واقع الحرفيين ومطالبهم ... مؤتمر حرفيي طرطوس السنوي 8/6/2022

واقع الحرفيين ومطالبهم ... مؤتمر حرفيي طرطوس السنوي 8/6/2022

إن التنظيم الحرفي، يمثل شريحة كبيرة وواسعة وفاعلة في مجتمعنا، من خلال تأمين السلع والخدمات للمواطنين ودعم الاقتصاد الوطني والتقليل من الاعتماد على الخارج وفسح المجال للخبرات الوطنية وتطويرها لتتماشى مع حاجة السوق، وإن تنظيم هذه الشريحة الكبيرة المنتجة من المجتمع، وبطبيعتها لا مكان لها إن لم تكن منتجة، بحاجة إلى تشريعات وقوانين واهتمام أكثر من الجهات المعنية لتحقيق أهداف يصبو إليها هذا التنظيم الاجتماعي والإنتاجي.

مشكلات إلكترونية وكهربائية

كثير من ممارسي هذه الحرفة، يمارسونها في منازلهم، أو أثناء أو بعد عملهم الوظيفي في دوائر الدولة، والنسبة العظمى من هؤلاء الذين قاموا بالترخيص الإداري ويدفعون الرسوم والضرائب المترتبة عليهم، لكنهم يمارسون عملهم خارج إطار التنظيم الحرفي، وطالب ممثل الجمعية في المؤتمر، ألّا يسمح بممارسة الحرفة أي حرفي لا يعلق على صدر ورشته (الشهادة الحرفية) التي تجيز له العمل أصولاً، وخاصة هذه الحرفة بدأت تتآكل وتتراجع لأسباب عدة، منها مثلاً: ما تطرحه منتجات الثورة العلمية التكنولوجية من بدائل مستمرة ومتكاثفة للأجهزة الإلكترونية وخاصة (السمعية والمرئية)، وكثيراً منها أصبح يعتمد (التكنولوجيا الرقمية) وإصلاحه غير ذي جدوى لأن عمره الزمني محدد، وكثير من هذه الأجهزة الشائعة والتي بقيت من التكنولوجيا القديمة (نسبياً) والتي مازالت في بيوت المواطنين وخاصة (التلفاز) إضافة إلى قدمها زمنياً، لا تتوفر لها قطع تبديلية ذات مواصفات وتتحمل ضغط العمل، وأصبحت الشركات التي أنتجت هذه الأجهزة وطرحتها بالسوق، لا تطرح أياً من القطع الإلكترونية كبدائل للقطع التي تعطب زمنياً، حتى الشركة الوطنية (سيرونكس).

سوق المهن اليدوية

قام بعض أعضاء هذه الجمعية، بمطالبة الجهات المعنية في طرطوس ودمشق، بتخصيص مكان دائم لهم يسمى (سوق المهن اليدوية) لكي يعرف الجميع بأن هناك سوقاً دائمة لمنتجاتهم اليدوية (أسوة بزملائهم في بعض المحافظات)، وتم تحقيق هذا المطلب بتخصيص لهم (نفق) في نهاية (كورنيش البحر) بجانب مرفأ القوارب (مارينا)، لكن ممثليهم طالبوا بالعمل الدعائي والإعلاني له، وجلب الزوار من الوفود التي تأتي إلى المحافظة للسياحة، لأن هكذا سوق كي ينتعش فهو بحاجة إلى زبون يرغب هذه البضاعة (اليدوية والتراثية)، وهذا الزبون بالتأكيد هو زائر أكثر مما هو مواطن من المحافظة، وطالبوا بإمداد السوق بالتيار الكهربائي، لأنه على كورنيش البحر ومعظم زواره بعد المساء، ولأنه (نفق)، دائماً هناك تردد من دخوله من قسم من الزوار لأنه شبه مظلم في بعض المواقع، وباعتبار معظم منتجاته (تراثية) ويتم ممارسة القسم الأعظم منها في الموقع ذاته، طالبوا بالسماح لهم بإضافة (تنور) لصناعة المعجنات في ساحة النفق لإضافة نوع من البيئة التراثية المتكاملة على المكان...!!

