من تاريخ الحركة العمالية في حمص
محرر الشؤون العمالية محرر الشؤون العمالية

من تاريخ الحركة العمالية في حمص

سجل العديد من النقابيين القدامى في محافظة حمص ذكرياتهم، والتي عكست جزءاً مهماً من تاريخ الحركة العمالية في المنطقة الوسطى. حيث كان الحزب الشيوعي يقود 22 نقابة عمالية من أصل 43 نقابة في حمص.

نقابة عمال البناء والنحاتين

لغاية عام 1958، كان جميع أعضاء نقابة عمال النحت والنحاتين من الرفاق أو الأصدقاء، بعد أن خاضوا معركة سياسية استطاعوا خلالها إزالة أنصار البرجوازية وأرباب العمل من صفوف النقابة.
وسجل النقابيان أبو نجيب وأبو فرحان أهم محطات تاريخ هذه النقابة والتي نلخصها بالنقاط التالية:
• في العام 1949 سافر وفد من النقابة إلى دمشق لحضور مؤتمر نقابي وتعرضوا لمضايقات عديدة. كما سافروا عام 1950 إلى دمشق لحضور مؤتمر العمال السوريين، ومنعت السلطات عقد المؤتمر.
• ناضلت النقابة ضد مشروع إلغاء «اللبون» وهو حجر منحوت كان يستخدم في رصف الشوارع. وتشكل وفد قابل رئيس البلدية، كما حدثت مظاهرة عرفت في الذاكرة الشعبية باسم مظاهرة اللبون التي سار فيها العمال احتجاجاً على استبدال اللبون بالإسفلت ونجحوا في إلغاء القرار رغم أن الإسفلت تقدمي مقارنة باللبون، فالتف عمال اللبون حول النقابة. واستطاعت النقابة الحصول على قرار بإلزام بناء واجهات المحلات والمخازن من الحجر المنحوت.
• كان رئيس النقابة ونائبه يستغلان التعهدات بطريقة فاسدة فاجتمع مجلس النقابة وفصل الرئيس ونائبه.

نقابة الحطّة والزنار

تشكلت هذه النقابة بعد صدور قانون العمل عام 1946، وكان يعمل في هذه المهنة حوالي 400 عامل أواسط أربعينات القرن العشرين، وكان عمال المهنة يملكون أدوات العمل «الأنوال» وواقعين تحت استغلال أرباب العمل الذين يتحكمون بالسوق والمال ويضربون العمال في كثير من الأحيان. تشكلت لجنة لمنع التسريح التعسفي، وحدث إضراب لزيادة الأجور، واستطاعت النقابة الحصول على يوم عطلة مأجورة وساعات العمل الثماني.
حلت النقابة قسرياً عام 1949، وأعيد تشكيلها عام 1952، حسب النقابي أبو ميشيل باسم نقابة الحطّة والزنار التي قادت الإضرابات واستطاعت الحصول على فرق الأجور لستة أشهر، وكذلك إضراب عمال النسيج اليدوي عام 1952 ومؤازرة عمال الحطّة لهم، وإسهام نقابتهم في مؤتمر عمال النسيج عام 1952 ودورهم في صدور قانون الاستصناع.

نقابة صبّ البلاط

تشكلت نقابة عمال صبّ البلاط عام 1947، وكان عمال هذه المهنة لا يملكون إلا قوة عملهم، وقادوا أول إضراب لهم عام 1948 مما أدى إلى فصل رفيقين من النقابة ثم حلت النقابة نهائياً.
أعيد تشكيل النقابة عام 1952، حسب النقابي أبو جورج، وتركز نضالها في الحصول على ساعات العمل الثماني عام 1953، وحصل العمال على نصف أجرة يوم العطلة الاسبوعية عام 1954، وعلى الأجرة كاملة عام 1957.

نقابة الكهرباء

انتخب أبو جورج في قيادة الاتحاد العام لنقابات العمال عام 1957، واشتراك النقابيون الشيوعيون في مؤتمر لايبزغ العالمي للنقابات، وحدث إضراب لعمال الكهرباء عام 1956، واعتقل الكثير من النقابيين واستطاعت النقابة الإفراج عنهم.
في العام 1958، تعرض النقابيون للسجن، وفي العام 1966، استطاعت النقابة رفع الحد الأدنى للأجور ليرة سورية واحدة بعد معارضة شديدة ونضال استمر طيلة عهد ثلاثة وزراء متعاقبين، وساند الحزب الشيوعي نضال العمال ودعم مطالبهم العادلة.

نقابة مهن التجارة

في العام 1950 دافع أبو حيان رئيس نقابة مهن التجارة عن النقابيين الشيوعيين المفصولين، ورفض الانصياع لأوامر السلطات، وناضل ضد الشيشكلي ومن هذه المواقع أصبح شيوعياً.
فصل مع رفاقه من النقابة عام 1954، ولكن أعيد انتخابهم ثلاث مرات لثقة العمال بهم. واستطاعت النقابة تحديد ساعات العمل بثماني ساعات، وتشكلت جبهة نقابية حصلت على أول ترخيص للاحتفال بالأول من أيار بشكل علني عام 1954. كما استطاعت هذه النقابة تعديل قانون العمل في عهد الوحدة.

معمل السكر

في عام 1955 كان في معمل السكر منظمة صغيرة، فانتخب أحد الرفاق في اللجنة النقابية، وحاولت السلطات حل اللجنة وإغراء الرفيق بالمال للانسحاب «500 ليرة في ذلك الوقت»، فرفعت اللجنة النقابية دعوة قضائية ضد هؤلاء. وخاضوا إضراباً عام 1956 من أجل مطالب عمال السكر، وحدث إضراب تضامني مع إضراب عمال شركة نفط العراق في حمص.
وخاضت اللجنة النقابية في معمل السكر العديد من النضالات، وعقدت الاجتماعات العمالية لشرح قانون النقابات، وفي عام 1956 حضر مؤتمر الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية 44 مندوباً شيوعياً من حمص. وكانت الحركة النقابية في حمص لها صفحة خاصة هي «جريدة الفجر» منتصف الخمسينات.

نقابة عمال النسيج

تحدث النقابي أبو عبدو عن نضال عمال النسيج، وتوسعت هذه المهنة سنوات الحرب العالمية الثانية بسبب توقف الاستيراد، وكان يعمل فيها 700 عامل يتعرضون لاعتداءات أرباب العمل وشيوخ الكار وزلمهم.
في عام 1952 بدأت مهنة النسيج اليدوي تنقرض وحل محلها النسيج الآلي، وبدأ تسريح العمال تعسفياً، فشكلوا الوفود وقابلوا المسؤولين لشرح مطالبهم. وفي عام 1954 حضر نقابيون من حمص مؤتمر العمال العالمي في بولونيا.

نقابة عمال النفط

عمل في شركة نفط العراق أكثر من 5000 عامل في حمص ودير الزور وبانياس. وخاضوا العديد النضالات بين عامي 1950-1959، وكان نضالهم واحداً في جميع المحافظات ومركزهم النقابي في حمص.
من أهم النضالات، إضراب عام 1952، وإضراب عام 1956 الذي انتصروا فيه على الشركات الأجنبية، وإضراب عام 1959 احتجاجاً على تسريح النقابيين المنتخبين.

معلومات إضافية

العدد رقم:
968
آخر تعديل على الإثنين, 01 حزيران/يونيو 2020 14:11