الإضرابات العمالية وتوسعها خطوة ضرورية في مواجهة الرأسمال
يقول إنجلز في مقدمة كتابه «حال الطبقة العاملة في إنجلترا» (إن وضع الطبقة العاملة هي القاعدة الحقيقية ونقطة التحول لكل الحركات الاجتماعية في الحاضر لأنها الذروة العليا والأكثر إفصاحاً عن البؤس الاجتماعي الموجود في عصرنا).
إن الواقع الذي تعيشه الطبقة العاملة في المراكز الإمبريالية وكذلك في الأطراف يؤكد تلك الحقيقة التي أتت في مقدمة الكتاب والتي هي خلاصة المعايشة المباشرة التي قام بها إنجلز عن واقع وحال الطبقة العاملة حيث ما يجري الآن من معارك حقيقية بين العمال والحكومات الممثلة لرأس المال والمدافعة عن مصالحه، يعكس عمق الأزمة التي وصلت إليها الرأسمالية ويؤكد أيضاً أن كنس الرأسمالية والإطاحة بها يأتي عبر الصراع معها بكل الأشكال السياسية والإضرابات وحتى العسكرية منها، وما يجري في أوروبا وأمريكا من حراك عمالي وشعبي يؤكد أيضاً دور الطبقة العاملة في قيادة معارك الخلاص حيث تتصاعد حدة الإضرابات بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال في تلك المناطق، حيث فقد العمال الكثير من الحقوق وخاصة تدني مستوى الأجور وفقدان فرص العمل والهبوط بمستوى المعيشة لدرجه كبيرة عما كانت علية قبل الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الرأسمالية مع بداية انتشار وباء كورونا التي صبت بمعظمها في صالح الأغنياء حيث استطاعوا مراكمة المزيد من الأموال المنهوبة من نتاج عمل العمال وأصبحت الثروة ممركزة في أيدي قلة قليلة من الناهبين الكبار.
هذه الأوضاع دفعت العمال للدفاع عن حقوقهم وهذا كان يتطلب تنظيماً لقواهم من أجل خوض معاركهم الطبقية فبدأت تنشأ النقابات بتنظيم جديد وبممارسة مختلفة عن النقابات السابقة التي كانت على وفاق مع القوى الرأسمالية ومهادنة لها مما جعل الطبقة العاملة في مرمى النيران بشكل مستمر حيث بدأ هذا الوضع يتغير كلما أشتد الصراع بين العمال وأعدائهم، فقد أخذت الإضرابات تنتشر في الفروع والمراكز الإنتاجية والخدمية وبتنظيم عالٍ تستند بشكل أساسي على توافق بين النقابات الناشئة وبين العمال، وأصبح الإضراب يعلن بالتصويت من قبل العمال على القيام به، وهذا الأمر يكسب النقابات قوة إضافية في الذهاب بالمطالب إلى الحدود التي تلبي مطالب العمال وتعبّر عن حقوقهم المطلوب انتزاعها، تارة عبر المفاوضات وتارة عبر الإضراب المباشر، وهذا السلوك الذي تسلكه النقابات مع العمال يجعل منها قوة لا يستطيع رأس المال تجاوز مطالبها ويضطر أرباب العمل للجلوس على طاولة المفاوضات تحت ضغط العمال المضربين عن العمل.
لم تقتصر الإضرابات على بعض الفروع، بل أصبحت شاملة تغطي الشركات ومراكز العمل الأخرى التي تتضامن مع الفروع المعلنة للإضراب.
إن استمرار العمال في تنظيم أنفسهم يعني الخطوة الأولى في تحقيق انتصارهم على أعدائهم الطبقيين الناهبين لقوة عملهم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1147