بصراحة العمل النقابي بين الأساسي والتكميلي
قد يبدو نشاط المنظمة العمالية خلال المرحلة السابقة نشاطاً فعالاً مما يوحي للمتابعين بأن العمل النقابي في أحسن حالاته، لكن ذلك ليس صحيحاً فتقييم العمل بنوعه ونتائجه ودرجة أهميته للطبقة العاملة وأولوياتها لا بكمه وحجم التغطية الإعلامية، فمن خلال متابعة نشاط التنظيم النقابي خلال الأسبوعين الفائتين نلاحظ ارتفاعاً ملحوظاً بعدده وفي كل هيئات المنظمة سواء على مستوى الاتحاد العام ومكتبه التنفيذي أو على مستوى الاتحادات المهنية واتحاد المحافظات ومكاتب النقابات. ويمكن القول بأنها شملت عشرات القطاعات والملفات منها ما هو خارجي كاللقاء مع الهيئة العامة للقوى العاملة في الكويت، ومنها ما هو داخلي كافتتاح المشفى العمالي في حمص ومتابعة وضع عمال البناء في القطاع الخاص بحماة وغيرها. ويمكن رصد حجم الاهتمامات بالنشاطات الاجتماعية والثقافية وكثرة الإنجازات الرياضية العمالية، وكل ذلك جيد ويستحق الثناء لو أنه كان تتمة للعمل النقابي الحقيقي المناط بالمنظمة وليس كما هو عليه الآن، فالعمل الوحيد الذي تجيده إدارة التنظيم في هذه المرحلة الانكباب على الملفات والنشاطات المتممة والكماليات بالتوازي مع الابتعاد عن الملفات الأساسية الكبرى والملحة والجوهرية أيضاً، مما يجعل من أي عمل عديم الفائدة وخالياً من الدسم، فالواقع العمالي الكارثي من جوانبه كافة وفي كلا القطاعين العام والخاص يحتاج لبرنامج عمل يضع القضايا الأساسية والأكثر أهمية في رأس حربته، فملف المفصولين وعمال العقود والإنتاج المعطل وهبوط القدرة الشرائية والفقر والبطالة وضعف الأجور، وغيرها من القضايا التي تضغط على عمل وحياة الطبقة العاملة، هي الملفات التي تحتاج للمعالجة بشكل أساسي وبكامل القدرة والاهتمام، خاصة في ظل استمرار الإجراءات والقرارات الحكومية التي تضرب بمصالح وحياة الطبقة العاملة وسائر الطبقات الضعيفة، وهذا بالطبع لا يجعل قضية الرياضة العمالية واللقاءات الخارجية دون قيمة بل على العكس من ذلك فهي ستأخذ قيمتها من خلال وضعها بمكانها الصحيح من حيث الأولوية. حينها فقط لن يظهر ذلك الامتعاض والاعتراض الشديد على عمل المنظمة بل سيرون بتلك النشاطات إيجابية كبيرة، فما أهمية ميدالية ذهبية هنا ولقاء إعلامي هناك إن كانت الطبقة العاملة لا تجد عملاً آمناً وكريماً ولا تحصل على لقمة عيشها ودفء أولادها وأدوية عجائزها؟ لذلك لا بد من التصدي للملفات الأساسية والأولويات العمالية بعيداً عن الاستعراض الصوري والإعلامي كي لا تستمر الفجوة الكبيرة بين مطالب العمال وسلوك المنظمة العمالية بالاتساع، الذي يهدد إذا ما استمر وحدة الحركة النقابية ووجودها الوظيفي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1258