اتحاد النقابات العالمي 75 عاماً على التأسيس
تمر هذه السنة 75 عاماً على تأسيس اتحاد النقابات العالمي الذي كان في باريس أوائل تشرين الأوّل من عام 1945. وقد حضر المؤتمر النقابي العالمي الأول في باريس مندوبون يمثّلون 67 مليون عامل من 56 منظمة وطنيّة من 55 بلد و20 منظمة دوليّة، بما فيهم وفد من نقابات سورية ترأسه القائد النقابي الشيوعي المعروف إبراهيم بكري.
وكان قد سبق المؤتمر النقابي العالمي الأول، المؤتمر النقابي العالمي التحضيري الذي عقد في لندن في أواسط شباط 1945 والذي أنجز الكثير من الأعمال التحضيريّة التي دامت ما يقارب العام بشكل مكثف، حيث كانت القوات النازية تشن هجماتها على لندن وغيرها من المدن في أوروبا، غير أن ذلك لم يمنع أعضاء المؤتمر من مواصلة أعمالهم، بما يملكون من شجاعة نقابية. وحضر مؤتمر لندن 204 مندوب من 53 منظمة وطنيّة ودوليّة يمثّلون 60 مليون عامل عالميّا، وترأس المؤتمر ممثلون عن النقابات البريطانيّة ومؤتمر المنظمات الصناعيّة من الولايات المتّحدة الأمريكيّة وكافة اتحاد المجلس النقابي المركزي للاتحاد السوفيتي. وشارك في فعاليات هذا المؤتمر ممثلون من النقابات الفرنسية والاتّحاد الفيدراليّ الصينيّ واتحاد العمال في أمريكا اللاتينية.
كانت النقابات الشيوعية منذ بداية العشرينات من القرن الماضي قد قامت بمبادرات متواصلة لتشكيل هيئة نقابية عالمية مناضلة موحَّدة، تعتمد الأشكال النضالية في عملها، وليس الأشكال والطرق الإصلاحية. لذلك فقد كان المؤتمر النقابي العالمي الأول قد أكد على ميثاق الأمم المتّحدة، وكان واضحاً لممثلي الطبقة العاملة والنقابات العمالية أن مجرد التصريحات من الحكومات ووحدة الحكومات بمفردها على شاكلة الأمم المتحدة، ليست كافية. لذلك فقد كان من الضروري بناء وحدة الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم، من أجل تحقيق أهداف البشرية التي تجسدت في الإعلانات، وكان ضرورياً وجود منظمات جماهيرية جديدة، من الطبقة العاملة على وجه الخصوص.
المؤتمر أقر دستور اتحاد النقابات العالمي ووضع من بين أهدافه مكافحة الحرب وأسباب الحرب، والعمل من أجل التوصل إلى سلام دائم ومستقر، واتخذ قراراً أعلن أن إحدى المهام الأساسية للحركات النقابية في جميع البلدان هي الكفاح من أجل القضاء الكامل على الفاشية، والقرار الثاني الذيا تخذه مؤتمر النقابات العالمي الأول: ميثاق حقوق نقابات العمال واحتياجاتهم، حدد فيه المطالب الأساسية للعمال، ومنها:
- حق الطبقة العاملة في تنظيم نفسها.
- التحرر من كل شكل من أشكال التمييز على أساس العرق أو العقيدة أو اللون أو الجنس.
- الحق في العمل والإجازات مدفوعة الأجر.
- المساواة في دفع الأجور ومستوى عالٍ من المعيشة.
- الضمان الاجتماعي وتوفير ضمانات ضد البطالة والمرض، والحوادث والشيخوخة.
- زيادة التصنيع والتقدم التقني الزراعي في جميع البلدان المتخلفة من أجل تحريرها من وضعها الحالي من التبعية، وإلى تحسين مستوى معيشة سكانها.
- دعم المساعدات التي تقدم للبلدان المتخلفة من الموارد التقنية والمالية من حيث القروض طويلة الأجل وغيرها من الوسائل، دون السماح في التدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلدان أو إخضاعها لتأثير التكتلات الدولية.
ساعدت الحركة العالمية النقابية في عملية تنظيم البلدان المستقلة حديثاً، وكذلك حركات التحرر الوطني في النضال ضد الفاشية والديكتاتوريات العسكرية. في أواخر الأربعينات تعطلت بعض مراكز النقابات في الاتحاد بسبب دعاة الحرب الباردة التي كانت تتزعمها النقابات البريطانية ونقابات الولايات المتحدة، وخلافات أخرى بشأن قضايا هامة تتعلق بدور منظمة التجارة الدولية والموقف من خطة مارشال، وقاموا بعملية شق الاتحاد، وانضمت إليهم النقابات في هولندا وعدة نقابات أخرى وأصبح الانشقاق ذا طابع رسمي.
في كانون الأول 1949 اجتمعت الأطراف التي انسحبت في لندن وشكلت الاتحاد الدولي الحر للنقابات .(ICFTU)
إن النقابات التي تشكل اليوم الاتحاد العالمي لنقابات WFTU)) لا تسعى إلى تقسيم الحركة العالمية النقابية، بل تسعى دائماً لتعزيز وحدة العمال في جميع أنحاء العالم. وكان الاتحاد العالمي للنقابات قد عقد مؤتمره الثاني في ميلانو في تموز من عام 1949 وحضرت المؤتمر وفود من 61 بلد يمثلون حوالي 71 مليون عامل. وصدرت عن المؤتمر رسالة مفتوحة وجهها إلى الناشطين في النقابات العمالية في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من البلدان التي انسحبت من WFTU ، وحثهم على إيجاد طريقة للتوصل إلى اتفاق حول أهداف مشتركة، وأقر المؤتمر رسالة مفتوحة من أجل السلام ، والحقوق الديمقراطية للشعوب والوحدة النقابية الدولية. كما صدرت قرارات بخصوص المطالب الاجتماعية والاقتصادية للعمال.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 966