هموم الخبز والخبازين

منذ سنوات وفي كل مؤتمر سنوي للحرفيين، يرفع صوته عالياً ممثل جمعية (الصناعات الغذائية)، بأن تكلفة إنتاج (ربطة) الخبز تكلف وسطياً (160) ليرة، وتسعر تموينياً بـ(١٠٠) ليرة، وطالب بإنصافهم بهامش ربح أسوة بأقرانهم من الأفران السياحية، وقال: هل من المعقول، أن تعطوا (المعتمد) الذي ينقل مادة الخبز من المخبز إلى متجره ربحاً (100) ليرة، ونحن الذين ننتج هذه المادة نخسر فيها، وتابع: بأنه لا يوجد فرن خاص، إلا (ويسرق) حتى يستمر، ولا يوجد صاحب فرن إلا وملاحق قضائياً، أنصفونا كي لا نمد أيدينا إلى تلك المادة (المقدسة شعبياً)...، وطالبوا بإعادة إيصال مادة الطحين إلى أفرانهم كما كانت بالسابق لأنهم يدفعون ثمن الطحين للمؤسسة واصلاً إلى أفرانهم، وإعادة مخصصاتهم من مادة المازوت، حيث كانت (١٠٤٠) ليتراً في الشهر، أصبحت (160) ليتراً، وأصبحوا يدفعون ثمن المازوت بالسعر الحر حتى يتم إنتاج مخصصاتهم...!!!

رئيس الاتحاد العام للحرفيين

تحدث في المؤتمر عن الخلل الواضح في تسعيرة الرغيف، نحن لا نستطيع أن نغير السعر، نحن ندعم ثلث تكلفة الخميرة، وهناك تواصل مع (وزير التجارة الداخلية)، وهناك وعود بأن تتم المساعدة، منها على سبيل المثال (المازوت أو الطحين أو غيره). بحاجة لقرارات تنفذ.
المطالبة من قبل جمعية مراكز التدريب الحرفي برفد الورش بالكادر التعليمي (المدارس- والمعاهد الصناعية)، وألّا يعطى الطالب شهادة تخرّج، إلا بعد عمله لشهر كامل (كتدريب عملي) في الورش الصناعية، وأعطيَ مثل عن الصين، بأن هناك خطوط تجميع (آليات) تتم عن طريق طلاب المعاهد، ... وهناك الكثير من الآليات في (المدينة الصناعية) عمرها أكثر من (٤٠) عاماً ولا يوجد بها أوراق، وأصحابها غير قادرين على نقلها إلى ورش صناعية لإصلاحها خارج ورشتها خوفاً من الجمارك،... وكان الحرفي يكفل نفسه بنفسه سابقاً في بعض المصارف، يجب أن تعود، وأيضاً الدورات التي أعلن عنها الاتحاد العام للتدريب على صيانة (الشاشات) الحديثة (سيرونيكس) يجب أن تعود عندما تعود خطوط الإنتاج التي توقفت بفعل الأحداث الأخيرة، ... ومشكلة التكاليف التي تدفع إلى نقابة المهندسين، عندما يريد الحرفي تطوير أو تغيير ( مهنته)، والتي تصل إلى (٧٠٠ ألف حتى أكثر من مليون ليرة)، ... عمولة مادة (الخميرة)، مجحفة بحق الاتحاد العام وهو يقوم بدعم ثلث كلفتها للأفران، وربحها لا يغطي تكاليف العمال والكهرباء...

صندوق المساعدة والتقاعد

هناك صندوقان يمثلان مصالح الأخوة الحرفيين، الأول (صندوق المساعدة الاجتماعية)، وخلال مسيرة مطالب الحرفيين، تمت الاستجابة لتحسين وضعه نسبياً، وبحاجة إلى توسيع دائرة الجباية له خارج جيوب الحرفيين وهي كثيرة، أسوة بأقرانه من الصناديق المهنية في سورية، وما زال تعويض الوفاة (٢٠٠) ألف ليرة ، يشعر الحرفي (بقلة قيمته) ويجب أن تتناسب مع الوضع المعيشي لمجتمعنا، أما الصندوق الثاني (صندوق العجز والشيخوخة)، والتي احتاجت مسيرته (15) عاماً حتى تم العمل فيه، من عام «٢٠٠٥» م حتى عام «٢٠٢٠» م ، ليعلن إيقافه مؤقتاً، مبرراً رئيس الاتحاد العام، بأن الصندوق حتى يستمر بالعمل وفق النظام الداخلي، يجب أن يكون هناك حد أدنى، لم يتجاوز عدد المنتسبين إلى الصندوق (200) حرفي، منهم من حرفيي طرطوس (١٨٣) حرفياً مشتركاً، مع العلم أنه يوجد أكثر من (200) ألف حرفي في سورية، وبهذه المعادلة، يمكن استنزاف موجوداته خلال شهر واحد، لذلك تم إيقافه حالياً، لكن الفكرة قائمة، بانتظار زيادة عدد المنتسبين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1075