بصراحة: المؤتمرات النقابية.. مزيد من شد الأحزمة على البطون!

بصراحة: المؤتمرات النقابية.. مزيد من شد الأحزمة على البطون!

بدأت المؤتمرات النقابية في جميع المحافظات، وقبلها بدأت التحضيرات لها من تقارير ومداخلات وغيرها من اللوازم في عقد المؤتمرات، ومن اللوازم المفترض وجودها لكي تعبر المؤتمرات حقيقةً عن أوضاع الطبقة العاملة، وما تعانيه من أمور حياتية وعملية، هي تمكن الكوادر النقابية أعضاء المؤتمر من التعبير الواضح والصريح عن تلك القضايا التي يعاني منها العمال، وفي مقدمتها: مستوى أجورهم المنخفضة التي تنعكس على مستوى المعيشة التي تسير نحو الأسوأ بتسارع كبير، دون التمكن من فرملتها أو إيقافها عند حد.

ركزت المداخلات التي ألقيت في المؤتمرات التي عقدت إلى تاريخ كتابة الزاوية على قضايا لها شيء من الأهمية، ولكن ليست هي المهمة التي تمكن الطبقة العاملة من انتزاع حقوقها وتحسين مستوى أجورها، مع أن قضية الأجور كانت تطرح، ولكن بشكل عرضي، وهذا يتماشى مع موقف القيادة النقابية من قضية الأجور، وضرورة النضال من أجلها عبر الأشكال المختلفة التي تعرفها الطبقة العاملة السورية، ومارستها في مراحل مختلفة.

لقد قدمت القيادة النقابية التي حضرت المؤتمرات- وخاصة في دمشق- وجهة نظرها الصريحة والواضحة من هذه الأمور، وبررت للحكومة موقفها من عدم زيادة الأجور، الذي هو مطلب أصيل عند الطبقة العاملة، بأن ما هو واقع من فقر وتدنٍّ في مستوى معيشة السوريين، ومنهم: الطبقة العاملة هو الحرب والحصار، وتمت مطالبة العمال بشد الأحزمة أكثر على بطونهم الخاوية، والتحمل والصبر على ما ابتلوا به من كوارث لأن الفرج قادم طبعاً.

من تحدث بهذا القول لم يعرج على الأسباب الأخرى التي هي سبب كبير وأساسي في تجويع السوريين، وهي السياسات الحكومية الاقتصادية ودورها في مد الحبال للفاسدين الكبار، لنهب الثروة التي ينتجها العمال وكل العاملين بأجر، والتي تجعل الموارد الحكومية بأدنى مستوياتها، حيث يدخل الفساد في كل تفصيلة من تفاصيل السياسات الحكومية، وتكون مسهلاً له، وإلّا ماذا تعني الأزمات تلو الأزمات: من المازوت والبنزين والخبز والمواصلات التي يمكن الحصول عليها وبكميات متاحة من السوق السوداء، ولكنها شحيحة وقليلة في مراكز توزيعها المفترضة.

لكي تكون المؤتمرات معبرة بشكل فعلي عن واقع الطبقة العاملة لا بد أن تخرج من إطارها المرسوم لها، والتي تكون فيه ضعيفة وروتينية ومتكررة في مطالبها، التي تعاد في كل مرة، وهذا الواقع له جذره المتمثل بالطريقة التي يجري بها تنصيب الكوادر النقابية في مواقعها خارج إطار الانتخابات الفعلية، التي من المفترض أن يقرر العمال فيها من يريدون، ومن لا يريدون من هذه القيادات النقابية، وليس أحداً سواهم أو بديلاً عنهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1001
آخر تعديل على الأربعاء, 20 كانون2/يناير 2021 17:53