بصراحة ... مؤتمر نقابات دمشق مراوحة في المكان

بصراحة ... مؤتمر نقابات دمشق مراوحة في المكان

يعقد اليوم في دمشق 13/2/2022 مؤتمر اتحاد نقابات عمال دمشق حيث امتلأت القاعة بالحضور النقابي وهم أعضاء المؤتمر المفترض أنهم قادمون ليقولوا ما عندهم من مطالب عمّالية ويقولوا ما يخص مكان عملهم والصعوبات التي يواجهونها من نقص باليد العاملة ومن أوضاع الكهرباء ونقص بالمواد الأولية اللازمة لتشغيل المعامل والمنشآت، ومن ضعف كبير في أجورهم وتعويضاتهم كل هذه القضايا تم طرحها في المؤتمرات السابقة.

والآن في مؤتمر دمشق يعاد طرحها مرة أخرى وهذا جيد من حيث شكل الطرح، ولكن السؤال كيف ستستجيب الحكومة لتلك المطالب المتكررة التي طرحت سابقاً وتطرح الآن وستطرح في المؤتمرات القادمة طالما أن الحكومة مطمئنة لموقف النقابات منها وطالما أن النقابات تقوم بدورها المطلوب منها بتأريض عدم الرضا السائد بين الكوادر النقابية من سلوك الحكومة وسياساتها وخططها في جعل الطبقة العاملة ينحدر وضعها المعيشي أكثر فأكثر ويجعل العمال محتارين في السبل التي ستؤمن لهم معيشتهم حتى بالحد الأدنى.
إن ما طرحه بعض النقابيين في المؤتمر من قضايا يعكس المزاج العام السائد بين العمال، ولكن هذا السائد لم يصل بعد إلى مرحلة الرد على الواقع الذي يعيشونه ولا على من سبّب لهم هذا الأمر الذي هم به، والأمور مازالت في طور التراكم الذي سيؤدي عند نضج الظروف الذاتية للعمال أن يتحول إلى فعل حقيقي يعبر عن عمق مصالح وحقوق العمال المسلوبة والمهدورة لصالح قوى النهب الكبرى.
إن قوى رأس المال تسعى إلى استباق الأمور في حال تطورها من جهة العمال بالمطالبة بتعديل قانون العمل رقم 17 بما يلبي إمكانية السيطرة والهيمنة أكثر على حقوق ومصالح العمال في القطاع الخاص الذين غاب صوتهم وحتى وجودهم الفعلي المتناسب مع عددهم وما يشكلونه من وزن في التعداد العام للعمال السوريين في مؤتمر نقابات دمشق.
النقابات أيضاً طالبت بتعديل القانون 17 ولكن دون المساس بالمواد 64،65 التي تتيح لأرباب العمل تفعيل سلاح التسريح التعسفي بحق العمال «المشاغبين» كما حدث في أحد المعامل الذين أضرب عماله وقام صاحب المعمل بالتسريح الجماعي للعمال المحرضين على الإضراب، ولم تحرك وزارة العمل أو النقابات ساكناً من أجل حماية هؤلاء العمال.
إن للباطل جولة وإن غداً لناظره لقريب.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1057