الهند وروسيا: من إعادة التفكير إلى التعديل لأجل أوراسيا الكبرى
ديمتري ترينين ديمتري ترينين

الهند وروسيا: من إعادة التفكير إلى التعديل لأجل أوراسيا الكبرى

العلاقات الروسية- الهندية التقليدية جيدة جداً، والكيمياء التي تجمع بين قادة البلدين ممتازة، والشعبان ينظران بشكل جيّد لبعضهما البعض. لكن الارتباطات الاقتصادية تباطأت منذ فترة، والشكوك التي تحرص وسائل الإعلام الغربية على تضخيمها في الآونة الأخيرة بسبب علاقات الهند مع الولايات المتحدة، وروسيا مع الصين، بدأت تجد لها آذاناً مصغية. لكنّ مشروع أوراسيا الكبرى القادر على جلب النفع لكلا البلدين عنى أن يدعو الكثيرون من داخل البلدين إلى إعادة التفكير بالعلاقة التي تربطهما، وبالتأقلم مع الوقائع العالمية الجديدة، وتطويرها بحيث تستعيد قوة نسيجها القادرة على النجاة في عالم الغد.

ترجمة: قاسيون

حملت زيارة بوتين إلى الهند معاني كثيرة أكبر من رمزية في تحمية العلاقات الروسية- الهندية، خاصة أنّها تأتي في وقت زيادة التوتر بين روسيا والغرب، الأمر الذي يمنح الفرصة للهند لإظهار كونها صديقاً جيّداً لروسيا. سبق هذه الزيارة نسخة إستراتيجية الأمن القومي الروسية الصادرة في يوليو/ تموز 2021، والتي تمّ فيها وصف العلاقات مع نيودلهي بأنّها «شراكة إستراتيجية مميزة خاصة». وربّما الأهم هو أنّها تناولت العلاقة مع الهند في القسم ذاته الذي تناولت فيه العلاقة مع الصين. من جهتها الهند أعلنت في الآونة الأخيرة اهتمامها– على لسان ناريندرا مودي– بالمشاريع الاقتصادية في الشرق الأقصى لروسيا، ما يعني أنّ نيودلهي أقرّت بشكل حاسم رغبتها في التطلّع إلى الشرق على طول الطريق إلى فلاديفوستوك. كما أنّ نيودلهي لم تأبه بالاعتراضات الأمريكية ومضت في شراء منظومات الدفاع الجوي إس_400. علاوة على تلقي مودي وسام القديس أندروز الرفيع الروسي، ليكون بذلك واحداً من أربعة زعماء أجانب فقط حصلوا على هذا التكريم.
ينظر الروس العاديون إلى الهند على أنّها دولة صديقة يمكن الاعتماد عليها، والتي تربطها مع دولتهم علاقة خالية من المشكلات تقريباً. يرى الهنود بدورهم روسيا كصديق أثبت كونه أهلاً للثقة على مدى خمسة وسبعين عاماً من استقلال بلادهم، بقي إلى جانب الهند دون أن يتسبب بأيّ ضرر إستراتيجي لهم.
