برامج الصواريخ فرط الصوتية الأمريكية تفشل من جديد!

ترجمة: قاسيون

كان البرنامج عبارة عن تسليم سربين من الصواريخ بإجمالي 16 منصّة إطلاق محمولة. ومع ذلك، تمّت إعادة أولى قاذفات الصواريخ التي تمّ تسليمها إلى الجيش الأمريكي في عام 2021، «لإعادة العمل عليها reworks» بعد سلسلة من الاختبارات عليها. من الواضح أنّ عيوب التصميم ستؤخّر بشكل كبير إدخال قاذفات الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت إلى الترسانة الأمريكية.
في عام 2023، نشر «مكتب الميزانية Budget Office» التابع للكونجرس تقريراً عن تطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الولايات المتحدة. بشكل عام، حوى التقرير انتقادات حادّة جداً لكلّ من الجيش الأمريكي ومجمّعه الصناعي العسكري الذي عُهد إليه بتصميم هذه الأسلحة. تم اكتشاف المشكلات التالية، والتي تظهر تراجع المشرّعين الأمريكيين عن قناعتهم بالقدرة على مجاراة الخصوم الذين يملكون أسلحة فرط صوتية متطوّرة. جاء في التقرير ما يلي:
أولاً، كان تصميم الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت محفوفاً بتحديات ماليّة وتقنية كبيرة. ثبت أنّ العديد منها من المستحيل التغلب عليها في الوقت الحالي. على وجه الخصوص، تدمير غلاف الصاروخ بسبب ارتفاع درجة الحرارة الناتج عن سرعة طيرانه.
ثانياً، الحقيقة أنّه في هذه المرحلة من التطوير التكنولوجي، لم يتمّ إثبات فرق في الأداء بين الصواريخ الباليستية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، آخذين في الاعتبار استخدام الخصم لاستراتيجية المناورة المحدودة.
ثالثاً، في المتوسط، تكلفة الدعم وصيانة القدرة القتالية للصواريخ الباليستية أقل بنحو 30٪ من تكلفة إجراء العمليات ذاتها للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
رابعاً، لا توجد مميزات للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بالمقارنة بالصواريخ الباليستية، إذا استخدم الخصم أهدافاً خادعة.
خامساً، قد يكون للغموض النووي أيضاً تأثيره على تطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الولايات المتحدة. قد يخطئ الخصم المشتبه به في الهجوم الصاروخي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت على أنه هجوم نووي، ويقرر الرد. في وضع كهذا، لا يمكن استبعاد استخدام القدرات الهجومية النووية الاستراتيجية.
سادساً، كما أنّ السرعة العالية للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني ​​المتوتر بالفعل. وبالنظر إلى السرعة التي تطير بها هذه الصواريخ، فمن الصعب معرفة الأهداف التي يمكنها ضربها حتى آخر لحظة ممكنة.

برامج كثيرة، وأموال كثيرة، ونتائج باهتة

تقوم البحرية الأمريكية أيضاً بتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت ضمن برنامج IR-CPS «الضربة السريعة التقليدية متوسطة المدى Intermediate-Range Conventional Prompt Strike». من المقرر أن يصل مداها المقصود إلى حوالي 3000 كيلومتر، وستعتمد الصواريخ في إطلاقها على الغواصات النووية وأحدث نماذج السفن الحربية. من المقرر أن يكتمل البرنامج الذي تبلغ تكلفته التمويلية 9 مليارات دولار بحلول عام 2027. ومع ذلك، من المحتمل أيضاً تمديد هذا الموعد النهائي بسبب مشكلات فنيّة تتعلّق بتطوير وحدة خاصّة قادرة على «الإطلاق البارد» للغواصات من طراز فيرجينيا. «الإطلاق البارد: تقنية إطلاق صواريخ باليستية من الغواصات أو البر باستخدام الغاز المضغوط أو البخار لدفعها في الهواء قبل اشتعال المحرك الرئيس».
كما أنّ القوات الجوية الأمريكية لا تقف مكتوفة الأيدي بدورها. لديهم مشروع ARRW «سلاح الاستجابة السريعة المطلق من الجو». سيصل مدى صواريخها التي يتم إطلاقها من القاذفات الاستراتيجية B-52 إلى أكثر من 950 كيلومتراً. في وقت لاحق، يمكن تحويل منصة الإطلاق لتناسب قاذفات القنابل الأكثر حداثة من طراز B-1. لكنّ القوات الجوية واجهت بعض المشكلات أيضاً، فالاختبارات التي أجرَتْها لم تكن كافية للقول بثقة إن الصواريخ ستكون قادرة على القتال في وقت قريب. يعمل المصممون بجد أيضاً على إنشاء صواريخ كروز ذات محرّك نفّاث أسرع من الصوت. ولا ننسى الصواريخ الاعتراضية وأنظمة الكشف والاستهداف.
ربما تكون القضيّة الرئيسة هي أنّ تطوير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الولايات المتحدة هي في بنية التطوير الصناعي العسكري، فالمشاريع قد تم تسليمها إلى حد كبير إلى معاهد البحوث التي يمكنها تحقيق الابتكارات، لكن لا يمكنها بعد ذلك تحويلها إلى شيء ذي فائدة عملية تحقق هدف وجودها. نتيجة لذلك، عانت جميع هذه البرامج والمشاريع من مدى موثوقيتها. في نهاية المطاف، أصبح الوضع على النحو التالي: الولايات المتحدة تمتلك التكنولوجيا، ولكنها غير قادرة على إنتاجها بكميات عمليّة أو كبيرة، لأنّ الكونجرس لن يموّل المشاريع التي لم يتم اختبارها بالكامل. هذه حلقة مفرغة. وحتى ويليام لابلانت، وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستحواذ والاستدامة، يشكك في قدرة صناعة الدفاع الأمريكية على إنتاج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت على نطاق واسع يصلح لإدخالها في الترسانة العسكرية بشكل عملي.
في الوقت نفسه، لا يرغب المصنعون في الانضمام إلى المزايدة لأنهم غير متأكدين من تخصيص التمويل لهم. وبينما يريد البنتاغون تأمين دعم الكونجرس لتمويل الاختبارات والبنية التحتية للمختبرات ومراكز البحث، فإن الكونجرس يمنحهم فقط ثلثي الأموال التي يطلبونها «486 مليون دولار مقابل 817 مليون دولار». هل يؤدي ذلك إلى تدهور ثقة شركات الدفاع في وزارة الدفاع؟ قطعاً يفعل. ويفعل ذلك في المنطقة الأكثر حساسية.
بالنسبة لعام 2024، طلب البنتاغون من الكونجرس تخصيص 11 مليار دولار لتطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. سيتم إنفاق هذه الأموال على المشاريع الجاري تنفيذها بالفعل. ويركز الكونجرس على الحاجة إلى تطوير شيء يمكن أن يعمل على نحو يعوّل عليه، سواء من الناحية العملياتية، أو من ناحية التمويل، لأن الولايات المتحدة تتخلف بالفعل عن روسيا، منافسها الرئيسي في هذا المجال.
هل ستتمكن الولايات المتحدة من تحقيق أهدافها المعلنة في عام 2024؟ ليس من المرجّح ذلك، لأنهم لم يتقنوا بعد فنّ التقييم الصادق لقدراتهم. وهذا واضح من المشاريع التي قاموا بتنفيذها بالفعل. هل يسمح النظام المالي والتصنيعي المهيمن في الولايات المتحدة للأمريكيين بالتعلّم من أخطائهم؟ لننتظر ونرى.