بقلم: ميشيل شوسودوفسكي بقلم: ميشيل شوسودوفسكي

رامسفيلد ساعد القاعدة على إقامة معقل شمال غرب باكستان

ميشيل شوسودوفسكي مؤلف كتاب: عولمة الفقر، أحد أكثر الكتب مبيعاً، الذي نشر في 11 لغة. وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة أوتاوا، كندا، ومدير مركز أبحاث العولمة. كما يشارك في الموسوعة البريطانية. عنوان كتابه الأخير: حرب أمريكا على الإرهاب الذي صدر في العام 2005. كما أنه مؤلف كتاب: الحرب والعولمة، الحقيقة وراء الحادي عشر من أيلول.

وزيرستان، باكستان

تنوي الحكومة الأمريكية إرسال قوات إلى باكستان لتحييد القاعدة في ملجئها في وزيرستان، شمالي باكستان.

هذه المبادرة جزء من عقيدة «الحرب الوقائية» التي سنتها الحكومة الأمريكية.

تدعي هذه الحكومة أنّ معقل القاعدة الواقع في منطقة جبلية معزولة يشكل تهديداً لأمن أمريكا. وفق إدارة الاستخبارات القومية، «تبقى القاعدة أخطر تهديد للولايات المتحدة. نحن نقدّر بأنّ هذه المجموعة قد حمت وجددت عناصر أساسية في قدراتها للهجوم على الولايات المتحدة، ولاسيما ملجأ آمناً في المناطق القبلية المدارة على الصعيد الفدرالي، وضباطها وإدارتها». (داخل البنتاغون، 26 تموز 2007).

أثناء جلسات مغلقة لمجلس الشيوخ ولجان الخدمات المسلحة والاستخبارات، أكّد جيمس كلابر، نائب وزير الدفاع المكلف بالاستخبارات، تصميم الحكومة على تفكيك «الشبكة الإرهابية»داخل باكستان:

«لم تبق الولايات المتحدة سلبيةً في وقتٍ كانت الشبكة المناضلة المسؤولة عن هجمات الحادي عشر من أيلول ضد نيويورك وواشنطن تجدد قواها شمالي وزيرستان. أعتقد أنّ هدفنا لن يكون القضاء على هذا الملجأ، بل بالتأكيد جعله أقل أمناً وأقل اجتذاباً للقاعدة، مثلما فعلنا بالنسبة للملاجئ الأخرى. (ذكرته وكالة رويترز، 26 تموز 2007).

وزيرستان

صدر هذا التصريح إثر نشر تقرير تقييم الاستخبارات القومي في الحادي عشر من تموز 2007، الذي قدّر إمكانية قيام القاعدة بهجوم على أمريكا. كما اقترح التقرير أنّ المعقل الذي تحضر منه القاعدة عملياتها الإرهابية يقع في المناطق القبلية شمال غرب باكستان. وتتهم كلٌّ من واشنطن وإسلام أباد أعضاء مناضلين من قبائل وزيرستان بـ«إيواء القاعدة ودعم الطالبان».

البيت الأبيض يميل لشن عملية عسكرية أمريكية في باكستان

وفق فرانس تاونسند، مستشارة بوش لشؤون الأمن الداخلي، «لا يستبعد البيت الأبيض استخدام القوة للهجوم على المعسكرات الإرهابية في باكستان». (وكالة فوكس نيوز، 22 تموز 2007).

الجميع متفقون

قامت وزارة الخارجية بتصريحات مماثلة، مستندةً إلى التوافق الذي قام بين مختلف وكالات الاستخبارات. فأثناء جلسات استماع منفصلة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، أعلن نائب وزيرة الخارجية نيكولاس بورنز موافقته مع البنتاغون والبيت الأبيض: «في بعض الحالات، سوف تتصرف الولايات المتحدة من جانب واحد ضد القاعدة في باكستان». (رويترز، 26 تموز 2007).

منطق هذه التصريحات هو أنّ القاعدة تحضّر دونما شك من معقلها في وزيرستان اعتداء كبيراً آخر موجهاً ضد أمريكا وأنه «يتوجب علينا مهاجمتهم».

