رسالة اتحاد النقابات العالمي للعام الجديد

إن قرارات مؤتمرنا النقابي العالمي الثامن عشر الذي انعقد في روما في أيار 2022 تحت شعار “متحدون نواصل تلبية احتياجاتنا المعاصرة – ضد الهمجية الإمبريالية الرأسمالية”، وجهت حراك اتحاد النقابات العالمي لتعزيز نضالات الطبقة العاملة في كل ركن من أركان المعمورة.
ومع استمرار الإبادة الجماعية في فلسطين، سيُذكر عام 2023 باعتباره عاماً دموياً في تاريخ البشرية. لقد تسبب عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحلفائهم، في أزمة إنسانية أدت إلى مقتل عشرات الآلاف.
مع اقتراب عام 2024، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي جهودهم ويكثفونها لفرض سيطرتهم السياسية والاقتصادية على الكوكب، وتصبح الحروب والتدخلات الإمبريالية أكثر فأكثر، وتدفع الشعوب الثمن بقتلاها ولاجئيها، هجرة وفقراً. إن اتحاد النقابات العالمي بعمله يرفع راية النضال ضد الإمبريالية والتدخلات، من أجل حل حلف شمال الأطلسي وجميع التحالفات العسكرية، من أجل تفكيك الأسلحة النووية، من أجل السلام والعدالة الاجتماعية.
في عام 2023، استمر الهجوم على الأجور وغيرها من الحقوق العمالية والاجتماعية للعمال وجاء مع الهجوم على الحريات الديمقراطية والنقابية وتكثيف الاستبداد والقمع. لقد استغل رأس المال وممثلوه السياسيون فترة كوفيد-19 من أجل وضع إجراءات أكثر صرامة تقلل من الحق في التنظيم والمطالبة والاحتجاج الجماعي والحق المقدس في الإضراب.
كثفت الحركة النقابية العالمية ذات التوجه الطبقي، حتى عام 2023، نضالها ضد الهجوم على الأجور والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، للدفاع عن الحرية الديمقراطية والنقابية غير المقيدة، وإدانة الهجمة الاستبدادية ضد الشعب الكادح!
سوف يستمر أعضاء اتحاد النقابات العالمي في طليعة رد الفعل النضالي للعمال في جميع أنحاء العالم من خلال النضالات الكبرى والتعبئة والإضرابات في جميع القارات.
والتزاماً بمبادئه وقرارات المؤتمر، سيكثف اتحاد النقابات العالمي في عام 2024 نضاله في المجالات التالية:
تنسيق عمل ونضالات الحركة النقابية المنظمة ذات التوجه الطبقي في جميع أنحاء العالم وتزويدها بالمعلومات والأدوات اللازمة التي من شأنها أن تجعل النضالات أكثر استعداداً وفعالية.
مواصلة تطوير التضامن والتعاون الأممي والعمل المنسق المشترك بين الشعوب والعمال مع النقابات الطبقية في كل بلد كواجهة.
تكثيف التدخلات في المنظمات الدولية التي يشارك فيها اتحاد النقابات العالمي بهدف عرض مطالب ومصالح الطبقة العاملة بشكل أكثر فعالية.
النضال ضد التمييز بكافة أشكاله وتسليط الضوء على القضايا الخاصة المتعلقة بالنساء العاملات والشباب العاملين.
النضال من أجل إعداد صحة وسلامة العمال وبيئة العمل، فضلاً عن التنمية البشرية المستدامة مع التغير المناخي في المقدمة.
ونحن نستعد لاستقبال عام 2024، فإننا على ثقة بأن الحركة النقابية العالمية ذات التوجه الطبقي جاهزة ومستعدة لتمهيد الطريق لنضالات المستقبل، من أجل الدفاع عن مصالح العمال وتلبية احتياجاتهم المعاصرة. من أجل عالم خالٍ من الحروب والتدخلات الإمبريالية، ومن دون أي نوع من التمييز واستغلال الإنسان للإنسان.
أخيراً، يتمنى اتحاد النقابات العالمي للعمال في جميع أنحاء العالم، ولجميع أعضائه وأصدقائه، عاماً جديداً سعيداً ونضالياً، مليئاً بالنضالات، ومليئاً بالانتصارات.