مع ذلك تتراكم القضايا على جبهات عديدة، ما يتطلب من القادرين على تحريك الخيوط الهندية والروسية إعادة التفكير في العلاقة وتعديلها وتطويرها لجعلها مناسبة لبيئة القرن الحادي والعشرين. من الناحية الجيوسياسية العالمية، القضيّة الرئيسية هي أنّ موسكو ونيودلهي– وهم الأصدقاء التقليديون والقدامى– يجدون أنفسهم مرتبطين بقوتين كبريين متنافستين: الصين والولايات المتحدة. منذ النزاع الحدودي بين الهند والصين منذ في 2020 في الهيمالايا والأمور تتداعى باستمرار، ولأنّ روسيا والصين تقفان على حافة المستقبل ضدّ محاولة الولايات المتحدة الإبقاء على النظام العالمي الحالي، يصبح أصعب على جزء من النخب الهندية أن ترى نفسها مستمرة في العلاقات الحسنة مع روسيا دون إغضاب ما يتمنون أن يكون حليفهم: الولايات المتحدة. لكنّ الكثير من النخب الهندية تدرك مدى أهمية البقاء على علاقة جيدة مع روسيا في المشهد العالمي المتغير، وموسكو بدورها تدرك مدى أهمية حماية الشراكة الإستراتيجية الروسية- الهندية من التوترات المرحلية ودعم الثقة المتبادلة بينهما.
من الناحية الجيو- اقتصادية، على الرغم من التعاون المستمر في مجالات تتراوح بين الطاقة النووية والقطب الشمالي وصولاً إلى الفضاء الخارجي، ناهيك عن تطوير الأسلحة وإنتاجها، فالضعف الأكبر في العلاقة الهندية الروسية يكمن في حجم التجارة الصغير والراكد. بينما تملك الهند حجم تجارة مع الصين– وهي التي تربطها بها علاقة متوترة وسيئة سياسياً– 100مليار دولار، وينطبق الأمر ذاته على العلاقة التجارية الهندية الأمريكية. بينما لا يبلغ حجم التجارة الهندية مع روسيا إلّا 10 مليارات دولار. بعد انهيار النموذج القديم للعلاقات الاقتصادية السوفيتية الهندية في عام 1991، تراجعت أحجام التجارة. اعتاد الاتحاد السوفيتي أن يكون من بين أكبر 3 شركاء اقتصاديين للهند، أمّا الاتحاد الروسي اليوم فيقبع في المرتبة العشرين إلى الخامسة والعشرين.
لكن لا تزال روسيا قويّة في بعض المواقع الهامة، وعلى رأسها التعاون العسكري التكنولوجي. منذ أوّل عملية شراء للهند لطائرات ميغ 21 المقاتلة في 1962، كانت تجارة الأسلحة حجر الزاوية في العلاقات الثنائية. مع ذلك، أوضحت الهند رغبتها المتنامية بتنويع وارداتها من الأسلحة في الآونة الأخيرة، وكذلك أعربت مراراً عن نيتها المضي قدماً في تطوير وإنتاج أنظمة الأسلحة بنفسها. أدّى هذا إلى تراجع حصّة روسيا في سوق الأسلحة الهندية. لقد تقلصت حصّة روسيا من السوق الهندية للأسلحة إلى ما يقلّ قليلاً عن 50%، والمنافسة أعظم من أيّ وقت مضى من أوروبا، والأهم من الولايات المتحدة.

