عمال المكسيك يريدون نقابات مستقلة

عمال المكسيك يريدون نقابات مستقلة

على مدى حوالي 80 سنة، كانت الحركة العمالية الرسمية في المكسيك بمثابة ابتزاز للنقابات والعمال ومصدر التلاعب لحماية الشركات وأرباب العمل: في عام 1938 بدأت عملية محاكاة النقابات في المكسيك، وأصبح لكل قطاع عمالي نقابته الخاضعة للحكومة.

جرى تدجين النقابات الرسمية في مجموعة من اتحادات الشركات وعقود الحماية. تم وضع تفاصيل التوظيف والأجور بين رؤساء الشركات والنقابات، الذين حكموا بقبضة من حديد. وتم إحباط محاولات تشكيل منظمات مستقلة من قبل مجالس العمال منذ عام 1959.
منذ الثمانينيات، أصبحت الظروف أكثر تطرفاً. تضافرت عمليات تخفيض قيمة العملة وبيع الأصول العامة وإدخال اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية عام 1994 لزيادة الهشاشة وتسريح العمال، ورفع ساعات العمل وانهيار الأجور.
خاضت النقابات المستقلة للمعلمين معركتها ضد هذا الظرف، وسُجن قادة النقابات في الخطوط الجوية المكسيكية والمؤسسات الصحية والتعليمية، لمعارضتهم الخصخصة. وعندما تم بيع السكك الحديدية في البلاد، أضرب العمال ولكنهم خسروا. وحاولت شركة الكهرباء تحطيم النقابات المستقلة لعمال الكهرباء عام 2012. وعلى الرغم من وجود بعض النقاط المضيئة في النقابات الجديدة، إلا أن العمل بشكل عام كان في موقف دفاعي. وحصل نفس الشيء في شركات التعدين والمناجم.
في مواجهة مثل هذه الظروف، كان التقدم بطيئاً بشكل محبط. ولكن في السنوات الأخيرة، حقق العمل المنظم نصيباً من الانتصارات، مثل حركة رفع الحد الأدنى للأجور والمكافآت السنوية عام 2018، وعندما لجأ المالكون إلى الحيل. أضرب عمال 48 مصنعاً، وفي النهاية استسلم أرباب العمل، وحقق العمال هذا النصر على الشركات الكبرى بغياب النقابات. وجرى فصل 1000 عامل اعتبروا محرضين. واعتدى حراس الشركات على آخرين. وفي شركة كوكا كولا، أضرب العمال لمدة شهرين وانتصروا على الشركات متعددة الجنسيات بدون النقابات.
وخلال الانتخابات النقابية لعام 2022، انتصرت قائمة النقابة الوطنية المستقلة لعمال صناعة السيارات انتصاراً ساحقاً في مصنع جنرال موتورز، بحصولها على 78 % من الأصوات.
خلال هذه المعارك، كانت الولايات المتحدة تتدخل بشتى السبل لكسر حركة العمال في المصانع التي تملكها خلال عامي 2021-2022. وكانت وزارة العمل المكسيكية تتدخل لصالح الشركات وتأمر بإعادة الانتخابات، واتهمت الولايات المتحدة عمال المكسيك بتزوير الانتخابات. وفي مفاوضات استمرت 50 يوماً، انتزعت النقابة زيادة أجور بنسبة 8.5%، وزيادة في المكافآت الإنتاجية، والحق في التدخل في مجموعة أكبر من الأمور المتعلقة بمكان العمل.
حققت النقابات المستقلة انتصارات انتخابية في أماكن أخرى بنسبة 80% من الأصوات. وفي مصانع أخرى مثل مصنع باناسونيك لأنظمة السيارات، رفعت الولايات المتحدة دعاوى مناهضة للعمال. وأعيدت الانتخابات في جو متوتر. استمر إضراب وكالة الأنباء الحكومية مدة طويلة دون أن تلوح في الأفق حلول لمطالب العمال. وفي نقابة عمال النفط لشركة بيميكس الحكومية، فازت قائمة المدراء والفاسدين على العمال.
يطالب عمال المكسيك بنقابات مستقلة عن الشركات والحكومة، وتسير حركتهم بصعوبة كبيرة لتتجاوز آثار 80 عاماً من النقابات الرسمية والحكومية التي كانت تعمل ضد الطبقة العاملة. وفي نفس الوقت، تحاول الولايات المتحدة التدخل بشتى السبل، كما يحاول المدراء والمالكون السيطرة على النقابات. ولكن الحركة العمالية المكسيكية تتجاوز النقابات الرسمية في كثير من النقاط. وتنشأ منظمات جديدة في العديد من القطاعات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1104