لماذا انقلبت تركيا وقطر على سورية وأيدتها روسيا والصين؟!
د. غادة اليافي د. غادة اليافي

لماذا انقلبت تركيا وقطر على سورية وأيدتها روسيا والصين؟!

هذا المقال يحوي الإجابات المنطقية القاطعة على كل التساؤلات المطروحة: لماذا انقلب التركي والقطري على سورية؟ ما هو سر الشرق الأوسط الجديد؟ ما هو سر انقلاب أمير قطر على أبيه وأردوغان على معلمه نجم الدين أربكان؟ ما سبب الأحداث في سورية؟ إلى أين تتجه الأحداث وما هو مستقبل سورية؟ ما هو سر وثائق ويكيليكس؟..

الحرب على سورية

يسأل مواطن قائلاً إن نسبة من تظاهر في لبنان إلى عدد سكان لبنان (مليون من أصل أربعة ملايين لبناني) أكبر من نسبة من تظاهر في مصر نسبة إلى عدد سكان مصر (مليونيين من أصل ثمانين مليون)، وفي لبنان الجيش والمقاومة ليسا تحت سلطة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، فكيف يمكن لمظاهرة إسقاط نظام، ففي لبنان قام السينورة بحفل زفاف ابنه في السراي الحكومي نكاية بالمتظاهرين، بينما في مصر سقط النظام، فما هي أسرار الربيع العربي، ولماذا فقط تركيا وقطر هما رأس الحربة ضد سورية؟.

ما هي قصة الربيع العربي، والثورات المزعومة، ولماذا تريد واشنطن تقسيم المقسم؟ وهل مشروع الشرق الأوسط الجديد حقيقة؟.

بدأت القصة منذ العام 1992 حيث تم إقرار إتفاقية كيوتو للحد من انبعاث الغازات إلى الجو ولمنع تفاقم الاحتباس الحراري، وفي العام 1994 ألزم الإتحاد الأوروبي نفسه بهذه الاتفاقية، وأصبح الغاز أهم من النفط، والغاز موجود في إيران وروسيا، فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في أوروبا وخصوصاً بعد زوال حلف وارسو وبالتالي زوال سبب وجود الناتو.

في العام 1995 عقدت صفقة في قطر أدت إلى انقلاب الابن على أبيه، وجرى ترسيم الحدود مع إيران، وبدأ استخراج الغاز لتلبية الطلب الأوروبي، ومنافسة الغاز الروسي، وجاء هذا بعد أن قامت واشنطن بإشعال الشيشان ويوغسلافيا بوساطة الأفغان العرب.

في العام 1996 كان بوتين قد بدأ بالإمساك بزمام الأمور جراء الوضع في الشيشان، وتأسست شركة غازبروم التي ستصبح هي الحاكم الفعلي لروسيا على غرار الشركات الأمريكية التي تحكم الولايات المتحدة.

مشروع الشرق الأوسط الجديد: واشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقة، وهي في تركمانستان وأذربيجان وإيران ومصر، والغاز الذي كانت تعلم به واشنطن فقط في ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين ولبنان وقبرص، وأدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطباً أوحد يدير العالم، فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي، وكون غاز أذربيجان وتركمانستان الوصول له صعب كونه في منطقة نفوذ روسي، فإن الوصول له سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط وزودت أوروبا بالغاز وأصبحت موسكو عاجزة عن شراء الغاز من آسيا الوسطى، التي سترغم للدخول في النفق الأمريكي، ولكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج إلى سلام في المنطقة، والسلام في المنطقة وفق الشرعية الدولية سيكون بداية نهاية إسرائيل، وهنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط إلى دول طائفية تديرها إسرائيل، بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية، ولكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كانت هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن وهي القضاء على المقاومة في لبنان، فيمكن الوصول إلى الغاز دون حل القضية الفلسطينية، التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن، فكيف بدأت واشنطن العمل للسيطرة على هذه المنطقة، علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة في لبنان.