وفق لجان مجلسي الشيوخ والنواب، تبدى أنّ الانخراط العسكري الباكستاني لن يكون فعالاً. وتطالب هذه اللجان بعملية عسكرية محضرة بعناية وموجهة ضد القاعدة: «توجد القاعدة الآن في منطقة من باكستان لا يمكن عملياً للقوات المسلحة والحكومة الباكستانية الوصول إليها. لطالما كانت هذه المنطقة كذلك. من الصعوبة بمكان شن عملية في هذه المنطقة»، هذا ما صرح به إدوارد جستارو، أفضل خبير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA في مجال التهديدات الدولية. (رويترز).

إيجاد ملجأ آمن لمقاتلي القاعدة؟

تستخدم إدارة بوش التواجد المفترض لقوات القاعدة شمال غرب باكستان لتبرير تدخل عسكري وقائي في بلدٍ ذي سيادة. يمكن لمثل هذه العملية أن تكون ثقيلة العواقب، وقد تؤدي إلى توسيع «حرب الولايات المتحدة على الإرهاب» خارج حدود الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

هل يمثل معقل القاعدة في وزيرستان تهديداً لأمريكا؟ كيف نجحت القاعدة في إقامة قيادة أركانها شمال غرب باكستان؟ السؤال أساسي إذا أردنا تقييم رغبة حكومة بوش في تحييد الشبكة الإرهابية. لقد أقيم معقل القاعدة في الأشهر التي أعقبت غزو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان. بدأت الحملة العسكرية في مطلع شهر تشرين الأول وانتهت أواخر تشرين الثاني 2001. كان الغزو حرباً عقابية موجهة ضد أفغانستان التي اتهمت حكومتها بإدارة طالبان بدعم هجمات الحادي عشر من أيلول. (لا يوجد حالياً برهان على تورط الحكومة الأفغانية في هذه الهجمات).

أواخر تشرين الثاني 2001، استولى تحالف الشمال، تدعمه القاذفات الأمريكية، على مدينة قندز، شمالي البلاد. ثمانية آلاف رجل أو أكثر «حوصروا في المدينة في الأيام الأخيرة من الحصار، نصفهم من الباكستانيين والأوزبك والشيشان ومرتزقة من العرب». (سيمور م. هيرش، ذي غيتواي، نيويوركر، 21 كانون الثاني 2002).

من بين هؤلاء المقاتلين، كان هنالك عدة ضباط كبار من الجيش والاستخبارات الباكستانية، أرسلهم الجيش الباكستاني إلى مسرح العمليات. وقد أيدت واشنطن تواجدهم في صفوف قوات طالبان والقاعدة. وكانت أجهزة المخابرات العسكرية الباكستانية، التي لعبت أيضاً دوراً مباشراً في هجمات الحادي عشر من أيلول، تشرف على العملية.

في تصريحٍ قدمه الرئيس بوش في البيت الأبيض في السادس والعشرين من تشرين الثاني 2001، أكّد تصميم أمريكا على ملاحقة الإرهابيين: «لقد قلت منذ وقت طويل إنّ أحد أهدافنا هو إخراجهم من مكامنهم بقصفهم وجعلهم يهربون كي نحاكمهم. كما قلت إننا سنستخدم كافة الوسائل اللازمة لبلوغ هذا الهدف، وهذا هو بالضبط ما سنفعله».

الغريب أنّ الجيش الأمريكي قد سهّل إخلاء «المقاتلين الأجانب» من منظمة القاعدة الذين كانوا يقاتلون مع طالبان إلى شمال غرب باكستان على متن طائرات عسكرية.

هنالك عدد كبير من أولئك «المقاتلين الأجانب» لم يحاكموا أبداً ولم يحتجزوا ولم يستجوبوا. بل على العكس تماماً: لقد وضعوا، كما يؤكد سيمور هيرش، في أماكن آمنة بأمرٍ من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد:

«لقد أمرت إدارة بوش القيادة المركزية الأمريكية بإقامة ممر جوي خاص لضمان أمن الرحلات الجوية من قندز إلى الجزء الشمالي الشرقي في باكستان.

