الغاية الأمريكية إبعاد روسيا عن ألمانيا وأوكرانيا مجرّد مسرح
جاك بود - ترجمة: قاسيون جاك بود - ترجمة: قاسيون

الغاية الأمريكية إبعاد روسيا عن ألمانيا وأوكرانيا مجرّد مسرح

يكاد يجتمع المحللون الشرقيون والغربيون ذوو الوزن على أنّ نخب الولايات المتحدة تخشى أكثر ما تخشاه أن يتم عزلهم بسبب تمكّن أوروبا الغربية، وقطبها الصناعي الأبرز ألمانيا، من تثبيت علاقات تجارية سلميّة مع روسيا. الأمر الذي دفع الأمريكيين لزرع جميع قنابل التوتير الممكنة في المنطقة، والتي نشهد ما يحدث في أوكرانيا كنتيجة مباشرة لها.

يعتبر السويسري جاك بود من المحللين الذين يشاركون هذه الفكرة. عمل جاك كرئيس لمكتب «السياسات والمبادئ» في قسم عمليات الحفاظ على السلام في الأمم المتحدة، الذي يقوم عمله على تحديد العوامل التي تؤدي إلى الحرب، وبالتالي فهم كيفيّة التوصل إلى السلام. كما أنّه عمل مع الناتو معاراً من وزارة الخارجية السويسرية على مشاريع في أوكرانيا بعد ٢٠١٤، وكذلك عمل في مشروع الذكاء الإستراتيجي في كلّ من روسيا وأوكرانيا. لدى جاك حقّ الاطلاع على وثائق قلّة من يتمكنون غيره من الاطلاع عليها.

  • كيف تقيّم الهجوم الروسي؟

على المرء أن يأخذ بالاعتبار خلفيّة مثل هذا القرار. أولاً، يجب أن نكون واضحين بأنّ بوتين ليس مجنوناً ولم يفقد اتصاله بالواقع. إنّه رجل منهجيّ ومنظّم جداً، أي بكلمة أخرى: روسيّ جداً.
أعتقد بأنّه كان على دراية بعواقب عمليته في أوكرانيا، وقام بتقييم الأمر- وكان محقاً بتقييمه- بأنّه سواء نفّذ عمليّة صغيرة لحماية سكان دونباس، أو عملية ضخمة تأخذ بالحسبان المصالح الوطنية لروسيا ولسكان دونباس، فالعواقب ستكون هي نفسها. ولهذا قرر الذهاب إلى الحلّ الأقصى.

  • ما هو الهدف من العملية برأيك؟

من المؤكد أنّها ليست موجّهة ضدّ السكان الأوكرانيين، والوقائع على الأرض تثبت ذلك. لا تزال روسيا تزوّد أوكرانيا بالغاز ولم يوقفه الروس. لم يغلقوا الإنترنت. لم يدمروا محطات الكهرباء ولا إمدادات المياه. يختلف هذا بشكل كبير عن النهج الأمريكي، ففي يوغسلافيا السابقة أو العراق أو ليبيا، قامت الدول الغربية قبل كلّ شيء بمهاجمة الكهرباء والمياه والبنية التحتية بأكملها.
يقوم النهج الغربي على مبدأ تدمير البنى التحتية، بحيث ينتفض العامة ضدّ حكامهم. هذه إستراتيجية الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، عندما دمروا المدن الألمانية مثل كولون وبرلين وهامبورغ ودرسدن...إلخ. إنّهم يهاجمون السكان المدنيين مباشرة كي يخلقوا انتفاضة، فتخسر الحكومة قدراتها أمام الانتفاضة، فيربحون دون المخاطرة بقواتهم.

  • وما هو النهج الروسي؟

كانوا واضحين: نزع السلاح، والقضاء على النازية. إن تابعت الوضع، فهذا بالضبط ما يفعلونه. الحرب أمر مؤسف بالتأكيد، وهناك ضحايا فيها. لكن وفقاً لأرقام الأمم المتحدة حتّى ٤ آذار، هناك ٢٦٥ قتيلاً من المدنيين الأوكرانيين. بينما أعلن الروس عن مقتل ٤٩٨ جندياً روسياً. يعني هذا أنّ الضحايا من العسكريين الروس أكبر من الضحايا المدنيين. إن قارنت هذا بليبيا أو العراق، فالعكس هو الصحيح عندما يكون الغرب هو من يشنّ الحرب.