- الحرب على لبنان في العام 1996 تحت اسم عناقيد الغضب للقضاء على حزب الله والمقاومة، لفرض سلام مع لبنان يؤمن إمدادات الغاز، ولكن فشل العدوان، بل أصبحت المقاومة مشروعة وألزمت إسرائيل أول مرة بتاريخ حياتها للالتزام بتفاهم نيسان، وثم جاء العام 2000 وهو عام النكسة الأمريكية، حيث تحرر الجنوب اللبناني وبالعام نفسه وصل بوتين خصم الغرب إلى السلطة في روسيا، على إثر وفاة يلتسن.

البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد

 أدركت واشنطن أن الغاز القطري أصبح عاجزاً عن المنافسة في السوق الأوروبية، وأن النفوذ الروسي يزيد في أوروبا مع ازدياد الطلب، وليس ذلك فحسب، بل بدأت موسكو بالانتعاش الاقتصادي تستعيد عافيتها، فقررت التحرك، وكان الهجوم بالطائرات على مبنى التجارة العالمي في أمريكا هو مقدمة الهجوم الأمريكي كرد على هزيمة إسرائيل في لبنان ووصول بوتين إلى السلطة والتقارب الصيني الروسي، وسقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكا الجنوبية، وكانت البداية من احتلال أفغانستان، وطبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين ومحاصرتها ومحاصرة روسيا من جهة ثانية ومحاصرة إيران.

في العام 2002، عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان وعبد الله غل اللذين انقلبا على معلمهم أربكان، وأسسا حزب العدالة والتنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا، وكما كان الانقلاب في قطر سببه الغاز كان الانقلاب في تركيا سببه الغاز، فمع ظهور حزب العدالة والتنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو، وعند الأمريكيين حتى الاسم له معنى، فنابوكو اسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عما سمي «سبي نبوخذ نصر لليهود في العراق»، وبعدها بعام تم احتلال العراق فعلاً.

لماذا نابوكو؟ طبعا تدرك واشنطن أن الغاز في آسيا الوسطى محال أن يصلها، وفي إيران الحرب شبه مستحيلة، ولكن روسيا لم تكن تدرك أن البحر المتوسط يحوي الغاز الذي تريده واشنطن، فواشنطن حين أعلنت عن خط نابوكو كانت تعتقد موسكو أن هذا الخط ولد ميتاً، ولكن واشنطن كانت تخطط أولاً للحصول على الغاز من مصر وساحل المتوسط فلسطين ولبنان وقبرص، ومع تقسيم وتدمير سورية ستحصل حكما بلا حرب على الغاز الإيراني، وبالتالي حكما لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري، فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط وأوروبا ووسط آسيا دفعة واحدة، وتكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد.

نابوكو حلم أردوغان

- نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا، ليصدر إلى أوروبا دون المرور في اليونان، فتتحول تركيا إلى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ بـ31 مليار متر مكعب ويصل إلى 40 مليار متر مكعب، ولهذا فإن أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية إلى غاز وسط آسيا مستحيل، أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو، ولم يدرك وقتها حسني مبارك أن يوقع على وثيقة إقالته من السلطة.الصفقة مع أردوغان عبد الله غل وأمريكا:

- يقوم اردوغان وغل بتأسيس حزب إسلامي وتساعده واشنطن على الإمساك بزمام السلطة.

- يقبل هذا الحزب بتقسيم مصر إلى ثلاث دول، والعراق إلى ثلاث دول وسورية إلى أربع دول.

- تتعهد واشنطن بجعل النفوذ على الدول السنية من الدويلات الجديدة لتركيا، وتقبل تركيا بأن يكون النفوذ على باقي الدول لإسرائيل.

- تتعهد واشنطن بأن لا يمر أنبوب الغاز في اليونان كي تضمن تركيا الحصول على كامل قبرص والدخول في الاتحاد الأوروبي على حساب اليونان..