حصل مشرّف على دعم أمريكا لهذا الجسر الجوي بتحذيرها، إذ قال إنّ الإهانة التي ستتسبب بها خسارة مئات، لا بل آلاف الجنود والعناصر المخابراتية الباكستانية سوف تسيء لبقائه السياسي. وقد قال لي أحد عناصر المخابرات الأمريكية إنّ الولايات المتحدة كانت شديدة الرغبة في مساعدة مشرّف. وأعلن أحد محللي الـCIA أنّه فهم بأنّ القرار بالسماح بالجسر الجوي قد اتخذ في البيت الأبيض وأنّ دافعه هو الرغبة في حماية الزعيم الباكستاني. في تلك الحقبة، كان هذا الجسر الجوي مبرراً، إذ كان عدد كبير ممن ساعد على اختفائهم كما لو بالسحر قادةً من طالبان، كانت باكستان تأمل في أن يتمكنوا من لعب دور في حكومة أفغانية بعد الحرب. وفق هذا العنصر، كان مشرّف يريد استعادة هؤلاء الرجال للحصول على ورقة يلعبها في مفاوضاتٍ مقبلة. كان من المفترض بنا الوصول إليهم، لكن ذلك لم يحدث وبقي رجال طالبان الذين أنقذناهم خارج متناول أجهزة المخابرات الأمريكية».

وفق مسؤول أمريكي كبير في وزارة الدفاع، جرت الموافقة على الجسر الجوي لأنّ الباكستانيين كانوا يعتقدون بوجود عناصر من المخابرات ومقاتلين سريين يفترض بهم الخروج من هناك. (سيمور هيرش، مصدر سبق ذكره).

بعبارات أخرى، كانت الصيغة شبه الرسمية هي التالية: «لقد خدعنا الباكستانيون».

من بين الرجال الثمانية آلاف أو أكثر، استسلم 3300 لتحالف الشمال، ما يعني بقاء 4000 أو 5000 رجل «اعتبروا مفقودين». وفق مصادر من أجهزة المخابرات الهندية (ذكرها هيرش)، جرى إخلاء 4000 رجل على الأقل، من بينهم جنرالان من الجيش الباكستاني. (نفس المصدر) وصفت العملية بوقاحة بأنها «خطأ كبير» أدى إلى «عواقب غير مرغوبة». وفق مسؤولين أمريكيين، «يبدو أنّ ما كان ينبغي أن يكون إخلاءً محدوداً قد خرج عن كل سيطرة، والنتيجة غير المتوقعة هي أنّ عدداً غير معروف من الطالبان ومقاتلي القاعدة قد نجحوا في الالتحاق بالراحلين». (ذكره هيرش).

وقد أكّد مقال من الصحافة الهندية بأنّ أولئك الذين جرى إخلاؤهم، بفضل العم سام، لم يكونوا من الطالبان المعتدلين، بل من الطالبان «الأنقياء والمتشددين» ومقاتلين من القاعدة. (تايمز أوف إنديا، 24 كانون الثاني 2002).

إرهابيون أم قوات مفيدة لأجهزة المخابرات؟

كان إخلاء مقاتلين باكستانيين وأجانب تابعين للقاعدة نحو شمال غرب باكستان جزءاً من عملية للجيش والمخابرات بقيادة عناصر من المخابرات العسكرية الباكستانية بالاتفاق مع نظرائهم من الـCIA.

انضم عدد كبير من أولئك «المقاتلين الأجانب» إلى مجموعتين إرهابيتين رئيسيتين متمردتين من كشمير هما جيش الأنقياء وجيش محمد. وهكذا، تمثلت إحدى أهم عواقب الإخلاء الذي دعمه الأمريكيون في تعزيز هاتين المنظمتين الإرهابيتين الكشميريتين.