أسهل للأرباح

جزء من المشكلة لدى الجانب الروسي أنّ هناك نخباً هامة لا تزال «أوروبية في الصميم» ولا تعبأ كثيراً بالهند. تجد الشركات المملوكة للقطاع الخاص الروسي وجزء من الجهات الفاعلة التي تسيّر قطاع الأعمال الخاصة في روسيا، أنّه من الأكثر ربحيّة القيام بالأعمال التجارية مع أوروبا، وبعض الشركات المملوكة للحكومة الروسية ترى بأنّ الأسهل إجراء الأعمال مع الصين. ليس لوسائل الإعلام الروسية حضور هامّ في الهند، وهي لا تقوم بالشكل الكافي بشرح السياسات الهندية لجمهورها، ولا بنقل أفكار أوراسيا الكبرى إلى الجمهور الهندي. لدى الجمهور الروسي معرفة وفهم محدودان للغاية لما يجري في الهند. ورغم انتعاش العلاقات السياحية والثقافية في السنوات الأخيرة، فهي لم تصل للحدّ المطلوب، ناهيك عن حدّ الوباء منها بشدة. عانت بدورها إعادة الطلاب الهنود للدراسة في الجامعات الروسية– بعد بداية واعدة بحق– من التدهور لأسباب عدّة، يأتي على رأسها قيود الوباء.
المثير للسخرية، أنّه على المقلب الآخر، تمكّن الجزء الميال للغرب من النخب الهندية من جعل قسم كبير من الهنود يميلون ناحية الدعاية الأمريكية والغربية، مستفيدين من الحضور الإعلامي الغربي البارز في الهند، سواء عبر السينما أو الترجمة أو الأخبار المباشرة. بالنسبة لهؤلاء النخب الذين يطمحون بعلاقات أفضل مع الغرب، ولو كان ذلك على حساب المستقبل الهندي والدور الأكبر في مشروع أوراسيا الكبرى، لتغطية القضايا المتعلقة بروسيا، يعتمد الكثير من محرري وسائل الإعلام الهنود على التقارير والتحليلات الغربية الطاغية، وبشكل أساسي على التحليلات الأمريكية والبريطانية التي يُعرف عنها تحاملها الشديد على روسيا وانتقادها. حتّى قطاع التكنولوجيا النابض بالحياة في الهند، لا يربطه سوى اتصالات قليلة جداً مع روسيا والروس.
هذه المشاكل أكبر من أن تحلّها إستراتيجيات قصيرة المدى، ومع ذلك يجب عدم تجاهل إمكانات ارتقاء الشراكة الهندية الروسية إلى مستويات أعلى في العقد المقبل. على الروس أن يعودوا قليلاً إلى الوراء وأن يحاولوا تحديد ما يريدونه من التواصل مع الهند، وأن يقيّموا العقبات التي تعترض السير قدماً ناحية مشروع أوراسيا الكبرى، وما يجب القيام به ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم. هناك الكثير من الإجراءات التي يجب على الروس مراجعتها للتمكن من الحفاظ على شريكهم الإستراتيجي، وتقديم خدمة للنخب الهندية التي تريد حجز موقع لها في خارطة المستقبل.
إعادة التفكير تعني قبل كلّ شيء: رؤية الهند على حقيقتها وإلى أين تتجه. لا يزال البعض في دوائر صناعة القرار الروسي يعتبرون الهند من دول العالم الثالث التي كانت عليها أيام الصداقة السوفيتية الهندية في الستينات والثمانينات من القرن الماضي. من الواضح أنّ هؤلاء يبخسون النجاح الاقتصادي والتكنولوجي المذهل للهند في العقود الثلاثة الماضية حقّه. نتيجة لذلك، لا ينبغي على روسيا أن تتوقع من جارتها الكبيرة في أوراسيا أن تعمل كواحدة من دول عدم الانحياز تتطلع إلى الداخل وتبقى بعيدة عن مسرح الأحداث الدولي وأن تتصرّف ضمن حدود إمكانات الدولة المتوسطة. بدلاً من ذلك، يجب أن يعترف الروس بمكانة الهند الجديدة وأن يصادقوا على طموحها بالتحوّل إلى قوّة عظمى. وأن يفهموا أيضاً ديناميكية تحولها إلى قوة عالمية رائدة في التكنولوجيا الحديثة. يمكنهم عبر فهم هذه الديناميكيات أن يفهموا طموح النخب الهندية عامة، والدور المتعاظم للنخب الميالة للغرب. وكذلك التقارب المتزايد بين الهند والولايات المتحدة، ونجاح الأخيرة بالدفع نحو توتير الأوضاع بين الهند وجارتها.
تعني إعادة التفكير دراسة أقرب للهند الحديثة، وفهماً أعمق لتلك الدولة الشاسعة شديدة التعقيد، والتي تسير ناحية الارتقاء إلى مستوى القوى العظمى العالمية. يجب على الفور البدء بتوسيع الدراسات التي تغطي الهند والجنوب الروسي الموجود في آسيا، وتوسيع التغطية الإعلامية للتطورات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية الهندية، وتعزيز الروابط العلمية والتعليمية والثقافية، وكذلك السياحة وغيرها من العلاقات بين الشعبين، كممهدات غير مباشرة لتعزيز كامل العلاقات.