- مقابل أن تحول الولايات المتحدة تركيا إلى عقدة غاز عالمية يقبل أردوغان أن يكون النفوذ على هذه العقدة لواشنطن.

- تساعد تركيا الولايات المتحدة في أفغانستان خصوصا والعراق. الدول التي كانت واشنطن بصدد إنشائها:-

وطبعا التقسيم سيشمل باكستان والخليج والعراق وحتى تركيا نفسها، ويعتقد أن أردوغان وافق على تقسيم تركيا بحيث تصبح دولة صغيرة غنية ولها نفوذ أفضل من دولة كبيرة بلا نفوذ. الولايات المتحدة تشن هجومها الثاني:- رغم وصول أردوغان إلى السلطة، ولكن كان على الولايات المتحدة إقناع حلفائها في الدخول في خط الغاز، فكانت الجزء الثاني من الهجوم بدأ بالثورة البرتقالية في أوكرانيا حيث إمدادات الغاز الروسي، وبدء التحرش بروسيا البيضاء، كذلك حيث إمدادات الغاز الروسي، وثم تم اغتيال رفيق الحريري لبدء الضغط على دمشق، فكانت الحرب على لبنان، ولكن عوضاً عن تهجير أهالي الجنوب بشكل عام، والشيعة بشكل خاص إلى العراق، خسرت إسرائيل الحرب خسارة زلزلت واشنطن نفسها، وكسرت هيبتها.

لجأت واشنطن إلى حلفائها الجدد في أوكرانيا للضغط على الغاز الروسي لكي تضمن الولايات المتحدة الدعم الأوروبي لمشروعها القادم، حيث مازال بجعبتها خطط بديلة، وفعلا قطعت موسكو الغاز عن أوروبا أسبوعين، واشنطن أرسلت رسالة بضرورة عدم الاعتماد على الغاز الروسي، وروسيا أرسلت رسالة بأن دول عبور الغاز هامة وبالتالي حتى لو جاء الغاز من مكان ثان ضربه سهل، ونتج من هذه الحرب خروج البرتقاليين من السلطة برضا أوروبا.

الغضب الروسي..

سارعت موسكو بالرد، وكان رد موسكو عنيفاً، بعد الإعلان عن خط نابوكو، حيث أعلنت غاز بروم بأنها ستستثمر في مشاريع غاز من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، وحتى واشنطن ستجد نفسها تشتري الغاز من روسيا، وأعلنت روسيا عن أربعة خطوط غاز وبدأت فعليا بالعمل وهي:

1 - السيل الشمالي يوصل الغاز من شمال روسيا إلى ألمانيا   عبر البحر دون المرور ببر بيلاروسيا وبدأ تنفيذ هذا المشروع فعلياً وبالتالي خف الضغط الأمريكي على روسيا البيضاء لأن إسقاط بيلاروسيا لن يفيد بعد الآن بوقف إمداد الغاز..

2- السيل الجنوبي عبر البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها يتوزع خط عبر رومانيا هنغاريا النمسا، وجنوبا عبر اليونان إيطاليا،و قد تم إنجاز معظم الاتفاقيات لمد هذا الخط..

3- السيل الأزرق عبر تركيا فسورية والأردن لمد الأردن و«إسرائيل» بالغاز، هذا يثبت أن موسكو لم تكن تعلم بوجود الغاز في المتوسط، وقد تم إلغاء هذا الخط فعلياً، بعد أن علمت باحتياطات الغاز في المتوسط..

4- مد خط من نيجيريا إلى النيجر فالجزائر لتسييل الغاز ونقله إلى أوروبا، ولاحقاً مد أنبوب إلى أوروبا.

5- قامت أيضا غاز بروم بالاستحواذ على نصف حصة شركة ايني الإيطالية في ليبيا، وبدأت بالاستثمار في السودان وزار بوتين مصر على أمل الاستثمار في مصر. ورداً على الخطوات الروسية سيبدأ الربيع العربي، تمهيدا لتقسيم المنطقة وعزل روسيا والصين عن المتوسط، والاستحواذ على غاز مصر والمتوسط، وثم قطع الطريق في شمال آسيا على أية مشاريع روسية، من خلال إسقاط شمال إفريقيا، وهذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثاني.