إنقاذ مقاتلي القاعدة واختطاف مدنيين

لماذا نظّم الجيش الأمريكي هذا الجسر الجوي الهادف لضمان أمن عدة آلاف من «المقاتلين الأجانب»؟ لماذا لم يعتقلهم ويرسلهم إلى معكسر دلتا في غوانتانامو؟ ما هي الصلة بين إخلائهم من جانب وسجن «مقاتلين معادين» (على أساس اتهامات باطلة) في معسكر الاعتقال في غوانتانامو؟

في حين كان وزير الدفاع يدّعي في ذلك الحين أنّ محتجزي غوانتانامو هم «قتلة وحشيون»، هنالك براهين على أنّ معظمهم كانوا من المدنيين:

«حصل تحالف الشمال على ملايين الدولارات من الحكومة الأمريكية ودفع لاعتقال آلاف المدنيين الأبرياء في أفغانستان بحجة أنهم إرهابيون، وذلك بهدف مساعدة الحكومة الأمريكية على تبرير (الحرب على الإرهاب). جرى توقيف بعض سجناء غوانتانامو على يد جنود باكستانيين كانوا يقومون بدوريات على طول الحدود ويتلقون مكافآت على هذا العمل. واعتقل البعض الآخر أمراء حرب أفغانيون باعوهم للأمريكيين الذين كانوا يقدمون مكافآت لمن يلقي القبض على مقاتلين من طالبان والقاعدة. في التقارير المصنفة لأجهزة المخابرات، يوصف عدد كبير من السجناء بأنهم فلاحون أو سائقو سيارات أجرة أو إسكافيون أو عمال». (شهادة نقلها محامي محمد ساجير، ذكرت في «حرب أمريكا على الإرهاب»).

في حين جرى «إنقاذ» مقاتلي القاعدة ومستشاريهم الباكستانيين الرفيعين بأمر من دونالد رامسفيلد، تعرض مدنيون أبرياء، لم تكن لهم أية صلة بالعمليات العسكرية، لتصنيفهم تلقائياً بأنهم «مقاتلون أعداء»، وللخطف والاستجواب والتعذيب والإرسال إلى غوانتانامو. لماذا؟

هل كانت إدارة بوش تحتاج إلى «تجنيد سجناء» من بين السكان المدنيين واعتبارهم «إرهابيين» بهدف تأكيد التزامها بـ«الحرب الشاملة على الإرهاب»؟ هل كانت تحتاج إلى «سد الفراغ» الذي تركه إخلاء عدة آلاف من مقاتلي القاعدة سراً؟ بعبارات أخرى، هل كانت هذه الاحتجازات جزءاً من حملة دعاية قام بها البنتاغون؟

وبصورة معاكسة، هل كانت حكومة بوش تحتاج لوجود معقل للقاعدة لمواصلة عملياتها في حربها الوقائية على الإرهاب؟ هل كان أولئك «الإرهابيون» ضروريين داخل مجموعة المقاتلين الإسلاميين الكشميريين في سياق عملية عسكرية سرية مشتركة بين المخابرات العسكرية الباكستانية والـCIA؟

أياً يكن السبب، نحن هنا أمام عملية شيطانية لأجهزة المخابرات.

لقد احتجز أكثر من 600 رجل قدموا من 42 بلداً مختلفاً في غوانتانامو. وفي حين يواصل الأمريكيون الزعم بأنهم «مقاتلون أعداء»، لم يضع عدد كبير منهم قدمه يوماً في أفغانستان. لقد اختطفوا في بلدان مختلفة مثل باكستان والبوسنة وغامبيا، ونقلوا إلى قاعدة باغرام العسكرية الأمريكية في باكستان، ومنها إلى غوانتانامو. من بين السجناء، كان هنالك بضعة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً. وفق مسؤولين من البنتاغون، زجّ بهؤلاء الصبيان في غوانتانامو «لأنهم اعتبروا تهديداً وكان بإمكانهم تقديم معلومات ثمينة للسلطات الأمريكية». (واشنطن بوست بتاريخ 23 آب 2003). وفق صحيفة موسليم نيوز البريطانية، «جرى تجاهل كل احترام لمعايير القانون الدولي باختطاف مسلمين من كافة أرجاء العالم ونقلهم إلى غوانتانامو وعدم محاكمتهم»

لقد جرى اعتقال مراهقين لكن أيّاً من «المقاتلين الأجانب» الحقيقيين الذين جرى إخلاؤهم بفضل العم سام لم يجر اعتباره تهديداً للأمن.