1051-7

خطوة أخرى ناحية التعديل

التعديل والتأقلم يعني أخذ كلّ الحقائق في الاعتبار عند تطوير إستراتيجية روسيا الخاصة بالهند، وهو الشيء غير الموجود ضمن المستوى غير الرسمي حيث الأعمال والصناعة والقطاعات الخدمية المرتبطة بها بشكل وثيق. من الواضح أن تنمية الشراكة الإستراتيجية يجب أن تبقى هدفاً عاماً لهذه الإستراتيجية التي لم يتم وضعها بعد. يجب هيكلة الشراكة وتصميمها على أنّها شراكة متكافئة، مع إسقاط بعض صانعي القرار في موسكو أيّ بقايا من أيام مواقفها كدولة راعية مع الهند.
على المستوى المفاهيمي، تحتاج روسيا إلى إلقاء نظرة ثانية على إستراتيجية نيودلهي في المحيطين الهندي والهادئ. يمكن لحوار إستراتيجي متعمق مع نيودلهي حول هذا الموضوع أن يدفع الهند لفعل كلّ ما يلزم لتبديد موقف الروس السلبي والمرتاب من هذه الإستراتيجية. لكن الأهم هو أن تعزز الدور التي تبرع فيه بأنّ تصبح الوسيط الموثوق لجعل سياسة الهند تجاه الشرق أقلّ انصياعاً للولايات المتحدة، مع الأخذ بالاعتبار أنّ ذلك قد لا يستغرق وقتاً طويلاً نسبياً تبعاً لكون الداخل الهندي يتفاعل بشكل متسارع مع القضايا الدولية. سيدفع مثل هذا الموقف المتوازن والراشد من قبل روسيا إلى تقليل شكوكها وخوفها من التقارب الروسي-الصيني، أو حتّى التعاون مع باكستان.
يمكن لمثل هذه المناقشات المعمقة أن تمهّد الطريق لإشراك نيودلهي في الحوار الإستراتيجي الأهم حول أوراسيا الكبرى التي تشكّل الإطار الإستراتيجي الذي تعمل روسيا ضمن حدوده، وأن تمنح النخب الهندية القادرة على إدراك ما تعنيه أوراسيا الكبرى لبلادهم، أمام الجمهور الهندي الذي يحاول الغرب تضليله بأقصى ما يستطيع، دفعة قوية للأمام. لدى روسيا نقطة قوّة شديدة في مثل هذا الحوار: المدى الجغرافي- الإستراتيجي الذي يشمل المواقع البحرية بما في ذلك القطب الشمالي والمحيط الهندي والهادئ– كلّ شيء من مورماسك إلى مومباي. تخيلوا ما سيعنيه ذلك للنخب الهندية التي صاغت إستراتيجية الهند حتّى الآن في الغالب من منظور بحري، بأن تتمكن من الحصول على بُعد قاري يبدأ من أفغانستان التي تخشى الهند المستقبل فيها، وآسيا الوسطى، وإيران التي سيتحتم في مرحلة ما على الهند أن تواجه بشكل جدي عدم اتفاقها مع الولايات المتحدة بخصوصها. الوصول لمثل هذا التوفيق بين موسكو ونيودلهي قد يحمل آفاقاً عذبة لجميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، ليصبح الخاسر الوحيد قوى التوتير في الولايات المتحدة.
يمكن لموسكو على هذا الأساس فقط أن تنخرط أكثر وبشكل أوثق مع نيودلهي، لأنّها ستجسد بذلك بشكل واضح منافع الشراكة الآسيوية والأوروبية عبر أوراسيا. الحفاظ على شراكة إستراتيجية بين الهند والصين هو أمر بالغ الأهميّة لمشروع أوراسيا الكبرى الروسي، وذلك على مستوى تحقيق الاستقرار الجيوسياسي في أوراسيا. يمكن لروسيا التي يعلم الجميع عدم امتلاكها لا الرغبة ولا الموارد الكافية للهيمنة على أوراسيا الكبرى، أن تلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على هذا التوازن الأوراسي، ما يعني أنّ المشروع لن يكون قابلاً للحياة دون تفاهم هندي صيني. تتعامل روسيا بواقعية حيال شركائها وعلاقاتهم المعقدة بين بعضهم البعض، وهذا يخولها تسهيل الجهود بشكل استباقي لتحقيق تفاهم أفضل بين بكين ونيودلهي.