  • ما الذي حدث ودفع الروس للبدء بالعمليّة العسكرية؟

المتابع للأحداث والتحضيرات العسكرية، سيُدرك بأنّ الروس لم يتخذوا قرار الهجوم حتّى منتصف شباط. علينا التوقّف عند بضع محطات لنفهم ما حدث. في ٢١ آذار ٢٠٢١، أصدر الرئيس الأوكراني مرسوماً رئاسياً باستعادة القرم. ثمّ بدأ بعدها بتحريك الجيش الأوكراني للجنوب والجنوب الشرقي تجاه الدونباس.
على مدى عام كامل، شهدنا بناء الحشد العسكري الأوكراني عند الحدود الجنوبية. كان زيلينسكي وكذلك وزير دفاعه متأكدين من أنّ روسيا لن تهاجم أوكرانيا، ولهذا لم يكن هناك أيّة قوات تقريباً على الحدود الروسية الأوكرانية. لم يكن هناك أيّة بوادر أو إشارات على نيّة روسيا القيام بعملية عسكرية حتّى كانون الثاني/يناير ٢٠٢٢.

  • ما الذي تغيّر؟ هل في الأمر خدعة؟

لا أظن ذلكّ بتاتاً، فمن الواضح أنّ الروس قاموا مضطرين بالاستجابة للضغوط الأمريكية فقط على أوكرانيا لشنّ عملية عسكرية في الدونباس.
في الحقيقة، ليس للولايات المتحدة اهتمام في أوكرانيا بذاتها، لكن في تلك المرحلة، أرادوا تصعيد الضغط على ألمانيا كيف توقف خطّ السيل الشمالي ٢. أرادوا من أوكرانيا أن تستفزّ روسيا، فإن ردّ الروس، يمكن وضع تجميد خطّ أنابيب السيل الشمالي ٢.
تمّ التلميح لمثل هذا السيناريو عندما زار أولاف شولتز واشنطن، وهو الأمر الذي لم يُرد شولتز بكل وضوح المضي فيه. هذا ليس رأيي فقط، فالأمريكيون أنفسهم يقولون هذا ويفهمونه: الهدف الحقيقي هو خطّ السيل الشمالي ٢. يجب ألّا ننسى بأنّ هذا الخط بُني بناء على طلب ألماني، ولهذا هو في الحقيقة مشروع ألماني. فألمانيا بحاجة إلى المزيد من الغاز كي تتمكن من تحقيق أهدافها في مجال الطاقة والمناخ، والاستمرار بالنمو.

  • لماذا تريد الولايات المتحدة حرباً في أوكرانيا؟

منذ الحرب العالمية الثانية، لطالما كانت سياسة الولايات المتحدة هي منع ألمانيا والاتحاد السوفييتي من العمل مع بعضهما. فمن الناحية التاريخية، هاتان هما القوتان الأكبر في أوروبا، ولطالما كانت هناك علاقات اقتصادية تجمع بينهما، ولطالما حاولت الولايات المتحدة منع ذلك.
على المرء ألّا ينسى أنّه في حال نشوب حرب نووية، فأوروبا ستكون ساحة المعارك. يعني هذا أنّ مصالح أوروبا والولايات المتحدة ليست هي ذاتها. يفسّر هذا سبب قيام الاتحاد السوفييتي في الثمانينات بدعم الحركة السلميّة في ألمانيا، فعلاقات أوثق بين ألمانيا وروسيا ستعني بالنسبة للولايات المتحدة أنّ إستراتيجيتهم النووية لا قيمة لها.