الربيع العربي

رداً على التصعيد الروسي بدأت واشنطن بالتصعيد، ويمكن القول إن وثائق ويكيليكس كانت مقدمة لبدء الهجوم الأمريكي الجديد على المنطقة، فهذه الوثائق قد تم تسريبها عن قصد ولسبب، وما هي إلا رسالة أمريكية إلى من تبتزهم بالشرق الأوسط مفادها: من لا يسير معنا ستسرب وثائقه، ومن جهة ثانية بين كل ألف وثيقة بالإمكان تسريب وثيقة كاذبة بقصد زرع البلبلة للحرب النفسية.

إذا كان أسر حزب الله لجنود إسرائيليين قد قدم موعد الحرب فساعد حزب الله على النصر فإن إحراق أبو عزيزي نفسه سرع المشروع الأمريكي لينقذ سورية لاحقاً، فتم إسقاط بن علي ولاحقا مبارك وبدء الهجوم على سورية وليبيا دفعه واحدة، ففي تونس حدث انقلاب عسكري تحت غطاء الاحتجاجات الشعبية، وفي مصر الأمر نفسه، ومن تونس دخل السلاح إلى ليبيا ومن مصر دخلت قوات شاركت في أحداث ليبيا، وما المجلس العسكري إلا حالة وقتية تنتظر القرار الأمريكي في حال سقوط سورية، ولكن مع فشل إسقاط سورية توقف العنف الطائفي في مصر، وهذا يعني أن التقسيم مجمد إلى أجل غير مسمى، وبعد أن كان مقرراً تسليم السلطة للإخوان المسلمين جاري حالياً تهميشهم كون الإستراتيجية تغيرت مع عدم قدرة واشنطن على إسقاط سورية.

معادلة إما سقوط سورية أو سقوط الولايات المتحدة

لفهم نتائج ما يحدث على الأرض وخطره على مستقبل واشنطن ذكرت سابقاً عن تزايد النفوذ الروسي في أوروبا وإفريقيا مع تصاعد الدول الناشئة كالبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والصين وتأثيرهم على مصالح واشنطن، وعلى وحدة حلف الناتو، ولكن هناك مخاطر أخرى أكثر كارثية على واشنطن في حال لم تستطيع وضع اليد على مصادر الغاز.

منذ العام 1976 سحبت الولايات المتحدة ذهبها من حماية الدولار وباعته لتنقذ نفسها على حساب العالم، وأصبح العملة الوحيدة في العالم التي لا ترتبط بالذهب ومن تاريخها إذا صعد الذهب هبط الدولار وإذا هبط الدولار صعد الذهب، وطبعا قامت واشنطن بهذه الخطوة بعد أن كادت تصل إلى الإفلاس فسرقت العالم بخطوة أحادية الجانب.

ولكن اليوم هذه الخطوة لا تتكرر، علماً بأن ديون الولايات المتحدة الفيدرالية تعادل 14200 مليار دولار بعد حربيها في العراق وأفغانستان، وما رفع سقف الدين الأمريكي إلا تأجيل للازمة التي قد تدمر الاقتصاد الأمريكي. في السابق كانت واشنطن تسترجع عملتها الخضراء، ومع هذا الاسترجاع كان الدولار يحافظ على قيمته، رغم انه ليس إلا ورقة بلا معادل ذهبي، وخصوصا حين كانت تسيطر على معظم منابع النفط وبشكل خاص في الخليج العربي، الذي لا يسعر النفط بالدولار ويربط عملته بالدولار فقط، بل كل الدولارات التي يقبضها يعيدها إلى واشنطن لشراء بضائع أمريكية، وأسلحة، وكإيداعات فمثلا دولة عربية واحدة لها إيداعات في الولايات المتحدة بقيمة 3400 مليار دولار، ولكن في السنوات الماضية وبعد أن أصبح الغاز ينافس النفط، وبعد كلفة الحروب التي شنتها واشنطن ولم تحصل على ثمنها، والتقارب الروسي الصيني الذي جعل من الصين قوة ترفض شراء سندات الخزينة الأمريكية، ولا تخضع للضغوط الأمريكية برفع قيمة عملتها، فإن مستقبل العملة الخضراء أصبح في خطر، وما تضاعف سعر الذهب خلال السنوات السابقة إلا مؤشر انهيار العملة الخضراء، وبالتالي الأمل الوحيد لواشنطن هو ضمان بيع الطاقة بالدولار الأمريكي حتى لو لم تسيطر عليه، فجزء من حرب الغاز وتحدثنا عنه يتعلق بالنفوذ، والجزء الآخر وهو الأخطر على واشنطن يتعلق بالعملة الأمريكية نفسها، ولفهم شدة الخطر على واشنطن في حال فشلت في مد خط نابوكو لنأخذ الاحتمالات..