الهنود التواقون

ليس لمثل هذا التفاهم أثر إيجابي على المنطقة الصغيرة أو على ثلاثي الهند-الصين- روسيا فقط، بل هو تفاعل ضروري لدفع اللاعبين الآخرين للمشاركة دون تحفظات ودون ترف عدم المشاركة. نتحدث هنا عن دول الاتحاد الأوروبي، وعن دول آسيان. يعني هذا الوصول لأبعد أيضاً عبر السماح بتقوية بناء منظمة شنغهاي كمنصّة حوار على مستوى القارة.
يذهب البعض أبعد من ذلك، فيقولون بأنّ مثل هذه الشراكة المعززة مع نيودلهي ستساعد موسكو على الانخراط أكثر وبشكل عملي في القضايا الأوروبية الآسيوية الهندية، سواء مع واشنطن أو مع طوكيو، المرتبطين بنيودلهي من خلال الحوار الأمني الرباعي. كلّما وجدت الهند أن شراكة روسيا مع الصين مفيدة لإدارة علاقاتها مع بكين، تمكنت موسكو من استخدام علاقاتها مع الهند للتأثير في إستراتيجيات المحيطين الهادئ والهندي. النخب الهندية عموماً– باستثناء قلّة قليلة – تواقة لتحسّن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة من أجل تعزيز فرصها في النمو، ما يعني بأنّ روسيا ليست في مهمة مستحيلة، بل موطّنٌ لها بشكل استباقي لدى نيودلهي، فهؤلاء يفكرون بأنّ الشراكة مع روسيا هي طريقهم الأمثل ناحية دور أكبر في مجموعة بريكس، وأيضاً في الأمم المتحدة.
في عدد من القضايا الإقليمية، من أفغانستان إلى الشرق الأوسط، تحتاج الهند لكي يتم النظر إليها كشريك متميّز لروسيا، وليس كتابع للولايات المتحدة أو حتّى حليفاً لها. لا تريد النخب الهندية أن يتمّ تهميش بلادهم في المناقشات الهامة في المنطقة، كما حدث في المناقشات حول أفغانستان. تفتح القضايا العالمية الجديدة، من انتشار الأوبئة إلى تغيّر المناخ وتحوّل الطاقة، مجالات جديدة واسعة للتعاون بين روسيا والهند، حتّى عندما تتطلّب إدارة دقيقة للاختلافات. التوصل إلى شراكة مبكرة سيعزز الجهود التعاونية، ويدير العناصر التنافسية، ويجعل من الممكن رسم نهج منسّق لما أصبح اليوم قضايا حيوية للمجتمع العالمي.
لا يعني كلّ هذا بأنّ على روسيا أو الهند أن تتمتعا بالعلاقة نفسها التي تسم علاقة الصين بروسيا، فالأمر هنا مختلف تماماً. يبدو هذا مساراً حتمياً لجميع الدول المعنية التي تقرأ المستقبل بشكل أفضل، بما في ذلك نيودلهي وبكين.

بتصرّف عن:
Russia-India: From Rethink to Adjust to Upgrade

معلومات إضافية

العدد رقم:
1051
آخر تعديل على الإثنين, 03 كانون2/يناير 2022 13:11