» وغياب الدعم النقابي «إذ أن معظم النقابات تدعم ستارمر» قد تضعف هذه الكتلة. وكما قلنا، تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى وجود دعم قوي لحزب يساري جديد، خصوصاً بين الناخبين الشباب، ومن شأن حصة وطنية تتراوح بين 10 إلى 15% أن تترجم إلى مكاسب ملموسة في الانتخابات المحلية ضمن دوائر مستهدفة، خاصة المناطق الحضرية والمناطق التي تضم طلاباً بكثافة. للمقارنة، فقد حصد حزب الخضر في انتخابات 2025 المحلية أكثر من 40 مقعداً بحصة أقل، بينما فاز ريفورم بـ677 مقعداً بحصة متوقعة تبلغ 20%، كما قد يؤدي تركيز حزب كوربن على قضايا ذات صدى في المناطق المحسوبة على حزب العمال والتي تشعر بخيبة أمل من قيادة ستارمر، إلى قلب النتائج في مدن مثل: لندن وبرمنغهام ونيوكاسل.
الحزب الجديد سيضيف مزيداً من الاضطراب إلى مشهد سياسي مضطرب أصلاً، ويكشف عن مدى تعمق مشاعر الاغتراب الانتخابي تجاه الأحزاب والمؤسسات الإعلامية التقليدية.
حدث صعود كوربن عام 2015 ضمن سياق عالمي يتسم بأزمة النيوليبرالية، حين برزت حركات مثل: سيريزا في اليونان، وبوديموس في إسبانيا. وقد عزز هذا السياق العالمي من الإمكانات الهيمنية المضادة التي كان يحملها مشروع كوربن، حيث لاقت الدعوات إلى مناهضة التقشف صدىً عابراً للحدود.
وبحلول عام 2024، كانت التوترات العالمية – مثل التنافس الأمريكي-الصيني، وتصاعد السلطوية اليمينية – إلى جانب السخط المحلي، تشير إلى أزمة مستمرة في شرعية النيوليبرالية. ويمكن لحزب كوربن الجديد أن يتحالف مع الحركات اليسارية العالمية، رغم أنّ الانعزالية البريطانية وإرث البريكست «الذي تبنّاه حزب العمال نفسه» يُعقّدان هذا التوجّه.
وقد ينجح الإطار العالمي للحزب في جذب الناخبين الشباب ذوي النزعة العالمية، لكنه قد ينفّر من يركّزون على القضايا المحلية. لذا فإن تحقيق التوازن بين العالمية والمحلية أمرٌ بالغ الأهمية، تماماً كضرورة تجنّب الظهور كحزب ذي قضية واحدة.
يمتلك الحزب الجديد إمكانات عظيمة، لكنه يواجه تحديات شاقة. تكمن قوة جيريمي كوربن في قدرته على إلهام حركة شعبية، لكن ترجمة هذه الحركة إلى حزب فعّال تتطلب تجاوز القوى الهيمنية نفسها التي أطاحت بقيادته لحزب العمال.
لكن هذه القوى اليمينية داخل حزب العمال فقدت مصداقيتها على الساحة اليسارية، وبات يُنظر إليها على أنها هي نفسها التي مهدت الطريق لصعود اليمين المتطرف وحزب Reform UK.
وقد أتاح حزب ستارمر– دون قصد – ولادة كتلة «التحالف المستقل» التي بدأت تتبلور كحركة جماهيرية تطالب بالتغيير. وهذا هو الفرق الجوهري بين المشهد السياسي في 2015 واليوم – وهو ما يمنح التحدي السياسي الجديد الذي يقوده كوربن زخماً حقيقياً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1238