الاحتمالات

أولاً، أن تسيطر واشنطن على غاز المنطقة والبدء بعزل الغاز الروسي عن أوروبا فإن واشنطن كما أسلفت في الجزء الأول من هذه الدراسة فإن النفوذ الأمريكي سيمتد إلى وسط آسيا وبالتالي ستصبح واشنطن كذلك شريكاً في نفط وثروات بحر قزوين.

ثانياً، أن تفشل واشنطن في تغذية خط نابوكو وإسقاط الجزائر، وبالتالي هناك ستة أنابيب غاز ستغذي أوروبا دون نفوذ الأمريكيين وبالتالي يصبح الإتحاد الأوروبي تحت رحمة روسيا وحلفائها، وعملة بيع هذا الغاز بيد روسيا، وبالتالي قد لا تكون الدولار، بل من المؤكد أن البيع سيكون بسلة عملات الدولار المتهاوي ليس ضمنها، ويضمن لموسكو نفوذ على ثروات بحر قزوين، وهذا يعني تهاوي النفوذ الأمريكي من إفريقيا إلى آسيا إلى أوروبا ومعه تهاوي العملة الأمريكية. فواشنطن حين شنت عدوانها على سورية كانت تدرك أن عدم سقوط سورية قد يعني سقوط الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا من الواضح أنها كانت تملك خططاً بديلة فما هي الخطط البديلة.

1- توجيه ضربة عسكرية لإيران، ولكن مثل هذه الضربة قد تدمر الاقتصاد العالمي كون أكثر من نصف بترول العالم سيكون تحت الرحمة الإيرانية، فكانت واشنطن تحاول استخراج النفط من خليج المكسيك لعلها تؤمن بديلا للنفط خلال فترة الحرب، ومع التسرب النفطي فشلت في استخراج النفط، وبدأ الوقت يداهمها….

2- إسقاط سورية فشل تماماً ولم تتمكن من وضع يدها على المنطقة.

3- يمكن تلمس الخطط البديلة من خلال دخول القطري على خط إنقاذ اليونان التي كانت كبش الفداء الأمريكي لأردوغان فيما لو نجحت واشنطن بإسقاط سورية، فمن الواضح أن واشنطن بعد أن خسرت مخططاً ضخماً جداً ستعود لسياسة العصا والجزرة، فبعد أن كانت تتآمر مع التركي على اليوناني، الآن واشنطن تؤيد اليوناني ضد التركي، وقطر تستثمر في اليونان، واليونان هي البلد المتوقع أن يدخله خط الغاز الإيراني، فهل ستحرك واشنطن عملية السلام وتعيد محاولة جر الغاز بالطرق السلمية، أم ستقوم بالانتقال إلى تصعيد جديد تجازف فيه بكل ما تملك. من المؤكد أن سورية انتصرت في هذه المعركة، ولكن من المؤكد أن معارك قادمة ستبدأ.

• عن «بانوراما» 17 تشرين ثاني 2011... بتصرف