  • ماذا عن انتقاد الولايات المتحدة الدائم لاعتماد أوروبا على الطاقة الروسية؟

من المفارقات أن تنتقد الولايات المتحدة اعتماد ألمانيا أو أوروبا على روسيا في مجال الطاقة. روسيا هي ثاني أكبر مورّد للنفط للولايات المتحدة. تشتري الولايات المتحدة نفطها بشكل أساسي من كندا، ثمّ من روسيا. تليها المكسيك والسعودية. يعني هذا أنّ الولايات المتحدة تعتمد على روسيا أيضاً. كما أنّ هذا الأمر صحيح فيما يخصّ محركات الصواريخ كمثال. لماذا هذا لا يزعج الولايات المتحدة، لكنّه يزعجها اعتماد الأوروبيين على روسيا؟
خلال الحرب الباردة، كانت روسيا- الاتحاد السوفييتي- تحترم دائماً جميع عقود الغاز. طريقة التفكير الروسية في هذا الصدد تشبه كثيراً الطريقة السويسرية، فهي تسعى دائماً للالتزام بالقانون والقواعد. لا يعني هذا بأنّهم لا يملكون مشاعر، لكنّهم يرون في تطبيق القواعد أمراً صحيحاً.

  • ماذا عن نظريّة بريجنسكي بأنّ أوكرانيا هي المفتاح للهيمنة على آسيا، هل تلعب دوراً هنا؟

كان بريجنسكي شديد التأثير في السياسة الأمريكية، ولا يزال تأثيره باقٍ إلى اليوم. لكن لا أظنّ بأنّ هذا الأمر متعلّق بشكل مباشر بهذه الأزمة. أوكرانيا هامّة بالنسبة للأمريكيين دون شك، لكن مسألة السيطرة أو الهيمنة على أوكرانيا ليست المسألة هنا. فالروس لا يهدفون إلى السيطرة على أوكرانيا، ومشكلة الروس في أوكرانيا هي مشكلة إستراتيجيّة.

  • ما الذي يعنيه هذا؟

في المناقشات التي تجري في كلّ مكان في الوقت الحالي، يتمّ تجاهل الأشياء الحاسمة. بالتأكيد، يتحدث الناس عن الأسلحة النووية، لكن الأمر بالنسبة لهم يشبه فلماً ما. لكن الواقع مختلفٌ عن ذلك، ويدرك الروسي هذا. يريد الروس مسافة بين الناتو وروسيا. العنصر الأساسي للناتو هو القوة النووية للولايات المتحدة. هذا هو جوهر الناتو. عندما كنت أعمل مع الناتو، اعتاد ينس ستولتنبرغ الذي كان رئيسي المباشر في ذلك الحين، أن يقول: «الناتو قوّة نووية». اليوم، تنشر الولايات المتحدة أنظمة صواريخ في كّل من بولندا ورومانيا، بما في ذلك منظومات إطلاق MK-41.

1064-3

  • أليست هذه أسلحة دفاعية؟

نعم الولايات المتحدة تقول بأنّ هذه أسلحة دفاعية صِرفة. لكنّ أنظمة إطلاق الصواريخ هذه يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ مضادة للبالستية، وكذلك لإطلاق صواريخ نووية هجومية. توجد هذه المنصات على بعد دقائق من موسكو.

  • إن اكتشف الروس، في حالات التوتر المتزايد في أوروبا، من خلال صور أقمارهم الصناعية أو المعلومات الاستخبارية الأخرى، أنشطة حول منصات الإطلاق هذه تشير للاستعدادات للإطلاق، فهل سينتظرون حتّى يتمّ إطلاق الصواريخ النووية ضدّ موسكو؟