ملاحقة القاعدة شمال غرب باكستان

في الأشهر التي تبعت الغزو على العراق، قرر البنتاغون تعزيز عملياته ضد الإرهابيين شمال غربي باكستان بدعم من الجيش الباكستاني. أطلقت هذه العمليات في مناطق الشمال القبلية إثر زيارة نائب وزيرة الخارجية ريتشارد أرميتاج ومساعدة وزيرة الخارجية كريستينا روكا إلى إسلام أباد في تشرين الأول 2003.

نشرت شبكة التلفزيون القومية العملية على الهواء مباشرةً في الأشهر السابقة لانتخابات تشرين الثاني 2004 الرئاسية. تمثلت الأهداف في بن لادن وذراعه اليمنى أيمن الظواهري، اللذين يفترض بأنهما يختبئان شمالي باكستان.

وصف البنتاغون هذه الاستراتيجية بأنها مقاربة «المطرقة والسندان»، حيث «تتغلغل القوات الباكستانية في المناطق القبلية ذات الحكم شبه الذاتي من جانبها الحدودي وتمشّط القوات الأفغانية والأمريكية المناطق غير الصديقة من الجانب الآخر». (ذي ريكورد، كيتشنر، 13 آذار 2004).

في آذار 2004، نقلت صحيفة سانداي إكسبريس البريطانية عن مصدر في المخابرات الأمريكية:

«حوصر بن لادن ونحو خمسين من مناصريه في سلسلة جبال توبا كاكار شمالي مدينة كيتا الباكستانية وروقبوا بالأقمار الصناعية. أرسلت باكستان حينذاك فريقاً خاصاً تضمن عدة آلاف من الجنود إلى منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية».

السخرية المرة هي أنّ هذه هي بالذات المنطقة الجنوبية من باكستان التي أخلي إليها نحو أربعة آلاف «مقاتل أجنبي» بأمر من رامسفيلد في تشرين الثاني 2001. وكانت المخابرات العسكرية الباكستانية هي التي تموّن هذه الوحدات من القاعدة. (UPI)، الأول من تشرين الثاني 2001).

إذن، وحدات الاستخبارات العسكرية الباكستانية التي نسّقت إخلاء المقاتلين الأجانب في تشرين الثاني 2001 لحساب الأمريكيين هي اليوم متورطة في البحث «مطرقة وسندان» عن أعضاء القاعدة شمال غرب باكستان بدعم القوات المسلحة النظامية لهذا البلد.

هذا أمرٌ سخيف من وجهة نظر عسكرية.

لماذا لم يعتقل الأمريكيون مقاتلي القاعدة في تشرين الثاني 2001؟ ألعدم كفاءتهم أم لسوء التحضير العسكري؟ أم أنها كانت عملية سرية تهدف لإنقاذ ودعم «العدو رقم 1»؟ إذ لولا هذا العدو، لما كان هنالك «حرب على الإرهاب». لا بدّ أنّ للعملية معنىً من وجهة نظر الدعاية الحربية: الإرهابيون هم هنالك حقاً، ونحن الذين نقلناهم إلى هناك. عبر ملاحقتهم الآن، نوضح للعالم تصميمنا على تصفيتهم. تحتاج حملة بوش إلى شيءٍ أكثر من «حرب على الإرهاب» نظرية محضة. إنها تحتاج إلى «حرب حقيقية على الإرهاب»، مع قيادة أركان القاعدة في منطقة وزيرستان القبلية التي جرى اختيارها.

أين هو التهديد؟

منذ فترة وجيزة، أصبح تواجد معقل للقاعدة يستخدم لتبرير تدخل عسكري أمريكي في باكستان بذريعة أنه يجري تحضير «هجوم على الأراضي الأمريكية» في هذه الجبال العصية التي ليس فيها إلا القليل من عناصر البنية التحتية وشبكات الاتصالات.

غير معقول؟

آخر تعديل على الخميس, 24 تشرين2/نوفمبر 2016 14:30