بالتأكيد لن ينتظروا. سيقومون على الفور بشنّ هجوم استباقي. هذا الوضع تفاقم برمته بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للبالستية ABM. في ظلّ المعاهدة، لم يكن بإمكانهم نشر هكذا منظومات صواريخ في أوروبا. كانت الفكرة أن يتمّ الحفاظ على وقت لردّ الفعل في حالة المواجهة، فالأخطاء ممكن أن تحدث.
كان هناك أمر قائم خلال الحرب الباردة. كلّما كان البعد بين الصواريخ النووية أكبر، كان الوقت المتاح للقيام برد فعل أكبر. طالما تمّ نشر الصواريخ النووية قريبة جداً من المناطق الروسية، فلن يكون هناك وقت لرد فعل في حال الهجوم، وسنخاطر بالدخول في حرب نووية شاملة بسرعة أكبر. سيؤثر هذا على جميع الدول المجاورة.
بعد ستّة أعوام من إنشاء الناتو وتوسعه إلى ألمانيا، شكّل الاتحاد السوفييتي مع دول أوروبا الشرقية حلف وارسو. كان أحد الأهداف التي لطالما أرادها الاتحاد السوفييتي هو إبقاء احتمالات الحرب التقليدية قائمة في حال الخطأ، بهدف تجنّب الدخول في صراع نووي مباشر.

  • ألا يزال هذا الوضع قائماً؟

بعد الحرب الباردة، تمّ نسيان الإستراتيجية النووية إلى حدّ ما. لم تعد مسألة الأمن تتعلّق بوضع الأسلحة النووية. كانت حرب العراق وحرب أفغانستان حروباً تمّ خوضها بالأسلحة التقليدية، وكان البُعد النووي بعيداً إلى حدّ ما عن الأنظار. لكن الروس لم ينسوا ذلك.
إنّهم يفكرون بشكل إستراتيجيّ للغاية. في ذلك الوقت، زرتُ أكاديميّة فوروشيلوف للأركان العامة في موسكو. هناك يمكنك أن ترى الكيفيّة التي يفكّر فيها الناس. كانوا يفكرون بشكل إستراتيجي، أي بالطريقة التي يجب على المرء أن يفكّر بها وقت الحرب.

  • أيمكنك رؤية الأمر ذاته اليوم؟

يمكنك رؤيته بكلّ وضوح. الأشخاص الموجودون في السلطة في روسيا يفكرون بشكل إستراتيجي. لدى الروس طريقة تفكير إستراتيجية، أسلوب تفكير عملياتي، وأسلوب تفكير تكتيكي. بينما الدول الغربية، كما رأينا في أفغانستان والعراق، لا إستراتيجية لديهم. هذه هي مشكلة الفرنسيين في مالي، فمالي اليوم تطلب منهم مغادرة البلاد لأنّ الفرنسيين يقومون اليوم بقتل الناس دون إستراتيجية ودون هدف إستراتيجي. أمّا الأمر فمختلف كلياً مع الروس، فهم يفكرون بشكل إستراتيجي.

  • لكنّ الإعلام الغربي يقول مراراً وتكراراً بأنّ بوتين هدد باستخدام الأسلحة النووية!

نعم وضع بوتين القوات النووية قيد التأهب عند مستوى التحذير الأول في ٢٧ شباط. لكن هذه فقط نصف القصّة. أمّا النصف الثاني الحاسم، هو أنّ وزير الدفاع الفرنسي في بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد هدد بالإعلان بأنّ الناتو قوة نووية. كان ردّ بوتين على ذلك برفع مستوى التأهب لقواته النووية. لم يذكر إعلامنا هذا بالطبع. بوتين واقعي، إنّه يقارب الأمور بواقعية ويسعى وراء الهدف.

  • ما الذي حدث في شباط قبيل العملية العسكرية الروسية؟

شهدنا بالترامن مع الحشد الأوكراني المستمر منذ عام، نشاطاً مكثفاً من الولايات المتحدة بالحديث عن أنّ الروس يحشدون كي يبدؤوا عملية عسكرية. قام وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بعرض معلومات استخبارية أمريكية عن سيناريوهات الهجوم الروسي أمام مجلس أمن الأمم المتحدة.
كان لهذا الأمر صدى يذكرنا بالوضع في عام ٢٠٠٢/٢٠٠٣ قبيل الهجوم الأمريكي على العراق. ففي ذلك الوقت أيضاً قال الأمريكيون بأنّ الهجوم مبني على تقارير وتحاليل استخباراتية. في حينه، أعلنت المخابرات الأمريكية بأنّها غير مقتنعة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، ولكن رامسفيلد اختار الاعتماد ليس على المخابرات، بل على مجموعة «سريّة» داخل وزارة الدفاع.
قام بلينكن بالأمر ذاته في السياق الأوكراني. يمكن للمرء أن يلاحظ بسهولة غياب المخابرات الأمريكية، وكذلك المخابرات الغربية الأخرى، عن النقاشات بشكل تام. كلّ ما قام بلينكن بعرضه والحديث مراراً عنه جاء من «فريق النمر» الذي أسسه بلينكن بنفسه داخل وزارة الخارجية.
لم يتمّ تقديم أية سيناريوهات قائمة على تقارير استخباراتية بأنّ روسيا تنوي الهجوم، بل تمّ الاعتماد بشكل كلي على «خبراء» يصنعون تقاريرهم بشكل متوافق مع الأجندات السياسية. حتّى عندما تحدّث جو بايدن في ١٦ شباط عن أنّ الروس على وشك الهجوم، أجاب عن سؤال عن مصدر معرفته لذلك بأنّ لدى أمريكا قدرات استخباراتية جيدة، لكنّه لم يذكر لا وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ولا مكتب المخابرات الوطني، الوكالتين الاستخباريتين الرئيسيتين.
بعد ذلك شهدنا تصعيداً هائلاً من القوات الأوكرانية، وخاصة في دونتسك، بما في ذلك استخدام القصف والمتفجرات. وهو الأمر الذي تمّ توثيقه بالتقارير اليومية لبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE إلى الدونباس

  • ما كان الهدف من ذلك التصعيد؟

كانت تلك بلا شك المرحلة الأولى من الهجوم على دونباس. عندما اشتدّ قصف المدفعية الأوكرانيّة، بدأت سلطات الجمهوريتين بإجلاء السكان المدنيين إلى روسيا. ذكر سيرغي لافروف في مقابلة بأنّ هناك أكثر من ١٠٠ ألف لاجئ قد وصلوا إلى روسيا. كان من الواضح بالنسبة للروس بأنّ ذلك مؤشر على عملية عسكريّة وشيكة واسعة النطاق.
من هنا قام مجلس الدوما الروسي «البرلمان» بالاعتراف في ١٥ شباط باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونتسك، ثمّ وحتّى ٢١ شباط وبعد شيء يشبه المهلة الروسية لأوكرانيا، لم تتوقّف الهجمات بل تصعدت أكثر، فجاء ردّ الفعل الروسي بالاستجابة للمطلب البرلماني.

  • هل حقق الروس أهدافهم؟

الهدفان الروسيان: نزع السلاح، والقضاء على النازية في أوكرانيا. الأول هو من الناحية العملية مُنجز، فالجيش الأوكراني الموجود بغالبيته في الجنوب محاصر وتحقيق تحييده لن يطول.
الهدف الثاني: القضاء على النازية، وهو ليس مجرّد شعار فارغ. فبعد الانقلاب في ٢٠١٤ في أوكرانيا، دعم الغرب من أجل التعويض عن عدم الثقة في القوات المسلحة، إنشاء قوات شبه عسكرية نازية، مثل كتائب آزوف، وهناك الكثير منها. وهذه الكتائب لا تضمّ فقط أوكرانيين، بل متطرفين يمينيين من أكثر من ١٩ جنسيّة، ولديها قرابة ١٠٠ ألف مقاتل.
كنت في ٢٠١٥/٢٠١٦ في أوكرانيا، وكان الناتو يعاني من عدم قدرته على تجنيد الأوكرانيين، لأنّ الجيش لم يكن لديه مصداقية لا بين الشعب ولا حتّى داخل الجيش. هذا ما دفع الناتو بدعم تشكيل قوات شبه عسكرية متطرفة، وتطويرها وتسليحها، وتسليم قيادتها لمتطرفين من الجناح اليميني.
كان هذا امتداداً لظهور اليمينيين المتطرفين في كييف، وانقلابهم على السلطة.

بتصرّف عن:
The policy of the USA has always been to prevent Germany and Russia from cooperating more closely»

معلومات إضافية

العدد رقم:
1064
آخر تعديل على الإثنين, 04 نيسان/أبريل 2022 13:48